عيدك عيدي يا وطني، وهو في كلّ يوم عيد، فقيمة الوطن لا تُضاهيها أي قيمة في هذه الدنيا، إذ إنّ الوطن غالٍ بأيّامه الحلوة والمرّة والصعبة والحزينة. ولا نستطيع شراء وطن لنا ولا نختار أوطاننا، بل حبّه نبع من وجودنا داخله.
نتفاجأ من بعض النّاس الذين يقولون لنا بأنّهم لا يشتاقون لوطنهم وهم بعيدون عنه، وكيف لا نشتاق وهو جزء من أحشائنا وهوياتنا وما عرفناه في حياتنا من عادات وتقاليد وموروثات وأيديولوجية واعتقادات.
هناك البعض ممَن هم جاحدون على وطننا، كارهون له، مع أنّهم أبناؤه ونشأوا في ظلّه وأكلوا من خيره، والحمدلله انّهم فئة صغيرة لا تّعد مع بقية الفئات، ولكنّها تحزننا لما تقذف به الوطن.
وفئة أخرى قد تشعر أنها مظلومة في الوطن، والأسباب عديدة في ذلك، وعلى رغم الآهات، ما زالت تناضل من أجل الوطن حبّاً فيه، وتسعى لتحقيق الآمال المرجوة تحت سقفه.
نستشعر طعم العيد الوطني كلّ يوم ونحن في أوطاننا، ونحن آمنون على بيوتنا وراضون بمصائرنا، ومنزعجون من بعض الأشواك التي تؤلم، والتي سيأتي عليها يوم تنقشع، فلا ألم يستمر ولا أشواك!
هذا الوطن الذي رسّخ فيه أجدادنا معاني التعاون والوفاء والحب، وجعلوها مستمرّة من خلالنا، وسنجعلها تستمر من خلال أبنائنا وأحفادنا، فشمس الحق لابد لها أن تظهر في كل يوم نعيش فيه على هذه الأرض المباركة.
تخلّل العيد الوطني ذكرى عاشوراء، وهي مناسبة تجعلنا نحب وطننا أكثر فأكثر، لأنّ المعنى الحقيقي من وجودنا فيه ليس فقط الحياة المعيشية بل القوّة والإصرار والثبات كأهل بيت واحد.
هذا كلّه يترجم هويّة أهل البحرين، التي قامت على التضحيات وعلى النضال الوطني، وهي التي تُرسم اليوم أمام الجميع حقيقة أهل البحرين وذواتهم الصالحة النظيفة.
على رغم بعض المشكلات وبعض الملفّات المركونة في الرفوف، فإنّنا نعيش أفضل من آخرين طُمِست هويّاتهم واستُبدِلوا بهويّات أخرى غير التي كانت عليه.
فهنيئا لك يا وطني في عيدك هذا وهو عيد نابع من حبّنا لك بكل ما أوتينا، وسنبقى في هذه الأرض الطيبة وسندافع ونناضل، ولن نيأس أبداً، وسيذكر التاريخ عيدك بفخرٍ وحبٍّ وكرامة. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3024 - الخميس 16 ديسمبر 2010م الموافق 10 محرم 1432هـ
نعشق وطننا
أنا شيعية وأعشق البحرين عشقا كبيرا ، واحزن عندما يتهمنا البعض بأننا لا نحب هذا الوطن.
وبالفعل عيد وطني هو عيدي ، فالعشق للوطن ينشأ منذ الولادة ثم الخطوات الأولى على أرض هذا الوطن وهكذا .
نحبك يا وطن ، ولكن كم يكون صعبا على الإنسان أن يكون غريبا في وطنه !!!!