إن يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب لمناسبة نسلط فيها الضوء على ما تقدّمه البلدان النامية من مساهمة قيمة في تقدم عالمنا بأسره، ونشجع هذه البلدان على التعاون فيما بينها من أجل تحقيق المزيد من التقدم في التصدي للجوع والفقر والويلات الأخرى التي يواجهها العالم.

فخلال العقد الذي انقضى منذ وضع الأهداف الإنمائية للألفية، أحرز العديد من البلدان تقدماً كبيراً في زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس، وتخفيض وفيات الأطفال، وتحسين فرص الحصول على المياه النظيفة، والارتقاء بمستوى التصدّي للملاريا والإيدز وغيرها من الأمراض.

غير أن 1.75 مليار شخص في 104 بلدان لايزالون غير قادرين على تلبية بعض احتياجاتهم الأساسية وفقاً لمؤشر الفقر المتعدد الأبعاد الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في وقت سابق من هذا العام. ولايزال عدد الأشخاص الذي يعانون من نقص التغذية في العالم مرتفعاً إلى درجة لا يمكن قبولها، فهو يقارب المليار، ويشمل أكثر من طفل من بين كل أربعة أطفال دون سن الخامسة في العالم النامي. ومما يزيد الأمر سوءاً أن تغير المناخ والأزمات الإنسانية والنزاعات المسلحة تتسبب في تفاقم محنة أكثر سكان العالم فقراً وضعفاً.

إن التعاون فيما بين بلدان الجنوب عنصر حيوي لمعالجة هذه المشاكل على الصعيد العالمي. فالبلدان النامية التي تتبادل الخبرات الفنية والأفكار وتنسّق الخطط يمكن أن تحقق مكاسب أكبر بكثير مما بمقدور أي منها أن يحققه منفرداً.

وقد بين المعرض العالمي للتنمية القائمة على التعاون فيما بين بلدان الجنوب الذي استضافته جنيف مؤخراً ما يمكن أن يتمخّض عن هذا التعاون من دينامية وتآزر، وبالأخص على صعد توفير فرص العمل اللائق، وتحقيق الأمن الغذائي، والحد من تغير المناخ، ودعم قطاعي الصحة والتعليم.

فلنعقد العزم اليوم، إذ نحتفل بيوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، على توسيع شبكاتنا للتضامن، مع اقتراب العام 2015، الموعد المحدد لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، مواصلين بذل الجهود لتحقيق هدف أطول أجلاً هو بناء عالم أكثر سلاماً وازدهاراً ومساواة للجميع