بدأ الاهتمام الكبير والمتزايد بالتخطيط البيئي والعمراني السليم إلى ظهور نزعة بيئية تتمثل في بناء مدن وقرى سكنية صديقة للبيئة. وقد بدأت فكرة بناء تلك «المدن الفاضلة»، مع انطلاق حركة البيئة المعاصرة مع نهاية القرن الماضي، وقد بدأ السباق السريع لتوه تجاه فكرة «بناء المدن الصديقة للبيئة»...
كثير من المشاريع الجديدة ظهرت فيها أساسيات الإبداعات البيئية المتطورة وذات تقنيات عالية تحافظ على سلامة البيئة من زيادة التدهور وبها نظام ترشيد الطاقة من الكهرباء والماء، بالإضافة إلى مواد البناء الأخضر، فضلاً عن سياسات إعادة التدوير.
مناسبة هذا الحديث بعد الاطلاع عبر ما يصل من رسائل إلكترونية أو عبر تصفح مواقع البيئة في الإنترنت، وبعد الاطلاع على أفكار وخطط تصب في مصلحة التنمية المستدامة للبيئة، دفعني لكتابة هذا المقال لإيصال هذا الاقتراح لمن يهمه الأمر أو ذات الشأن، ونتمنى أن نراه في بلدنا لتزهو به الشوارع والبيوت في مملكتنا الحبيبة.
وصلت يوم أمس الأول رسالة إلكترونية (إيميل)، عبارة عن صور لمبانٍ مطلية، على جدرانها رسومات من الخارج عبارة عن حدائق مفتوحة تتكون من الزهور الزاهية والملونة بجميع ألوان الطيف تسحر العقل والنفس قبل النظر، ولبعض منها رسومات على الجدران لأشجار كبيرة وكأنها مزروعة على الشارع، وتلتف حولها مسطحات خضراء وبرك السباحة الممتلئة بالطيور تسلب العقول، وبعض منها مزخرفة بنقشات وزخرفات خارقة للعادة، وكتابات أندلسية تحث على نظافة البيئة -كأنها حقيقية-، وأخذني الفضول وتمنيت أن نرى هذا المشروع المتميز ونحظى بهذه الرسومات في بلدنا على بيوتنا المتهالكة لنعطيها رونقاً - بسبب شح المسطحات الخضراء على الأرض-، فكوننا لا نملك أو ليس لدينا أراضٍ نزرع عليها أو لكي لا نستنزف ما تبقى من الماء للري، دعونا نتجه لهذه الزراعة الخيالية (رسومات) على الجدران الخارجية للمباني والبيوت.
كما وصل «ايميل»، عبارة عن كيفية زراعة الأشجار المنزلية (الداخلية) وهذا النوع تقوم الدولة بتوفيره لكل المنازل ويحدد لكل منزل ما بين 5- 10 شتلات حسب عدد الغرف لامتصاص الغازات الداخلية، بالإضافة إلى إيميل آخر غريب من نوعه يتكون من حدائق حقيقية، (بعض منها على أسطح المنازل والمباني والبعض على أسقف الجامعات) طبيعية خضراء وبها نباتات وخضروات طبيعية مزروعة، تشبه المزارع والبساتين الحقيقية على الأرض.
حسب اعتقادي ان هذا النوع الأخير الغريب من نوعه، يصلح للبحرينيين بسبب شح الأراضي، وان وجدت فلا تغطي لمنزل وزراعة في آن واحد، ولكونه بسيطاً ولا يحتاج لموازنة ضخمة، كما انه يشغل الزوج عن الخروج من المنزل - هذا ما يفرح الزوجة طبعاً، ويقوي ترابط الأسرة -، كما يجنبه مشاكل المرور التي لا تعد ولا تحصى والشوارع المتشققة والمتهالكة، والمكتظة بالسيارات، التي ترفع الضغط قبل السكري، وفي المقابل سوف يوفر له بعض المال كترشيد إنفاق، من راتبه غير الوفير إذا قام بزراعة الخضروات والنباتات المثمرة المحببة للأطفال (اللوز والرمان والكنار والجوافة والموز والتوت).
وآخر ما وصلني من الأخت الفاضلة رئيسة قسم التخطيط في الهيئة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية والبحرية عن إبداعات بيئية متطورة تسلط الضوء على الترشيد في استهلاك الطاقة التي تعتبر المصدر الرئيسي لتلوث البيئة، الإبداع الاول عبارة عن مفاتيح متنوعة لكل منزل للإضاءة أو التكييف أو الأجهزة المنزلية، حيث يوضع لكل جهاز ثلاثة مفاتيح ولك أن تختار إحداها حسب الكمية المطلوبة من الطاقة والزمن. أي إذا أردت الإضاءة لمدة اقل من ساعة اضغط الأخضر واذا اقل من أربع ساعات اضغط الأصفر وإذا أكثر من 8 ساعات اضغط الأحمر.
وإبداع آخر يتعلق بحماية البيئة من الورق المستخدم في الطباعة، وذلك باختراع آلة طباعة تطبع وتمحي الحبر في أن واحد، أي يمكنك استخدام كل ورقة بلاستيكية 1000 مرة، من غير ضغط على البيئة (عالم يفكر كيف يحمي البيئة وعدم هدر الطاقة).
فيما يبدو أن هذا الموضوع غريب وعجيب في أذهان دولنا وعقليات حكوماتنا بسبب تفكيرنا المحدود تجاه البيئة أو لقلة الاهتمام والاكتراث، بل يعتبر حقيقة في الدول المتقدمة، فخبراء البيئة لديهم يعملون من اجل البيئة، ونرى حكوماتهم تعمل من اجل البيئة أيضاً، وبالتعاون يتحقق ما يصبو إليه الجميع (يد واحدة ما تصفق!)، وكل جل تفكيرهم واهتماماتهم في كيفية خدمتها وحمايتها الذي ينعكس على خدمة الإنسان في الأول والأخير، في حين إننا لا نكترث ولا نرع أي اهتمام تجاهها، فأين يكمن الخلل؟
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3028 - الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ
الى زائر 1
ما تفهم تعليق الكاتب، اذا تم الاهتمام بالبيئة ينعكس على الانسان حسب تفكير الدول المتقدمة ، فانظر الى غاز المعامير ماذا عمل بالناس ؟
شكرا
خلهم يهتمون بالناس علشان يهتمون بالبيئة