لم تستورد مملكة البحرين وحدات الدم لمرضاها منذ ما يربو على الخمسين عاماً، وفي ذلك إنجاز حققه وعي شعب البحرين، حتى عندما وصل تعداد السكان مليون نسمة لم تحتج وزارة الصحة إلى استيراد الدم من الخارج، وهناك سلاسة في توفير مختلف الفصائل المطلوبة.
أكثر من أربعين حملة تبرع بالدم تُقام سنويا في مختلف المناسبة الدينية وغيرها، وأكبر هذه الحملات تلك التي تُنظم في موسم عاشوراء في ذكرى استشهاد سبط رسول الله(ص) الإمام الحسين(ع) في كربلاء وحيدا غريبا ظامئا بلا معين ولا ناصر.
الحسينيون والحسينيات يتوافدون على حملات التبرع بالدم دونما تردد استجابة لنداء الإمام الحسين (ع) الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية والبذل والعطاء اللامحدود؛ فبمجرد سماع بدء حملة تبرع بالدم حتى نرى المتبرعين يتقاطرون من كل حدب وصوب ولا يقف التبرع في موسم عاشوراء عند هذا الحد بل يتعداه إلى أن يتحول الكثير من المتبرعين في عاشوراء إلى متبرعين دائمين يذهبون إلى بنك الدم المركزي كل ثلاثة أشهر ليتبرعون بدمهم.
لعل أروع وأسمى ما في التبرع بالدم هو أن المتبرع ينقذ حياة إنسان لا يعرفه في الغالب بحاجة إلى الدم ويهبه جزءاً من هذا المكون المهم من جسمه حتى يسترد عافيته ويخلع ملابس المستشفى البيضاء ويعود إلى حياته/ أسرته/ عمله بلا ثمن ولا مُقابل سوى التماس الأجر الجزيل من الله سبحانه وتعالى الذي يُضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها.
كما يستقبل بنك الدم المركزي يوميا الكثير من المتبرعين بدمهم ممن يُبادرون إلى التبرع بالدم بأنفسهم إحساساً منهم بالمسئولية الاجتماعية تجاه المرضى، وأصبح الكثير منهم مواظبين على ذلك لفترات تصل إلى عشرين عاما في بعض الأحيان وهؤلاء يعرفهم العاملون في بنك الدم تمام المعرفة.
ويُلبي الكثير من الناس أيضا اتصال بنك الدم المركزي بهم حال الحاجة إلى دم من فصائل نادرة وهو ما يجعلهم يهرعون للتبرع في أي وقت، فالكثير من مرضى الأمراض الوراثية مثل السكلر والثلاسيميا ومرضى العمليات الجراحية ومُصابي الحوادث يحتاجون إلى نقل دم سريع لإنقاذ حياتهم.
لا يمكنني تخيل الوضع في مجمع السلمانية الطبي بشكل خاص والبحرين عموماً من دون حملات التبرع بالدم وخاصة الحملات الحسينية التي تحصد سنويا المزيد من وحدات الدم التي تغذي بنك الدم المركزي وتُكرس ثقافة التبرع بالدم في مُجتمعنا ما يُشكل تجربة رائدة عز وجودها بهذا الحجم في المنطقة، وحملات التبرع التي تُقام في المناسبات الدينية طوال العام في مناسبات أفراح وأتراح أهل البيت(ع).
وزارة الصحة لم تستورد الدم من الخارج للاكتفاء الذاتي الذي توفره هذه الحملات والذي يُنقذ حياة المرضى يوميا في جميع مستشفيات البحرين، ولو فرضنا جدلا عدم إقامة هذه الحملات لاحتاجت وزارة الصحة استيراد الدم وما يترتب عليه في مثل حالات استيراد أية مادة أو دواء من نقص بين فترة وأخرى وتأخر وصول الطلبية من الخارج وهو ما يحدث واقعاً لبعض المواد والأدوية في الوزارة، ما كان سيُشكل تهديدا مُباشرا لحياة مئات الآلاف من مرضى الثلاسيميا والسكلر والمصابين في الحوادث والنساء بعد الولادة ومرضى العمليات الجراحية والكثيرين غيرهم.
أما آن لوزارة الصحة وهي تحصد الثمار الغضة لثقافة التبرع بالدم في مجتمعنا منذ سنوات سابقات طوال وأُخر لاحقات إن شاء الله وإقبال الحسينيين والحسينيات على التبرع الطوعي بدمهم بأن تُسمي مركزا صحيا واحدا باسم سيد الشهداء الإمام الحسين(ع)؟
إقرأ أيضا لـ "علياء علي"العدد 3022 - الثلثاء 14 ديسمبر 2010م الموافق 08 محرم 1432هـ
موالية
بحت الأصوات يا أختي الكاتبة وإحنا انقول هالكلام.. نبي مركز أو حتى مستشفى ..وحدة خاصة لمرضى السكلر..كراسي متحركة..اسعاف..مدرسة خاصة أو حكومية نظامية.. بس اللوم مو بس على الحكومة......لما أشوف الإسراف في الإطعام في موسم عاشوراء يعورني قلبي على مرضى السكلر .. بتقولون واجب الحكومة مو شغلنا؟؟ أيهما أوجب تشييد المأتم أم إنقاذ الأرواح؟؟
فكرة حلوة
الصحة بتبني مراكز وايد في مشاريعها الجاية
ما يضرها لو سمت واحد منهم باسم سيد الشهداء
مأجورنين+مثابين
فكرة تستحق التنفيذ الفوري
عرفان بأفضل انسان بعد جدة وأبيه وأمه وأخي الامام الحسين الذي ضحى بنفس وأهله وصحبه. ولكن هل الدولة تسمع لأقتراحك
يا ليت !
منذ زمن طويل والدولة عاجزة عن بناء مركز صحي واحد لو لا تفضل دولة الكويت الشقيقة أو المحسنين من تجار البلد ولو لاحظنا أسماء المراكز فإنها اتخذت في البداية أسماء المناطق المبنية فيها وبعد ذلك حملت أسماء من سعوا إلى تشييدها فلا تلومون الدولة في الأسماء فليس لها يد فيها فالأمل كل الأمل في تجار البحرين الشيعة بالوقوف يد واحدة وبناء مركز صحي يحمل اسم الإمام الحسين يخدم الأهالي ويخفف الضغط على بقية المراكز الصحية
........
يارب العالمين بحق رسول بحق فاطمة بحق علي بحق الحسن بحق الحسين(ع) إلا ماوفقت ويسرت الأمور لبناء مركز باسم الامام الحسين (ع)
لتظهر كرامات وبركات على مرضى المركز وعلى أهل البحرين جميعا سواء أدركنا تلك البركات أم لا قال (ص) (إن أهل بيتي أمان لأهل الأرض كالنجوم أمان لأهل السماء)
الحسن(ع) عنوان وباب للجميع
لاشك بأن مثل هذا الشي لو حدث في البحرين سيكون له اثر كبير وسيفتح افاق جديدة.
الامام الحسين عليه السلام عنوان كبير وبأسمه وبيبركاته تحقق ويتحقق وسيتحقق الكثر من الانجازات والفضائل والكرامات...