بعد طرحنا لموضوع الرضا والطموح في يوم الأحد الماضي، اتّصل بنا العديد من الأشخاص يشتكون من التّعسف وحالات الظلم في دوائرهم الحكومية، كما تلقّينا بعض التعليقات المثيرة حول الموضوع ذاته، وإليكم جزءاً من هذه التعليقات كما وردتنا:

1- كلامك حقيقي وواقعي 100 في المئة، أنا موظّف في إحدى وزارات الدولة، وأطمح للحصول على الدرجة التي استحقّها نتيجة عملي الواضح أمام الناس، ولكن إلى الآن لم يرفع مديري أمر الدرجة إلى الجهات المعنية،... وهو لا يريد إعطائي حقّي الذي أنا أهلٌ له!

2- نظام الترقية يعتمد على نظام اللوبيات, إذا كنتَ من ضمن مجموعة المدير أو من يحسب عليه, فهنيئاً لك الترقيات والإعفاءات حتى لو تغيب محّد يحاسبك، أما إن كنت خارج الدائرة فعلى الدنيا السلام, حتى لو تجي الشغل بدري أو تتأخر في العمل لإنجاز بعض الأعمال يحسب عليك, وتُساءل «وش قاعد تسوي خارج وقت الدوام»؟!

3- عندنا في دائرة (...)، كان هناك موظف على الدرجة الخامسة ترقى إلى الدرجة التاسعة، مع العلم هو لا يملك أي مؤهلات، والمسئولون لم يراعوا أي اعتبار لأصحاب المؤهلات أو أصحاب الخبرة.

4- أنا وصلت لمرحلة من عدم الرضا في وظيفتي، ولدي طموح بالدراسات العليا، ولكن التمويل المادي هو العائق، وهناك جهات لديها محسوبيات، تعطي من لا يستحق الدراسات العليا، وتترك من لديه هذا الطموح!

5- هناك نعمة الموهبة وهناك أيضاً «موهبة المحسوبية»، نعم فهي الأساس في كل شي، لا أحد يكترث في هذا الموظف موهوب يقدر ينتج أو لا! هناك في كل وزارة أو مؤسسة، هذه النوعية من الناس مَن تسكت وتنجز عملها إرضاء لله، ومنهم يظل «يتحلطم» ويندب حظه طول حياته ويتكاسل في العمل، هذا النموذج لامسته في حياتي العملية وما أزال!

هناك الكثير من الرسائل والتعليقات التي لا أستطيع كتابتها، ولكن أتمنى أن تصل إلى يد المسئولين في الدولة، أما عن طريق نفس الأشخاص الذين خاطبونا في هذا الموضوع، أو عن طريق إيصال شكواهم بدون أسماء منعاً للإحراج، وحرصاً على حصول الجميع نفس القدر من الاهتمام.

لسنا نطرح الهموم هنا ليتم الضغط على الموظّف، بل إنّنا نطرح الهموم لزيادة وعي المسئولين بموضوع طموح الموظّف ورضاه الوظيفي، اللذين يشكلان رأس الحربة في أي عمل وفي كل مجال، وبدونهما لا ينتج الموظّف في مؤسّسته ومن خلال وظيفته.

وليعلم الجميع بأنّ «كلّكم راع ٍوكلّكم مسئول عن رعيّته»، فالوزير راع ٍومسئول عن رعيّته (الموظفون)، وهو ما وُضِع خلف تلك الطاولة الكبيرة ولم يحصل على ذلك المكتب الجميل أو الامتيازات غير المتناهية، إلاّ من أجل تحقيق نجاح متميّز داخل وزارته، فإن كان يريد النجاح فليلتفت للأفراد!