العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ

المسابقات المدرسية: بين الواقع والطموح

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

انعقدت بمدرسة عالي الإعدادية للبنات ندوة تربوية بعنوان: «المسابقات التربوية الدور والأثر» يوم الخميس الماضي الموافق 9 ديسمبر/ كانون الاول 2010 ويعتبر موضوع المسابقات من المشاغل التربوية الحساسة وذلك لما لها من دور وأثر في الطلاب والمدارس والمجتمع عموما.

وللمسابقات التربوية في المنظومة التعليمية منزلة كبيرة، إذ تحظى المسابقات من قبل وزارة التربية ومديري المدارس ورؤساء الأقسام فيها بأهمية قصوى وتجتهد المدارس في إقامتها أو المشاركة فيها بل وتفخر المدارس فيما بينها بما تحصده من جوائز ومراتب مشرفة. إذن هي إحدى مؤشرات نجاح العمل التربوي في رأي عدد من المهتمين.

لكن مَن تبنّى هذه المسابقات؟ فالكثير من المتابعين لها يلحظ دون عناء طرافة بعضها وقلّة الدعم الإعلامي والمادي لها بحيث تكاد تمرّ المسابقة دون أن يسمع بها أحد أو دون أن تكون جوائزها بقدر المجهود المبذول في إعدادها وتنفيذها. وعلى سبيل الذكر لا الحصر تنظم مدرسة أحمد العمران الثانوية للبنين كل سنة مسابقة مهمّة بعنوان سينما سرد في كتابة القصة، ولقد تمّ تنظيمها في العامين الماضيين وينتظر إقامتها هذا العام الدراسي أيضا ومن نقاط القوة في هذه المسابقة: طرافة الفكرة والفكرة مصدرها شاعر وهو علي النحوي مدرس اللغة العربية بالمدرسة يؤمن بتداخل الفنون والمزج بين فني الكتابة والسينما وهما في الأصل متكاملان، لكن مع المسابقة تغيرت الأدوار وصار النص تاليا للمشهد السينمائي والأصل النص أولا والسينما ثانيا وتبدأ المسابقة بعرض مشهد سينمائي بداية فيلم مثلا ثمّ دعوة المتسابقين من الطلاب والطالبات لمواصلة الكتابة انطلاقا من خلال ما شاهدوه. ثم تحال المحاولات إلى لجنة تحكيم خاصّة من خارج المدرسة للنظر فيها. ولقد تميزت هذه المسابقة في نسختيها السابقتين بحسن التنظيم على رغم الكثرة العددية فضلا عن تخيير الطلاب بين الكتابة على الورق والكتابة على الحاسوب. ومثل هذه المسابقة وغيرها كثير تحتاج إلى من يساندها من قبل عدد من الأطراف.

رؤية تطويرية للمسابقات التربوية: لقد بات من الأكيد متابعة الطلبة بعد المسابقة وذلك بعدم إهمال ما ينجزونه أو التغافل عنه وخاصّة الذين لم يفوزوا وجب تكريمهم سواء بالشهادات أو بتفعيل دور المدرسين المختصين لتنمية تلك الموهبة بالنقد البنّاء حتى تشارك أكثر فأكثر.

كما يكون تشجيع هذه المواهب بنشر أعمالها واطلاع الوسط المدرسيّ على منجزات أولئك المبدعين إضافة إلى تشجيع الطلاب بدعوة أولياء أمورهم يوم المسابقة دون أن ننسى دعوة الإعلام الرسمي لتغطية أعمالهم سواء في الصحافة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية.

كما حان الوقت أن تلعب المؤسسات الاقتصادية دورا في تشجيع أولئك المبدعين بجوائز في مستوى هذه المسابقات أو أن تتبنى الوزارة ما تراه جيّدا من المسابقات حتى لا يقع السطو عليها ونسبتها لغير أصحابها كما حصل لمسابقة سينما سرد أول ما ظهرت حيث ادعت جهة الكترونية ما (منتدى) أنها من بنات أفكارها لكن الحقيقة غير ذلك.

ليس هذا فحسب بل إنّ استخدام أسلوب التحفيز بإعطاء تقدير إضافيّ للطالب المشارك في المسابقات التربوية كوسيلة مرحليّة لإعادة جذب الطلاب نحو الأنشطة اللاّصفيّة عموما والمسابقات التربوية خصوصا يمكن أن ينهض بواقع المسابقات.

أمّا الحل الأهمّ فهو وضع خطط داخلية للمسابقات بالمدارس مستقاة من الخطة العامة للوزارة وتكوين الطلاب في مدارسهم من خلال النوادي ومراكز الإبداع خاصة في التعليم الثانوي، كما يحسن بالقائمين على المسابقات التنويع في الأقسام المشرفة على المسابقات وعدم الاتكال دائما على قسم اللغة العربية. وأخيرا وليس آخرا نرجو تشكيل لجنة مختصة لتقويم المسابقات المدرسية داخل المدرسة نفسها وعلى مستوى الوزارة.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:51 م

      المسابقات والمدارس الخاصة

      أنا طالب في مدرسة خاصة
      لاأرى اهتماما كبيرا بالمسابقات
      مقارنة بالمدرسة الحكومية التي كنت فيها
      أرجو من المسؤولين الاهتمام أكثر بالمسابقات في المدارس الخاصة
      أشرف

    • زائر 7 | 4:16 م

      معلمونا والمسابقات

      بالله لا ضحكني
      المعلم يكتب لينا القصيدة والقصة ويقول لينا روحو شاركو بها
      كفاية مسخرة ودرسونا خلنا ننجح

    • زائر 6 | 12:35 م

      مسابقات المدرسين

      أنا ودي لو يعملون مسابقة للمدرسين بعنزان مين يخلص المقرر
      فالمعلمون يتسابقون مع الزمن المسترسل والمنقطع لاكمال المقرر
      الله يكون في العون

    • زائر 5 | 11:18 ص

      شكرا على الآراء الجميلة

      نرجو من المسؤولين على المسابقات النظر والعمل بهذه الاقتراحات لتطوير المسابقات التربوية
      وشكرا على المقال اخوي الكاتب

    • زائر 4 | 11:09 ص

      استملينا منها

      يا أخي واش كل مرة مسابقة كل مرة مسابق
      صرنا مثل الكرة والله الواحد بس يستحي من الأستاد ولا ما يشارك
      وبعدين شهادة ورقة وصفقة في الطابور
      ياااااااه

    • زائر 3 | 12:16 ص

      جميلة المسابقات

      أنا فعلا استفدت من المسابقات
      وكثير من الشباب يستاهلو أكثر
      ويا ريت تكون الجوائز في مستوانا بالبحرين

    • زائر 2 | 11:38 م

      جوائزنا نستلمها بعد سنة

      شاركنا وشاركنا لكنا نستلم جوائزنا بعد أن تبرد نشوة الفرحة بها
      وأنا واحد ممن شارك في مسابقة بالفصل الدراسي الثاني ولكن تم تكريمي غيابيا بعد ما تخرجت وذلك بذكر اسمي في الطابور

اقرأ ايضاً