يبرز اليوم الدولي للتضامن الإنساني أهمية العمل من أجل قضية مشتركة لصالح أشد الفئات ضعفاً في المجتمع. ولعل أهم التجليات البعيدة المدى لهذا المبدأ تتبدَّى في إعلان الأمم المتحدة للألفية، الذي تدرج فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مبدأ التضامن باعتباره أحد أهم القيم الأساسية الضرورية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين.
فقد نص إعلان الألفية على أنه «يجب مواجهة التحديات العالمية على نحو يكفل توزيع التكاليف والأعباء بصورة عادلة وفقاً لمبدأيْ الإنصاف والعدالة الاجتماعية الأساسيين. ومن حق الذين يعانون، أو الذين هم أقل المستفيدين، أن يحصلوا على العون من أكبر المستفيدين». ويحدد الإعلان أيضاً مجموعة من الأهداف المعروفة باسم الأهداف الإنمائية للألفية - والتي تمثل خريطة طريق محددة الزمن وتحدوها الأهداف الرامية إلى الحد من الفقر والجوع والتدهور البيئي، وتحسين الصحة وفرص الحصول على التعليم.
وقد أظهر استعراض هذا العام للتقدم المحرز في تحقيق أهداف الألفية، بما في ذلك مؤتمر القمة المتعلق بالأهداف الإنمائية للألفية، دلائل ملموسة على أن الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والجهات الخيرية، والقطاع الخاص، والأمم المتحدة يعملون جميعاً بروح من التضامن. وهناك بلدان كثيرة في سبيلها إلى أن تخفِّض إلى النصف بحلول العام 2015 أعداد الناس الذين يعيشون في فقر مدقع؛ كما زادت معدلات الالتحاق بالمدارس، وهناك الآن أعداد أكبر من البنات ملتحقات بالمدارس، كما تحسن التحكم في مكافحة الأمراض على نحو أفضل.
وعلى الرغم من هذه الدلائل المشجعة، لاتزال هناك تفاوتات عميقة بين البلدان وفي داخلها. وعلاوة على ذلك، فإن مكاتب التنمية التي جرى تحقيقها بشق الأنفس أصبحت عرضة للخطر نتيجة للاضطرابات الاقتصادية والمالية، وتقلب أسعار الأغذية، وعدم استقرار أسواق الطاقة، ونتيجة لآثار الكوارث الطبيعية وتغير المناخ. وقد دفعت الأزمة الاقتصادية العالمية بمزيد من الناس يقدر عددهم بـ 64 مليون نسمة إلى وهاد الفقر، كما ارتفعت أعداد المدرجين في عداد البطالة بأكثر من 30 مليون منذ العام 2007.
وفي هذا اليوم الدولي للتضامن الإنساني، دعونا نتعهد - كأمم وكأفراد، على السواء - بالتواصل مع جيراننا. ولنعشْ حياتنا اليومية في ظل روح التضامن مع هؤلاء الأقل حظاً فيما بيننا - وأعني بهم الفقراء، والمرضى، والمسنين، وهؤلاء الذين يتعرضون لضروب الإساءة والتمييز أو انتهاكات حقوقهم الإنسانية - وبذلك نبني عالماً أفضل للجميع.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3027 - الأحد 19 ديسمبر 2010م الموافق 13 محرم 1432هـ
??كل يوم عيد يا بان؟؟
بروباجندا و تطبيل أعلامي ليلاً نهاراً لتلميع صورة الأمم المتحدة و أمينها العام نتيجة لفشل برامجها و سياساتها .. حتى غدت على أثرها كل أيام السنة تقريبا مناسبات دولية. نعم .. نعم للحملة العالمية المطالبة بنزول الأمين العام للميدان لمدة شهر سنويا في دول القارات الثلاث آسيا, أفريقيا و أمريكا اللاتينية للتعرف على مشاكلها الاقتصادية و السياسية و البيئية بدلا عن زياراته ليفيينا و جنيف و حضور حفلات الكوكتيل في أحياء مانهاتن و واشنطن أذا كان صادقا في العمل لخدمة قضية السلم و الأمن و التنمية.