في الرؤية الاسلامية، تتعدد وتتكامل دوائر الانتماء... فولاء الإنسان لأهله وأسرته وعشيرته لا يتناقض ولا ينتقص من ولائه وانتمائه لوطنه وشعبه... وولاء هذا الانسان لوطنه وشعبه لا يتناقض ولا ينتقص من ولائه وانتمائه للقوم الذين يتكلم لغتهم ويديمون القيام والاقامة معه في الوطن القومي الذي يعيش فيه... وولاء هذا الانسان لأهله وشعبه ووطنه وقومه وقوميته لا يتناقض مع ولائه وانتمائه الأول والأعظم لدينه، وللحضارة التي أثمرها وأفرزها هذا الدين، على ان هذا الانسان هو في الاصل جزء من الإنسانية التي خلقها الله من نفس واحدة، ثم شاء الله سبحانه ان تتمايز وتختلف شعوبا وقبائل، وألسنة ولغات وقوميات، وشرائح ومللا ونحلا وديانات، ومناهج وثقافات وحضارات، لتتدافع... وتتعارف وتتعايش متعاونة على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان.
واذا كان الاسلام قد جعل وحدة الأمة الاسلامية فريضة نص عليها القرآن الكريم (إن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)(الأنبياء: 92) فكيف السبيل الى وحدة هذه الأمة، في عالم لم يعد فيه مكان للامبراطوريات، وفي ظل التعدد القومي داخل الأمة والحضارة الاسلامية، ومع مواريث الدولة الوطنية والقطرية التي تتوزع فيها أمة الاسلام؟
لقد توجه العقل المسلم، منذ فجر النهضة الاسلامية الحديثة، الى الاجتهاد في هذا الميدان... ميدان إبداع صيغة حديثة لنظام عصري وواقعي يحقق وحدة الأمة الاسلامية ووحدة دار الاسلام، دون صدام أو تناقض مع الانتماءات القطرية والوطنية والقومية التي تتمايز في اطار الأمة وفي داخل عالم الاسلام... وكانت مجلة «العروة الوثقى». التي أصدرها جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ميدانا للاجتهاد في هذا الموضوع، فتحدثت عن «العالم الاسلامي، المكون من دول متصلة الأراضي، متحدة العقيدة، يجمعهم القرآن واتفاقهم هو من أصول دينهم... ولا ألتمس بقولي هذا ان يكون مالك الأمر في الجميع شخصا واحدا، فإن هذا ربما كان عسيرا، ولكني أرجو أن يكون سلطان جميعهم القرآن، ووجهة وحدتهم الدين، وكل ذي مُلك على ملك... فهذا، بعد كونه أساساً لدينهم تقضي به الضرورة، وتحكم به الحاجة في هذه الأوقات».
أما دار الاسلام، فإن نظام «الجنسية» الذي أخذناه عن الدولة القومية الأوروبية، هو الذي يمنع وحدة هذه الدار، ولو ألغي نظام الجنسية الوطنية، وظل التمايز في الاقاليم والدول الوطنية والقطرية، لجمع عالم الاسلام بين وحدة الدار وبين المتنوع في الدول والاقطار، ولأصبحت «منظمة المؤتمر الاسلامي» مثلا في حال تفعيلها الشكل العصري للخلافة الاسلامية، المحققة لوحدة الأمة والدار... ولقد افتى الامام محمد عبده قبل قرن من الزمان بأن «وطن المسلم من البلاد الاسلامية هو المحل الذي ينوى الإقامة فيه، يجري عليه عرفه، وينفذ فيه حكمه... أما الجنسية فليست معروفة عند المسلمين، ولأنها احكام تجرى عليهم، وانما هي عند الأمم الأوروبية تشبه عصبية «العرب الجاهلية التي جاء الاسلام فمحا آثارها!..».
فهل يمكن ان تكون هذه الاجتهادات مدخلا «لعولمة» عالم الاسلام، كي يستطيع التعامل مع العولمة الغربية؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد عمارة"العدد 3024 - الخميس 16 ديسمبر 2010م الموافق 10 محرم 1432هـ
مقال ليس في محله
الوضع العربي و الاسلامي لايحتاج الى الوحدة في الوقت القريب
السودان يتجه الى التقسيم الى 3 دول
العراق كانه يتجه الى التقسيم الى 3 دول
الوضع اللبناني خطير
الوضع في افغانستان معروف
الوضع في باكستان غيرمستقر
الوضع في الصومال ليست دولة
موضوع المفاعل النووي الايراني
الصراع العربي الاسرائلي
المقال يتحدث باننا لانحتاج الى الجنسية اولا خلنه نتخلص من المشاكل الكبيرة التى حولنا بعدين يمكن ان نتحدث عن متناقضات و الوحدة الاسلامية
اعتقد بانه مقال من الارشيف
شكرا
نورت دكتور واقع الحدود و الامنيات تفرض عليبنا تحديد الجنسيات ولكن المطلوب تصحيح المفاهيم وان يستوعب بعضنا بعض وصححت لنا الكثير من المفاهيم
اللهم انر عقولنا
أثيرت فى الفتره الاخيره تعليقات غير راقيه تركت فى الجتمع تصدع ليس بالهين وجرحت أناس أعتبروا ألبحرين وطن لهم واخلصوا وقدموافى هذه المسيره الكثير
اللهم انر عقولنا
صدقت والله يا دكتور.لماذ الا تتبنى الصحف البحرينيه هذه الافكارالتى توحد ولاتفرق وكفانا شرزمه وفرقه.وعندما يصدر الكلام من عالم جليل ومفكر عظيم خير للوطن ولناجميعامن تحكيم الاهواء (مع الشكر للوسط على هذا الطرح الراقى)