وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين
في العام 1981 عهدت إلى أحد المقاولين بناء منزلي، على أن يوفر لي العمالة الماهرة من بنائين، ونجارين وخلافه، على أن أتكفل بتوفير مواد البناء كافة، والماء الحلو كشرط أساسي لضمان الجودة، وقد عهدت إلى أحد سواق صهاريج المياه بمدي به عند الحاجة، وهكذا سارت الأمور على أحسن حال.
وفى أحد الأيام اتصلت بسائق الصهريج ليزودنى بالماء صباح السبت المقبل، بعد أقل من دقيقة رفع السماعة طفل صغير قائلا: ألو. فسألت: ناد أبوك... فصرخ الولد: أبوي واحد يبغاك في التيلفون... مرت دقيقة ثم اثنتين فلم يرد علي احد، فظللت اكرر ألو.. ألو.. ولكن لا أحد يرد! أقفلتُ الخط، وعاودت الاتصال فإذا بالخط مشغول، فعاودت بعد قليل فلم يزل مشغولا، فتركت الأمر وعاودت الاتصال صباح الجمعة ومازال الخط مشغولا! وبالمثل صباح السبت فتدبرت أمري من مصدر آخر... ساعة خروجي من العمل يوم السبت عرجت على منزله فخرج لي الطفل نفسه يسأل: من تبغي؟ فقلت له: بابا... روح ناد على أبوك بسرعة. بعد دقيقتين جاء أبوالولد مرحبا: أهلاً سيد، خير؟ فقلت له اتصلت بك يوم الخميس ألم يخبروك؟ فقال: لا والله، فقلت: بالمناسبة تيلفونكم مرفوعة سماعته وبعد أن أدار وجهه إلى الخلف قال بدهشة: كيف عرفت؟ قلت له: منذ أن اتصلت بك يوم الخميس فقال: سامحنا يا سيد هذا إلا جاهل، وكان الاستياء قد بلغ عندي أشده، فحاسبته ثم سألني: خيراً ماذا كنت تريد؟
فقلت له: لا شيء ولكن أنت احد أسباب نكسة 1967، فقال: بل، كل هذا علشان التيلفون... فتركته وانصرفت.
هذه بعض الأمثلة الحية على بعض الأخطاء الشائعة، والمقبولة للأسف الشديد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وإن تفاوتت من وقت إلى آخر، لقد شغلني هذا الأمر لسنين والسبب أن مثل هذه الغفلة تدل على وجود خطأ جسيم في السلوك، صحيح أن الأمور قد تغيرت كثيراً، وأصبحت وسائل الاتصالات ميسرة ولكن الطبع لا يغير من الامر شيئاً فاقتناء أكثر من نقال يفسر نفس المحنة بشكل او آخر... لقد من الله على البلاد العربية بدين عظيم جاء لا لوضع الفرائض والنواهي والمرعيات فقط، وإنما ليعالج كثيرا من الأمور الغائبة عن اذهان الناس، وهي حسن استخدام الوقت والانضباط، ففريضة الصلاة واجبة ولكن ليس قبل أوانها، وان جاز أن تصليها قضاء إن تعسر عليك الأمر، وبالمثل الصيام فلا يجوز لك أن تأكل بعد الإمساك أو تستمر في الصيام بعد الإفطار، وبالمثل الفرائض الأخرى كمناسك الحج، والطواف والسعي ورمي الجمرات، وان كان الحج فريضة سنوية، ففريضة الصلاة مبرمجة لتذكر الناس بالوقت من أول الصباح، إلى ظهره، وعصره، ومغربه فالعشاء، حتى يتدبر الناس أمورهم بين عمل وراحة ويؤتون كل وقت حقه، يوزعون أوقاتهم بين العمل والأكل والراحة انتهاءً بالخلود إلى النوم مساءً، فلا يمر اليوم في عبثية متصلة، أو عمل بدون توقف كما يحلو للكثير من الناس هذه الأيام أو كسل بدون طائل.
ألا نلاحظ أن أكثر الناس غربة وعزلة هم تلك النماذج الثلاثة، وأكثرهم وصلاً وسعادة هم من قسموا يومهم بين الفروض والواجبات والراحة فالإغراق في العمل يعزلك عن الناس مثل ما يعزلك الفراغ (والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) على نحو غير ما تحب.
من ذلك نستنتج أن فريضة الصلاة هي أمثل استخدام للوقت، وركيزة أساسية لديمومة الانضباط، لذلك فرضت بحيث لا يلغيها شيء حتى تقاطعها مع الفروض الأخرى، كالحج والصيام وقد صاغ الرسول (ص) السنة النبوية في أطر تشريعية تمس كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلمين، حتى بات هذا الانضباط الإرادي (الصلاة) غاية الكل لما يواكبه من رضا وسعادة عند الأداء الصحيح المأمول بالأجر، والخوف من العقاب عند التخلف أو إتيان النقيض وهكذا بدأ الأمر على شكل فرائض وموجبات تحولت بالتدريج إلى سلوك اجتماعي بات يصلح المعوج من عادات الناس وسلوكهم، فسموا خلقاً وعلوا همة، واكبر شاهد على ذلك صحابة الرسول (ص) كالامام علي (ع) وعم الرسول الحمزة وكثيرين غيرهم وما أبلوه من تفانٍ في الدعوة وكيف استمات هؤلاء الأبطال وتحملوا كل أشكال الصبر والألم، حتى أن بعضهم مات تحت التعذيب، وبذلك سطروا بطولات عظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، ومن يتأمل الفتوحات الاسلامية يرى بوضوح انها لم تبلغ ما بلغت من بلاد فارس والهند والصين واوروبا لو لم يحركها واعز ديني وآخر أخلاقي لم يعرف العرب له نظيراً من قبل.
السر العظيم أن الرسول (ص) عرف جيداً كيف يفعِّل الدين وينفذ من الانضباط الديني إلى الانضباط الأخلاقي «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وهكذا تحولت تلك الرسالة إلى سلاح جبار أوصل المسلمين لاحقاً إلى أعلى درجات التقدم العلمي والحضاري في وقت كانت أوروبا تغط في عصر الظلام.
إذا اجتمع المد الديني والوطني فهذه العصبة لا يقصمها شيء
إننا جديرون أن نكون في مصاف الدول المتقدمة لا بل أن نكون في المقدمة، ولكن لِمَ أوطان المسلمين مهد الحضارات، وأعظم الأديان في الدرك الأسفل؟ لأننا لا نملك منهاجاً عمليا في آلية استخدام الوقت والانضباط تتبناه الجهات الرسمية بحيث يصبح من أوليات المواطن العادي، ومن الأساسيات في مناهجنا الدراسية... أعني تحديداً النظام والاقتصاد، هذين النهجين للأسف الشديد غائبين بشكل ملحوظ عن حياتنا العملية إلا في اليسير النادر من الناس. غاية القول إن الإسلام وضع اللبنات الأساسية لمجتمع متقدم وناهض. ومثال ذلك ماليزيا وإيران، كل ما نحتاجه هو العمل بصدق وتبني برامج جريئة تنظم حياتنا على كل الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية بدءاً من المنزل والمدرسة، وانتهاءًً بسوق العمل، ولكن هذا يقتضي الكثير من التضحيات والتشبث بالروابط الوطنية وإنكار الذات، وفوق كل ذلك أن يتساوى الجميع أمام القانون ويمتثلون آلية لا خوفا من الجزاءات، ولكن تيمناً باتباع أولي الأمر كنموذج قبل الجميع. كما هو الحال في أوروبا.
ألا ترى كيف يحظى الرجال الخلص في مجتمعاتنا بكل الاحترام والتبجيل؟ الناس تريد أن تتمثل بالقدوة في كل حقل تعليمي أو ثقافي أو أخلاقي ولدينا أمثلة عديدة في رجال السياسة والدين والتعليم. إنها دلالة قوية على حاجة الناس للقدوة كمصدر إلهام وباعث قوي لحب العمل، الدنيا مازالت بخير، انظر كيف استطاع السيدحسن نصر الله أن يكسب احترام العالم من أقصاه إلى أقصاه, أنا لا أتكلم عن فن السياسة، ولكن اعني الجانب الديني الذي جيره هذا الرجل.
لقد برر أحد القادة الإسرائيلين انتصارات حزب الله العام2006 وما قبلها عندما قال: إذا اجتمع المد الديني والوطني فهذه العصبة لا يقصمها شيء، لقد فعَّل هذا الرجل الدين واختزله في (الجهاد لحماية لبنان والأمة العربية من أطماع إسرائيل) ولكن في إطار عملي على درجة عالية من التنظيم والإتقان والسرية وإنكار الذات، لم يعرف له العدو مثيلاً حتى في حرب1973 وبذلك جعل من نفسه قدوة لكل العرب والمسلمين ولم يبتئس أو يحزن حتى عن تقديم ابنه للشهادة فصنع ما صنع في الحرب، وعلى شاشات التلفزيون من إيقاظ صحوة وطنية في كل العالم العربي والإسلامي، مثله مثل ما صنع الشيخ رفاعة الطهطاوي في السلم والبناء فى بعثاته المتتالية الى فرنسا بين عامي 1826 و1873 حيث ترجم الكثير من العلوم الى العربية مما جعله بحق أحد بناة النهضة الحديثة فى مصر.
العالم العربي والإسلامي في أفضل جهوزيته لمواجهة التحديات العصرية
هذا هو اول الخيط... نحن بحاجة الى قدوة من الرجال الخلص في كل القطاعات، وما إن نفعل هذا الأمر حتى ننطلق في نهضة يتسابق فيها الجميع نحو الإتقان والكمال في الأداء. إن العالم العربي والإسلامي رغم ما يعانيه اليوم من تراجع حضارى كبير إلا أنه في أعلى جهوزيته للم الشمل لو أحسن توجيهه بسبب تمادي «إسرائيل» وإطلاق يدها في تدمير كل بلد عربي يسعى للتطور ومواكبة الحياة العصرية بدءاً بمصر وحروبها الثلاثة التي أنضبت كل الموارد، وكبلت مصر بديون ثقيلة واتفاقيات ملزمة وبالمثل سورية، ثم حروبها التخريبية المتوالية على لبنان، ولم تتورع حتى عن ضرب المفاعل النووي العراقي، والآن تهدد بضرب المفاعلات النووية السلمية في إيران بدعوى أنها تهدد أمن «إسرائيل».
هل هناك سبب أقوى لتوحيد كل العرب والمسلمين أكثر من وجود عدو مخرب لا يفهم من أمور السياسة غير لغة القوة؟ وهل هناك أدنى شك في إنجاح مسعى هذه الوحدة؟ بعد أن أثبت حزب الله وحماس بما يملكان من عتاد وطني وديني جبارين وتسليح متواضع أنهما قادران على التصدي للآلة الحربية لأقوى خامس جيش في العالم رغم البون الشاسع في التسليح والجهوزية والتفوق الجوي.
ان العرب يملكون تفعيل الاسلام كما فعلت حماس وحزب الله لأننا مازلنا نملك الانضباط الديني وهو الأساس المتين ولكن هذا الانضباط في غياب رؤية جلية، ورغبة قوية في مواكبة الحياة العصرية بما تحمل من تحديات صعبة على كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يصبح لا أكثر من حضور الخدمة الدينية... هذا الانضباط الديني إذا ما جير للتحديات العصرية لن يجد الناس صعوبة في ترجمته إلى انضباط مهني أو اقتصادي أو نهضوي يواكب حاجات المسلمين الملحة ويصبح جزءا من معتقداتهم، والتاريخ حافل بالأمثلة من الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى جماعة المرابطين الذين وحدوا بلاد المغرب العام 1056م، وساهموا لاحقاً في إنقاذ الحضارة الإسلامية في الأندلس ولو إلى حين، إلى الشيخ الشهيد أحمد ياسين، إلى السيد حسن نصر الله وغيرهم.
أما أن نولي الدين والفرائض كل الوقت والاهتمام ونغفل الحاجات الدنيوية والتحديات الملحة فلن نبلغ بالدين الإسلامي أهدافه المرجوة. إننا لسنا بحاجة إلى وصفة سحرية، بل إلى رجال خلص يقودون الامة إلى العمل البناء، والسعي الحثيث للاستفادة من البرامج والأنظمة الحديثة في حقول التعليم والزراعة والصناعة والتجارة، إننا في عصر نملك كل المقومات اللازمة لبناء صناعة عربية عملاقة، إننا نملك البترول عصب الحياة، والثروة المادية الهائلة والطاقات المجانية كالماء والشمس فى اطول ساعات سطوعها هذه هي أنسب الفرص في تاريخ هذه الأمة، أما إذا ولى زمن النفط، وخرجت البدائل الجديدة الى النور فربما لن نكون ما نحن عليه الآن، بل ربما لن يكون بالإمكان توفير العيش الكريم للمواطن العربي بعد أن تستنزف الضرورات الحياتية كل مدخراتنا، ساعتها لن ينفع الندم.
الانضباط بين الشرق والغرب
في أحد الأيام كنت أحضر عزاء أحد الأصدقاء في القطيف، وأثير موضوع اعتكاف الشيعة للعبادة على حساب العمل فقال البعض: لو خصص رجال الدين بعضاً من وعظهم للحديث في شئون الناس الاجتماعية والاقتصادية بعيداً عن السياسة، أعني أخلاقيات المسلم في بيته وأولاده ومجتمعه بمعنى توجيه الناس بأمانة في ترتيب أولويات دخلهم المسكن أولاً ثم تعليم أبنائهم وبناتهم وتوفير بعض المال إن تيسر، والأهم من كل ذلك السعي بأمانة في الاهتمام بعملهم وتطوير أنفسهم، وفي النهاية تحسين دخلهم لأن ذلك سيعود عليهم وعلى مجتمعهم بالمنفعة، ترى على مدى الخمسين عاماً الماضية لو دأب الوعاظ ورجال الدين على الاهتمام بهذا الأمر ألا تتفق معي أن المسلمين في حال أفضل مما هم عليه الآن؟ فرد عليه أحدهم: نحن كسالى يا أخي، أنا مقاول لأكثر من 10 أعوام ولكني ما كنت آخذ أي مقاولة خارج حدود القطيف وسيهات، فإن بلغت الدمام لا أسعى إليها... ولكن أتعلم من يأتي ليأخذها؟ مقاولون آخرون ومن أين؟ من أماكن بعيدة من خميس مشيط أو حائل!؟ أتدري لو سعيت إليها وظفرت ببعضها في ذلك الوقت لكنت الآن في حال مالي أفضل مما أنا عليه.
لنا صديق من أولياء الله الطيبين يذهب إلى الحج كل عام، هذا غير العمرة، وما إن يعود حتى يرتب شئون العمرة القادمة. سألته ذات مرة: ما هي أولويات مصروفاتك، وأين أولادك من ذلك؟ إنهم مازالوا صغاراً وأحداثا وفي أمس الحاجة إليك، فقال: أنا لا أقصر عليهم... ثم إني لا استلف كالبعض للحج إلى بيت الله! من المثالين السابقين وغيرهما الكثير نرى بوضوح ان غياب ثقافة الصرف والإنفاق في قاموس الكثيرمن المسلمين أورث الفوضى فى حياتهم واوضح الامثلة هي تقديم الكماليات وتأخير أو تأجيل الأولويات وفي النهاية تجرع الحسرات.
لقد تبنى الغرب منهجا عمليا وليس هناك أدنى شك بأنهم أخذوا من الدين الإسلامي الكثير ولكنهم شرعوه في أطر قانونية يتساوى أمامها الجميع، لذا عندما تذهب الى الدول الاوروبية يبهرك النظام وتلمس الحضارة لمس اليد عندما ترى كل شيء يسير مثل الساعة.
هذه القوانين الحازمة التي لا تستثني أحداً يهابها الجميع لأنها استعاضت عن الواعز الديني بالعقاب الآني الذي لا يعرف التأجيل، إنها كالسيف البتار ولكن في المقابل هناك قوانين انسانية عادلة تصون حقوق المواطن وتلبي حاجاته، هذه القوانين رغم قسوة بعضها وما أورثته بعض أبنائها من خواء روحي ومشاكل اجتماعية عديدة، إلا أنها استطاعت أن تبني نهضة عملاقة... فما بالك في من يملك أمتن الأسس ليحتضن الانضباطين، الأخلاقي والاجتماعي؟ وهذا ما دعا الشيخ رفاعة الطهطاوي بعد عودته من البعثة إلى فرنسا إلى القول بأسى شديد: وجدت في أوروبا مسلمين بدون إسلام... ورأيت في وطني إسلاما بدون مسلمين.
سيدعدنان الموسوي
يعرف فقهاء القانون الدستوري، الدستور بأنه مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة، والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها، والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة (التشريعية والتنفيذية والقضائية).
وتقسم الدساتير من حيث تدوينها، إلى دساتير مدونة ودساتير غير مدونة، ومن حيث طريقة تعديلها إلى دساتير مرنة ودساتير جامدة. يعتبر الدستور مدوناً إذا كانت غالبية قواعده مكتوبة في وثيقة أو عدة وثائق رسمية صدرت من المشرع الدستوري. وعلى عكس ذلك، فإن الدساتير غير المدونة عبارة عن قواعد عرفية استمر العمل بها لسنوات طويلة حتى أصبحت بمثابة القانون الملزم. ويعتبر الدستور مرناً إذا كانت الإجراءات المتبعة في تعديله هي نفس الإجراءات التي يتم بها تعديل القوانين العادية، في حين يعتبر الدستور جامداً حينما يستلزم تعديله إجراءات مختلفة عادة ما تكون أشد من تلك التي يتم فيها تعديل القوانين العادية.
يعتبر الدستور البحريني من الدساتير المكتوبة الجامدة. أما من حيث الكتابة، فلقد صدر في وثيقة رسمية تسمى دستور مملكة البحرين وفق إجراءات معينة. وأما من حيث الجمود، فلأن تعديله يستلزم اتباع إجراءات معينة تختلف عن إجراءات تعديل القوانين العادية، مع ملاحظة أن الحق في تعديل دستور مملكة البحرين ليس مطلقاً، وذلك وفقاً لنص المادة (120) في فقرتها (جـ)، والتي حظرت نهائياً تعديل المادة الثانية منه «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ولغتها الرسمية هي اللغة العربية». كما حظرت أيضا اقتراح تعديل النظام الملكي ومبدأ الحكم الوراثي، وكذلك نظام المجلسين ومبادئ الحرية والمساواة المقررة فيه، وفيما عدا ذلك يجوز تعديل أي حكم أو مادة من الدستور.
ومن أهم الإجراءات الخاصة التي ينفرد الدستور بها عن القوانين العادية، اشتراط المادة (120) في فقرتها (أ)، أن تتم الموافقة على مقترح أو طلب التعديل الدستوري بأغلبية ثلثي الأعضاء الذين يتألف منهم كل من مجلس الشورى ومجلس النواب، في حين إن تعديل القوانين العادية لا يتطلب هذه الأغلبية الخاصة.
لقد أجازت المادتان (35) الفقرة (أ) و (92) الفقرة (أ) من الدستور، لكل من جلالة الملك ولخمسة عشر عضواً حق اقتراح تعديل الدستور. حيث نصت المادة (35-أ)، «للملك حق اقتراح تعديل الدستور واقتراح القوانين، ويختص بالتصديق على القوانين وإصدارها». أما المادة (92-أ) فلقد نصت على أنه «لخمسة عشر عضواً من مجلس الشورى أو مجلس النواب حق اقتراح تعديل الدستور ولأي من أعضاء المجلسين حق اقتراح القوانين».
ولقد نظمت اللائحة الداخلية لكل من مجلسي الشورى والنواب الإجراءات الواجب اتباعها من قبل المجلسين عند طلب اقتراح التعديل الدستوري، وفرقت تلك الإجراءات بين الطلب المقدم من قبل جلالة الملك، وبين الطلب المقدم قبل أعضاء أحد المجلسين.
فإذا كان طلب تعديل الدستور مقدم من قبل جلالة الملك، يخطر رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس النواب بالإرادة الملكية بطلب تعديل الدستور، ويأمر رئيس مجلس النواب فور تلقيه الإخطار بطبع كتاب رئيس مجلس الوزراء بطلب التعديل والبيان المرفق به خلال أربع وعشرين ساعة من وروده إلى المجلس، كما يأمر بتوزيعه على جميع الأعضاء، ويجب أن يعقد المجلس جلسة خاصة خلال أسبوع من ورود طلب التعديل من رئيس مجلس الوزراء، خلالها يعرض رئيس مجلس النواب بياناً، شارحاً لهذا الطلب على المجلس ثم يحال الى لجنة الشئون التشريعية والقانونية لإعداد تقرير عنه خلال خمسة عشر يوماً من إحالته إليها. وعند انتهاء اللجنة من إعداد تقريرها، خلال المدة المقررة، يحدد المجلس جلسة لنظر التقرير خلال الخمسة عشر يوماً التالية لتقديمه لرئيس المجلس. ويتلى تقرير اللجنة بالمجلس قبل مناقشته، ويصدر قرار المجلس بالموافقة على التعديل بأغلبية ثلثي أعضائه، ويجرى التصويت نداء بالاسم، حيث يعبر العضو عن رأيه عند النداء على اسمه موافق أو غير موافق أو ممتنع دون أي تعليق.
أما إذا كان اقتراح التعديل قد قدم من أعضاء مجلس الشورى، او مجلس النواب، يجب أن يعرض الطلب من قبل رئيس المجلس خلال سبعة أيام من تقديمه على لجنة الشئون التشريعية والقانونية لإعداد تقرير بشأن مبدأ التعديل وموضوعاته. ويعرض التقرير على المجلس في موعد يحدده، ويؤخذ الرأي عليه نداء بالاسم، فإذا وافق المجلس على مبدأ التعديل وموضوعاته بأغلبية ثلثي أعضائه، يحال الاقتراح الى الحكومة لتضعه في صيغة مشروع تعديل الدستور، وعلى الحكومة الانتهاء من الصياغة وإعادته الى المجلس في الدورة نفسها أو الدورة التي تليها. أما اذا رفض طلب التعديل من قبل المجلس فلا يجوز عرضه من جديد قبل مضي سنه على هذا الرفض.
عندما تنتهي الحكومة من صياغة اقتراح تعديل الدستور سواء كان ذلك مقدماً من أعضاء مجلس الشورى أو مجلس النواب، تتم الإحالة في جميع الأحوال إلى مجلس النواب، وعلى المجلس في هذه الحالة أن يعقد جلسه خاصة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ ورود مشروع تعديل الدستور من رئيس مجلس الوزراء، حيث يتلى المشروع قبل مناقشته، ويصدر قرار المجلس بالموافقة على التعديل بأغلبية ثلثي عدد أعضائه. وفي جميع الأحوال التي يوافق مجلس النواب على تعديل الدستور، وعلى المواد المعدلة، يخطر رئيس مجلس النواب رئيس مجلس الشورى بذلك لعرض التعديل على مجلس الشورى لاتخاذ الإجراءات ذاتها المقررة في هذا الشأن، وبناء على ذلك، يعقد مجلس الشورى جلسة خاصة خلال أسبوع من تاريخ وصول كتاب رئيس مجلس النواب بشأن تعديل الدستور، والتقرير المرفق به إلى رئيس المجلس. ويعرض رئيس المجلس بياناً على المجلس شارحاً لطلب التعديل وتقرير مجلس النواب بشأنه قبل أن يقرر إحالته إلى لجنة الشئون التشريعية والقانونية لإعداد تقرير عنه خلال خمسة عشر يوماً من إحالته إليها.
معهد البحرين للتنمية السياسية
الطف ما هو بس تاريخ ونِعيده ابكل سنه كلنه
عقيده اهوه وعشناها وظلت تسري في الشريان
أُهو قرآن وآياته سبب إهيه الخــلــيـقـــتـــنـــه
ومنبالغ اذا هالطف أصبح في الشَرِع قرآن
محرم موسم إتواتر وظل يسري إبجري دمنه
شهر وقفة مع القلوب وتِلاقي فيه رضا وغفران
وعلاقتنه مع المظلوم إجت كلها في نطفتنه
وتِشوف احسين من ينقال يِتقَشعُر إلهالإسم الابدان
كلِّ العالم استغرب شنو أسرار علاقتنه
ليش احسين من ينقال يجري هالدمع غِدران
فطرة الدمعة حق احسين وما تنلام فطرتنه
إهي مخلوقه من آدم ورحمه جتنه من رحمن
وِراثه حُبه في النَبْضات إجتنه من بَطِن أُمنه
وجروح احسين ابلطفوف بيينه عاشت امنزمان
شوف اشلون نتحسر من تسمع مسامعنه
(آآه يحسين وامصابه)، يجينه احساس بالأحزان
لأن ربتنه عاشوراء وشربنه احسين حليبتنه
ولذلك إحنه أطهر ناس بين العالم المليان
هذا احنه وهذا الطَبْع، (منتغير في صبغتنه)
عشنه الطف بحزانه من جِنّه ابعمر رضعان
لا يستغرب الينظر (جروح ابسيل دمعتنه)
ترى مو هينه من نسمع مات احسين وهو عطشان
مو هينه وجع زينب عليها اتزيد آهتنه
ومو هينه سَمِع الحسين وهو معفور بالتربان
على الجاسم وهم الأكبر ذِكُرهُم والله يفجعنه
مو هينه نجي ونسمع مذابح تنسف الشبان
وموقف بو الفضل مزروع ابخلايا الي في نبضتنه
وفاه وحبه حق خيه خله الكل ترى حيران
ومصيبه الي افجعت هالقَلْب وهَم عالقَلْب مو هينه
طفل الحسين عبدالله يموت وإهوه بالأحضان
ويلوم الحاقد إعلى احسين ويستنكر في خدمتنه
وما يدري في هالخدمه تِرَفُع لينه كلِّ الشان
نِخِدمه لو نِفَدي الروح... (انخلقنه وذي طبيعتنه)
والي يخدم المظلوم مقامه يساوي كل سلطان
وبين الموت في حب حسين وبين الدنيا خيرنه
بتلقى الكل ركض للموت كأنه للفنى ولهان
هذا الطف ركن ثابت ورسخ ببنود عقيدتنه
مو من حقك اتعاتب ركن مرسوخ بالأركان
إنخلقنه وجينه بالدنيا وعرفنه احسين مذهبنه
لا تعتب على المذهب عاتب قلبك الخسران
الطف مدرسة ابتبقى منها ادهور تعلمنه
واكبر دَرْس تعلمناه شلون الشخص ايكون انسان
خليل حسن
العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ
نوراء و ميثم
يحتاج تعديلات قليله في اخطاء املائيه وشكرا
الى الاخ خليل حسن
ابداع ابداع بمعنى الكلمة
كلمات في قمة الروعة
سلمت اناملك الذهبية
صح الساانك
كلماات ف قمة الابداااع اخووي خلييل بالتووفييق والله يدوومك ويوفقك على هااي الخط وهو خط محبة اهل البيت عليهم السلام
جعلك الله من انصااره
الحسين عقيدة .. (( خليل حسن ))
كلماااات قمة في الروع والتأثير .. لقد اقشعر بدني بتلك الكلمات الحزينة والواصفة لحب الحسين وآل بيته .. اللهم امتنا على حب الحسين عليه السلام ..
سلمت يداك أخي خليل حسن
واطلب من الله ان يوفقك ويهديك الى النور وحب الحسين ياا الله ..