الحسين لم يكن شيعياً ولا سنياً عندما قام بنهضته لإعلاء كلمة الإسلام الرسالي الأصيل، وزرع تلك القيم الرفيعة في البذل والعطاء والتضحية، الحسين فرع من شجرة محمد (ص)، وعلي وفاطمة، وهؤلاء الأنوار ليسوا حكرا على طائفة دون أخرى، أو فريق دون آخر.

نعم، إذا تحدث الحسين، فلسانه لسان جده النبي الذي بعثه البارئ رحمة للعالمين، فمن استطاع قبل 1400 عام ونيف أن يسكت ذلك اللسان، سيكون قادراً اليوم على إسكات هدير العزة والكرامة التي أسالها الحسين بدمه الطاهر ودماء أبنائه وأهله وأنصاره.

حري بنا اليوم، ألا نعلي راياته من الطرقات والشوارع العامة، بل أن نزرعها في قلوبنا سنة وشيعة، لأن بها قيم النبل والكرامة التي ننال بها خير الدنيا والآخرة، ولعمري، وواهم من يظن انه قادر على إزالتها، وهي مغروسة في كل بيت وقلب يعشق محمداً وعترته الطاهرة وأصحابه الكرام البررة.

إذا كان من أحد يسأل عن ذكر الحسين في هذه الأيام الطاهرة، بعد مئات السنوات على رحيله، فنقول له، سيبقى ذكر سيد الشهداء ما بقي هناك ذكر لمحمدٍ، وما بقي هناك ذكر لإسلامه وصلاته وصومه وحديثه، سيبقى ذكر الحسين خالداً، ما بقي في هذه الأرض مظلومٌ وظلامةٌ أين ما كانت ومن أيٍ كانت.

نعم، سيظل الحسين اسما مقترناً أزل الدهر بالانتصار إلى الحق، وستظل قيم الكرامة والعزة تلهج باسمه، وسيظل البحرينيون أوفياء لذكراه، ويبقى الآباء يورّثون أبناءهم ان حبه حبٌ لمحمد، وولاؤه ولاءٌ لمحمد، وذكراه ذكرى لجده نبي الرحمة الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور.

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، انتم خيرة الله في أرضه، انتم السلام المحمدي، انتم راية الحق وسنام المجد، وموئل الكرامة والخير في الدنيا والآخرة.

والحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه، ظاهرة وباطنة، والحمد لله على حب محمدٍ وآله وأصحابه، وفي هذه الذكرى المباركة، نقول لكل الطائفيين، إذا تحدث الحسين، فاصمتوا، فلا مقام لكم بيننا، انتم الزائلون وذكر الحسين باقٍ.