العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ

مواقف السيارات و«الكفتيريا» ملاذ مرضى «السلمانية» بعد نقص الأسرة

غرف العلاج أشبه بـ «المسلخ»... والمرضى يترجون الممرضين والأطباء لمعاينتهم

مجمع السلمانية الطبي
مجمع السلمانية الطبي

تشير الساعة الآن إلى الثانية والربع صباحاً، وسط هدوء وسكينة فرضهما الظلام والضباب حول مجمع السلمانية الطبي، إلى درجة أن من يمر حول المجمع قد يعترف عنوة بأنه ملاذ حقيقي لمرضى الحالات الطارئة والحوادث، الذين لن يتأخروا لدقائق من أجل الحصول على سرير يعاينون ويعالجون عليه.

لكن وبمجرد الدخول لمواقف السيارات القريبة من مدخل قسم الطوارئ والحوادث، وتحديداً موقف سيارات الإسعاف المليئة بالمرضى، سيجد أي فرد أن الوضع مختلف تماماً عما توحيه الصورة الهادئة لمبنى المجمع من الخارج، والتي تعكس مدى الراحة النفسية للمرضى والهدوء.

هذه لفتة مختصرة لمشاهدات التقطتها «الوسط» خلال توجهها إلى قسم الطوارئ والحوادث، رصدت خلالها الكثير من حالات الانتظار للأسرة والمعاينة والعلاج الفوري عقب أزمة الأسرة المتكررة، وقد أكدت مصادر طبية عودة أزمة الأسرة بقوة إلى الظهور على السطح من جديد بالتزامن مع عودة الحجيج من الديار المقدسة وتغير الجو.

وكان بحسب الواضح أن المشكلة تبدأ من أزمة نقص الأسرة التي اعترفت بها وزارة الصحة مرات عدة سابقاً، وأكدت خلالها نيتها في إيجاد حلول سريعة لمعاناة الكثير من المواطنين والمقيمين الذين يترددون على قسم الطوارئ والحوادث تحديداً.

لكن وعلى رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة بقيادة الوزير فيصل الحمر، مازالت هذه الأزمة تراوح محلها وكأنه لم تحدث بشأنها أي تحركات فعلية لتلافيها أو التقليص من حجمها.

والأمر الأدهى من ذلك، هو أن عدداً كبيراً من المرضى الذين يتجاوز عددهم 50 مريضاً، لم يواجهوا مشكلة نقص الأسرة في أجنحة المستشفى المقرر أن يحولوا إليها عقب تلقيهم العلاج الأولي فحسب، بل حتى في الأسرة المتوافرة في قسم الطوارئ والحوادث للمعاينة من قبل الطبيب المناوب، فهناك من تمت معالجته وهو واقف، وآخر يشارك مريضاً آخر في السرير نفسه.

وعلى رغم كل الجهود الجبارة والواضحة التي يبذلها الأطباء والممرضون المناوبون في قسم الطوارئ والحوادث حينها، فإن وجوههم بدت شاحبة وينتابها نوع من العصبية بسبب كثرة عدد المرضى الذين يحتاجون إلى معاينة وتمريض حالاً، في الوقت الذي لا تتوافر فيه الأسرة والمساحات الكافية لذلك كما بدوا عاجزين عن تحقيق وتوفير أفضل سبل الراحة والاهتمام للمرضى الوافدين.

ولم تكن ملاحظة كثرة عدد المرضى الموجودين في مواقف السيارات وممرات قسم الطوارئ حريَّة بالاهتمام قبل الدخول إلى غرف المعاينة، بيد أنه بدا واضحاً أن البعض من المرضى لجأ للجلوس على المقاعد والأرصفة المخصصة لمواقف سيارات الإسعاف عقب انقطاع أملهم في الحصول على سرير لمتابعة تلقي علاجهم عليه... فمنهم من حمل كيس المغذي الوريدي (السيلان) بيده إلى الخارج بعد حصوله على العمود الذي يحمله قبل السرير، وعمد لتعليقه في إحدى السيارات بدلاً من العمود الطبي الخاص به. وآخرون استلقوا على المقاعد العامة بمواقف السيارات إلى حين حصول ذويهم على سرير لهم، في الوقت الذي قضى بعضهم وقتاً من الراحة في المطعم الصغير الملاصق لقسم الطوارئ (الكفتيريا).

وقال المواطن (ج، ع): «اضطررت إلى الخروج من غرف المعاينة والعلاج للجلوس على الرصيف بمواقف السيارات لعدم حصولي على مقعدٍ بدلاً من السرير، في حين تركت لبني بالداخل ينتظر الوقت الذي يخلو فيه أحد الأسرة ليستدعيني إليه إن أمكنه ذلك قبل الاستحواذ عليه من آخرين ينتظرون مثلي».

هذا وعمد مرضى إلى مغادرة المستشفى نهائيّاً من دون تلقيهم العلاج حتى، في حين اضطر آخرون إلى نزع المغذيات الوريدية (السيلان) من أيديهم والخروج على مسئوليتهم إلى مستشفيات خاصة أخرى.

وذكر المواطن (م، أ) أن «المستشفيات الخاصة تقدم عناية طبية متقدمة وعلى مستوى كبير من الرعاية، غير أن العائق المالي يحول دون ذهاب المواطنين من محدودي الداخل إليها ولجوئهم بالتالي إلى المستشفيات العامة، وإلا لما كان حرياً بهم البقاء لأكثر من 6 ساعات انتظاراً من دون الحصول على سرير لمعاينتهم عليه قبل علاجهم».

وعند الدخول لغرف المعاينة، فالحال أشبه بمسلخ إن لم يكن أدهى، فكثرة عدد المرضى استدعى تكديس عدد كبير من الأسرة داخل غرف المعاينة التي تتسع إلى نحو 10 فقط من المرضى، ما جعل الأمر أكثر عشوائية وصعوبة بالنسبة إلى الأطباء والممرضين سواء بالتنقل بين المرضى أو المعاينة والعلاج.

كل ذلك، جعل بعض المرضى يترجون الممرضين والأطباء لمعاينتهم أو إعطائهم العلاج اللازم واستكمال ما بده، الأمر الذي تسبب في عدة مشادات مع الممرضين والممرضات الذين اعتبروها اعتيادية لكثرة تكرارها يوميّاً من قبل المرضى. فهناك من نفذ المغذي الوريدي ويطلب استبداله، وآخرون يحتاجون إلى مسكنات ألم بسبب جروح وآلام باطنية، في مقابل من يحتاجون إلى إبر واستبدال الضمادات.

وكان من بين المرضى مصابون بمرض السكلر الذين يحتاجون إلى عناية فائقة تجنباً لأي أعراض جانبية قد تودي بالخطر على حياتهم عقب فقدان أكثر من 20 شخصاً منذ مطلع 2010، إلى جانب مرضى بالسكر والأنفلونزا وضيق التنفس، وإصابات بالكسور والجروح والآلام الباطنية.

ولم يرد أي فصل بين المرضى الذين يعانون من أمراض تنتقل بالعدوى، مثل السل والأنفلونزا والتهاب الكبد وبين غيرها من الأمراض

العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:11 م

      عبير

      الله يساعدكم يا المرضى ...

      بصراحه .. رحت مره وعطلوني ساعتين او ثلاث

      ساعات بدون سرير وبعدها اللي يحوش

      السرير ...... او تعالج بالممر ...

      شايفين لاي درجه الناس تعاني
      ... يامجمع السلمانيه....

      طورو هذا المجمع أشوي .. شوفو حل لهم..

      تحياتي

    • محب البحرين | 12:52 م

      حسافه

      إذا عشت في بلد الجمبزه, في زمن الجمبزه, فاعلم بأنها مطنزه

    • زائر 19 | 4:45 ص

      (:

      المفروض انه يطورون الخدمات في المراكز الصحية عشان تغطي الحالات البسيطة مثل الجروح والسخونة والجفاف لانها اشياء ماتحتاج الا علاج بسيط لكن الدكاترة الي في المراكز يبون الفكة ويطرشون حتى ابسط الحاالات للسلمانية الي يخلي المرضى يتراكمون في المستشفى ويصير الضغط كله على السلمانية الي يصير جنه سوق من كثر المرضى ...

    • زائر 18 | 3:40 ص

      المجنسون ورم سرطاني

      وأسألوا أهل الطب كيف يتم علاج السرطان؟

    • زائر 17 | 3:38 ص

      زائر 8 فضحت روحك لو سكت جان احسن ليك

      معروف أن البحارنة قديما كانوا ينطقون الثاء (فاء) ورغم بدء تلاشي هذه العملية إلا أن البعض أحيانا ينزح بهذه الطريقو فبدل ثلاثة يقول فلافة من باب الطرافة، وحتى تلفزيون البحرين عندما عمل مسلسل سعدون جعلوا الممثل علي الغرير في دور (مهدي) ينطق الثاء بلفظة فاء للدلالة على أنه بحراني يعني حتى سنة البحرين يدرون أن البحارنة ينطقون الثاء بلفظة (فاء)

    • زائر 15 | 3:08 ص

      البحارنة هم الأصل والفصل

      وهذي لهجتنا من زمان مثل ما قالوا ليك .. ثقف نفسك بعدين رد ولا تفشل روحك مرة( فانية )إقلب ف الى ث
      وكل الشره على من يابوهم بلهجات غريبة ويحاولون يغيرون كلامهم واساميهم عشان يسوون روحهم منا وفينا

    • زائر 14 | 3:06 ص

      مبروك ياشعب البحرين

      المشكلة تبدأ من أزمة نقص الأسرة التي اعترفت بها وزارة الصحة مرات عدة سابقاً.
      الكرامة والاسكان والتعليم والصحة من الحقوق الاساسية.

    • زائر 13 | 2:38 ص

      تتميـز لهــجــة البحـآرنة بمـآ يُعرف في الأدب العربــي بـ " كشكشة قبيلة ربيعة " ، و قبيلة ربيعة هي القبيلة التي تعود إليها قبيلة بكر بني وائل و عبدالقيس

      ، و أصول البحـآرنة في البحرين و القطيف و الإحسآء تعود لهاتين القبيلتين العريقتين والعربيتين .
      حرف الفاء
      وقد يختلط حرف الفاء وحرف الثاء في ألفاظ قليلة، مثل: (ثم) والاصل فيه الفم، و(فريد) والاصل فيه طعام الثريد.
      كما ان من اختلطت عاميتهم بعامية اهل البحرين يقولون: (فلافه وفلافين).
      والاصل (ثلاثه وثلاثين) حيث يقلب بعض عوام البحرين حرف الفاء ثاء.
      وعرفوا الحرف بقولهم: (فاء – فواكه).

    • زائر 12 | 2:31 ص

      زائر رقم 8 انته لمجنس

      لان معظم اهل القرى يتكلمون ب الفاء بدل الكاف

      صدق انكم انتيكه

    • زائر 10 | 2:02 ص

      لا حول ولا قوة الى بالله العلي العظيم

      المشكله ان الديرة ما فيها الى مستشفى حكومي واحد والكل عليه من مواطنين ومجنسين وجالية ولا ننسى الزوار أيضاً لذا أصبحت السلمانيه غير قادره على علاج هدا الكم الهاائل ، لذا أتمني ان يفتحون مستشفى العسكري ويجعلونه مستشفى حكومي يؤازر مستشفى السلمانيه ويستقبل المرضى ،

    • زائر 9 | 1:31 ص

      زائر4و6

      وليش ما ترجعوا انتم من حيث ما اتيتم ونمشوليكم 50 دينار مو احسن...ضجكتوني لانكم فضحتم انفسكم وبان اصلكم بالمكشوف انكم مجنسين خخخخخخخخخخخخخ مسخرة.......كم من مرة قلناليكم اتقنوا لغة الضاد وبعدين تعالوا علقوا براحتكم...ياعم زائر 6 في اللغة العربية نقول ثمانية مو فمان ونقول ثلاثة مو فلافة ونقول كذلك ثلاجة مو فلاجة...اخاف ترد علي وتقلي انه انتم الاصل

    • زائر 7 | 12:20 ص

      غريب الرياض

      شلون يعني؟؟ اي مريض يجيب وياه سرير بتواير من البيت و يوقف في الباركات!! و يجيب معاه مظلة للمطر احتياط!!

    • زائر 6 | 11:17 م

      أحب رونالدو البرازيلي بالفول عدل

      أخويي صاحب الرد رقم 4 بدون شعارات لو سمحت الشعارات تطلع بس من المكرفون وزيد على لمية دينار الشهريه كل نفر فمان غنمات وتيسين علشان يسوون ليهم استثمار في ديرتهم وتصير حياتهم المعيشيه كريمه من بيع الاغنام واللحوم

    • زائر 5 | 10:53 م

      زائر 4 اذا ما تغير (اشرايك) فطستني من الضحك .. اضحك الله سنك

      والله صدق عجبتي الفكرة
      شر البلية مايضحك
      يا وزير الصحة اصحى

    • زائر 4 | 10:40 م

      شرايك

      مو اللي جنس ما همه شنو عواقب التجنيس
      يفكر فقط جواز احمر وينتهي
      اقول يبه اصحى
      التجنيس يعني كل الخدمات
      يبه عندي فكرة الك يا اللي جنست هولاء
      ليش ما ترجعهم لديرتهم وتمشي لهم معاش مية دينار شهري والتصويت يكون من سفارة البحرين هناك
      وبهذا تريحنا واحنا موافقين

    • زائر 3 | 9:41 م

      نوراء مع ميثم

      السلمانيه مستوصف ناجح واطباء بخبره طويله يستحقون كل شهر تكريم جاكليت جاليكسي

    • زائر 2 | 9:13 م

      أحب رونالدو البرازيلي بالفول عدل

      يا جماعة نحتاج مستشفى مثل السلمانية في مدينة حمد بالقرب من مركز كانو بدوار 17 علشان يقل الضغط على السلمانية ويكون عندنا ثلاث مستشفيات السلمانية والملك حمد ومستشفى أهل البيت لو عن يمكن ناس تتحسس مستشفى الرسول الاعظم نسميه في مدينة حمد بس وين اللي ياخذ بأفكاري

    • زائر 1 | 8:29 م

      الله المستعان

      مسكينة وزارة الصحة لم يكن في حسبتها المجنسين و الأجانب، الإمكانيات المتوفرة بالمستشفى كانت للمواطنين الأصليين فقط. والطامة الكبرى أنه المجنسين والأجانب أعدادهم وايد كبيرة وعلى السلمانية استقبالهم، وسياسة السلمانية المجنسين أولاً والموطن لاحقين عليه..

اقرأ ايضاً