أكملت الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالتعاون مع الأجهزة الحكومية وممثلي المآتم استعداداتها لإحياء ليلة العاشر من المحرم مساء اليوم، وهي الليلة الأكبر التي تشهد مشاركة ما بين 180 الى 200 ألف مشارك من مملكة البحرين وخارجها، كما سارت خطة العمل في الليالي الماضية وفق ما هو مخطط له بترتيب ونظام ملحوظ بدءاً من تنظيم حركة السير مروراً بآلية تسيير المواكب انتهاءً بخدمات النظافة والدعم.
وفي هذا الحوار مع رئيس الهيئة العامة للمواكب الحسينية عيسى بن رجب نتعرف على اللمسات الأخيرة لإحياء الليلة العظيمة...
كيف هي الاستعدادات لإحياء ليلة العاشر من المحرم؟
- لله الحمد، فإننا نعيش هذه الذكرى الدينية العظيمة في البحرين بصورة فريدة، فالقيادة الرشيدة وضعت كل التسهيلات والإمكانات لنجاح الموسم، والتعاون بين مختلف أجهزة الدولة في تطور ملحوظ وعلى رأسها وزارة الداخلية، فقد كان وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مشكوراً يتابع بشكل مستمر ويتواصل معنا المسئولون بالوزارة للوقوف على الاحتياجات، ولك أن تنظر الى الجولات الميدانية التي يقوم بها الوزراء والمسئولون للعاصمة والتي تؤكد حرص الدولة على توفير كل ما يلزم لموسم عاشوراء، وبودنا أن نرفع الشكر الجزيل الى كل من وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ووزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي، ومحافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة والشكر موصول الى وزير الصحة فيصل الحمر والى جميع المسئولين في القطاعات المختلفة لاهتمامهم بتغطية خدمات موسم عاشوراء.
بمناسبة التطرق الى الجولات الميدانية، لماذا لم تكن أنت كرئيس للهيئة أو أي من الأعضاء موجودين أثناء الزيارة الميدانية لوزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي؟
- هذا صحيح... للأسف لم نكن موجودين لأن لا أحد أبلغنا عن الزيارة إلا قبلها بنحو ربع ساعة. وهذا غير ممكن وغير لائق. إن الوزارة تقوم بعمل يستحق الثناء، لكننا كهيئة هي القناة المختصة والمنسقة بين الأجهزة المعنية والمآتم، فنحن نمثل المآتم كجهة رسمية وهناك توجيهات عليا من جانب الحكومة لدعم الهيئة، وللعلم، تقدمنا برسالة رسمية للاجتماع بالوزير الكعبي لكن لم نحصل على جواب ولا نعرف ما هي الأسباب.
وعلى أية حال، نحن نكن كل الاحترام للوزير وللنواب والبلديين ونقدر جهودهم، لكن وجود الهيئة وأعضائها ضروري في مثل هذه الجولات، لأنه ربما لدينا اقتراحات وأفكار، وهذا يتطلب تنسيقاً لرفع الاقتراحات ونتساءل عن سبب عدم الالتقاء بالهيئة.
لكن ذلك لم ولن يؤثر قطعاً على سير الخدمات طالما أن آلية العمل تسير بشكل صحيح...
- ونحن نقول ذلك أيضاً ونكرر تقديرنا لجهود الوزير الكعبي وكل الوزراء والمسئولين، لكنني أطرح هذه الملاحظة من باب «العتب الأخوي» وهذا من حقنا كهيئة... من حقنا الحضور والمشاركة، وعلى العموم، أنت تلاحظ حجم الأنشطة في العاصمة بدءاً بمجالس العزاء مروراً بالحملات التثقيفية والصحية والفعاليات الثقافية، فقد نجحت 40 حملة للتبرع بالدم في توفير 18 ألف كيس من الدم، ولتنظيم حركة المرور تم البدء في إغلاق المنافذ منذ الساعة السادسة مساءً الى ساعات الفجر، وتم وضع الحواجز لمنع وقوف السيارات في مسارات المواكب، وهناك أكثر من 100 مضيف تستقبل الزوار والمشاركين يخدمها نحو 1000 متطوع، ووضعنا في الاعتبار كل الجوانب المهمة بل منعنا في هذا الصدد إحضار الخيول حفاظاً على سلامة المشاركين وخصوصاً الأطفال نظراً لانتشار مرض الخيول... ومن باب العتب الأخوي في هذا الشأن أيضاً، تسلمت رسالة من الخدمات البيطرية بهذا الخصوص موجهة الى «رئيس الهيئة العامة للمواكب الحسينية» دون ذكر اسمي. لكن لا بأس، طالما نحن نتواصل وننجز عملاً.
واستغل هذه النقطة أيضاً للتأكيد أننا نسعى لاستمرار عمل عيادة الإمام الحسين (ع) طيلة أيام السنة وعدم اقتصارها على موسم عاشوراء وذلك لتقديم خدماتها لأهالي الأحياء القريبة منها وخصوصاً كبار السن والمرضى المزمنين.
سؤالنا الأخير هو: ما موقفكم من الرأي القائل بأن «الهيئة لا تمثل كل مآتم البحرين»؟
- ذكرى عاشوراء الحسين (ع)، هي مناسبة وموسم تتكاتف فيه كل الجهود لإبراز الذكرى على أفضل وجه دون الحاجة الى إقصاء أي طرف من شأنه أن يساهم في خدمة المآتم والمواكب، ودون فرض إداري أو سيطرة يفهم منها أن الهيئة هي التي تحدد مسار عمل المآتم أو مواكب العزاء في العاصمة أو خارجها، فالإدارات المتعاقبة على رئاسة الهيئة وعضويتها، لم تدخر جهداً في خدمة الشعائر الحسينية بما تملك من وسائل طوال السنوات الماضية ولله الحمد والمنة.
في خمسينيات العقد الماضي، حين تأسست هيئة المواكب الحسينية وقتذاك من عدد من وجهاء وشخصيات العاصمة، سبقها عمل أهلي تطوعي من قبل القائمين على المآتم للتنسيق فيما بينهم باعتبار أن العاصمة كانت هي الملتقى الأكبر والأول لجميع مواكب العزاء، بل حتى مواكب العزاء التي كانت ولاتزال تخرج في القرى، تنضم يوم العاشر من المحرم الى مآتم العاصمة وتلتحق بها وهذا النظام متبع حتى اليوم، ما يعني أن الهيئة حين تأسست كانت تهدف الى التنسيق والتواصل واستحداث الإجراءات التنظيمية والخدماتية فقط، وهذا هو عملها الى اليوم وهي ماضية فيه، وحتى المآتم الكائنة في مناطق وأحياء مختلفة من العاصمة وليس لها عضوية في الهيئة، تتولى الهيئة تلقي طلباتها والتعاون منها متى ما دعت الحاجة وهذا شرف كبير للهيئة والتجارب كثيرة لا تتطلب التفصيل. إن الهيئة العامة للمواكب الحسينية، حين تستند الى لائحة عملها ونظامها الأساسي، فإنها تعمل وفق منظور الإسهام في تذليل جميع العقبات لنجاح إحياء ذكرى عاشوراء في أي مكان في بلادنا الغالية، بل لا يوجد في نظامها الأساسي ما يحول دون تقديم خدمة مآتم أو موكب عزاء في أي منطقة من مناطق البلاد وليس هناك جهة أقوى تمثيلاً من الهيئة.
العدد 3022 - الثلثاء 14 ديسمبر 2010م الموافق 08 محرم 1432هـ
خارج الموضوع .. بس مهم
السلام عليكم ..
الى ادارة مأتم بن رجب .. تعودنا منكم في كل عام في التاسع من المحرم شئ ما .. ومنذ العام الماضي توقف بعذر ان الذي كان هذا الشئ من اجله قد رحل"رحمة الله عليه" .. لكن يا اخواني الراحل احوج الى هذه الامور من الحي .. كانت عادة مميزة فلا تقطعوها .. وان هو رحل فأبا عبد الله باق .. ويوم تاسع مستمر .. والله يعود الجميع في خير وعافية