لأول مرة منذ أن دخلت عالم الصحافة الرياضية، أشعر بأن هذا العالم بدأت حلقاته تضيق وتتراجع عما كانت عليه، وأصبحت المساحة المسموح بها للتعبير أو التحليل والنقد البناء تصغر ثم تصغر حتى باتت تتلاشى على رغم الفارق الكبير ما بين الأمس واليوم في عدد الملاحق الرياضية وكمية الصفحات الرياضية المطروحة، والسبب أن غالبيتها أصبح لنشر الأخبار الرسمية التي تصل كل يوم عبر البريد الإلكتروني من قبل تحرير لجان العلاقات العامة في الاتحادات الرياضية والأندية والمؤسسة العامة واللجنة الأولمبية. والأشد غرابة من هذا وذاك أن هناك بعض العاملين في هذه اللجان ممن يصر على أن تتصدر أخباره الصفحات الأولى في الملاحق الرياضية!
نحن في البحرين حتى وقت قريب كنا نتفاخر بأن من يعمل في هذا المجال هم من أبناء الوطن وحبهم وغيرتهم على بلدهم تفرض عليهم التصدي للأخطاء وتناول الحقيقة على رغم مرارتها، وحينما سألني يوما المحرر الرياضي في صحيفة «استاد الدوحة» القطرية في تحقيق نشر، عن الوضع الصحي للصحافة الرياضية البحرينية، وهل المحررون العاملون يتقاضون رشاوى مالية من أجل أن يمجدوا أشخاصا بعينهم أو يتغاضون عن الأخطاء. قلت له إن ظروف الصحافة الرياضية البحرينية - ولله الحمد - تختلف تماما عن ظروف الصحافة في دول الخليج لكون غالبية الصحافيين من أبناء الوطن ولا أحد يسمح لنفسه بتقاضي أية رشوة من أجل مصلحة خاصة، على غير ما يحدث في بعض الدول التي يكتب فيها صحافيون قدموا من أجل لقمة العيش أو ادخار «تحويشة العمر».
أعترف بأننا - كرجال صحافة - مازلنا نفتقد للكثير من الأمور التي تجعلنا عاجزين عن التنسيق فيما بيننا وتوحيد آرائنا والتعبير عن أفكارنا بشكل جماعي بسبب عدم وجود لجنة أو جمعية للصحافة الرياضية تنسق فيما بيننا، حتى المشروع الذي اجتمعنا من أجله طوال شهر رمضان قبل 3 سنوات من أجل تشكيل لجنة تتبع جمعية الصحافيين البحرينية، ماتت قبل أن ترى النور، ومازالت الصحافة الرياضية تعتمد بالدرجة الأولى على سياسة الصحيفة الأم على رغم الاختلاف الشاسع بين الخلافات السياسية والطرح الرياضي الذي تتناوله الملاحق الرياضية، فغالبيته قضايا عامة بسبب تكرارها وبات الخوض فيها من البديهيات، مثل البنية التحتية وضعف الإمكانات المالية والاحتراف!
لذلك أتمنى ألا يتمادى البعض في استغلال صفحاتنا الرياضية لأغراض شخصية، وألا نجعل أقلامنا سلعة تباع. ففي كل مرة أقرأ في البريد الإلكتروني أخبارا على شاكلة «رئيس البعثة صرح، والرئيس زار الوفد، والرئيس وزع الابتسامات» أصاب بالغثيان، لأن مثل هذه الأمور التافهة تضيق علينا مساحة حرية النقد والتعبير، وأخاف أن يأتي يوم أشاهد فيه إعلانا ينشر في أحد الملاحق الرياضية كتب فيه «أقلام للبيع» أي بمعنى أن الأقلام العاملة في الملحق تستطيع أن تسخرها للتمجيد للشخصية الفلانية، وفرد الأخبار الكبيرة للاتحاد الفلاني والتطبيل والتزمير للاعب المجنس الفلاني!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ
لا حياة لمن تنادي
يا عزيزي هالأشكال تحتاج انه سوى وفعل وكل يوم تنشر صورته مع تصريح حتى لو تافه أهم شي يطلع تعرف ليش؟ لأنه كل هؤلاء ...صعدوا إلى مناصب في وظائفهم على أكتاف الرياضيين والأمثلة كثيرة!!!
بتتعب .. لاتنادي
مشكلة مسؤلينا في الرياضة تكمن في المجاملات الكثيرة .. معتقدين انهم للحين في ايام السبعينات
و اي مسؤل بحريني يدخل اي لجنة رياضية سواء في الخليج او اسيا .. تعتبر لجنة فاشلة بكل المقاييس .