إنما الجرائم الصهيونية البغيضة التي أحدثتها وارتكبتها ضد أحبتنا في غزة الشامة والكرامة والإباء والشموخ، أصبح عالمنا اليوم مدانا بكل المقاييس الإنسانية، على سكوته وصمته المطبق وعلى تمويله اقتصاديا عصابات الكيان الحاقد البغيض، وعلى من قال عن نفسه بأنه يقف على تلال الحياد، ليس للإنسان حق في هذا العالم الفسيح أن يتجاوز نواميس إنسانيته ويركلها برجليه، ليقول بعد ذلك إنه إنسان، المسألة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، إن هناك شعبا أعزل بمعناه العسكري يتعرض إلى إبادة جماعية بلا هوادة، من جهة غاصبة لأرضه وممتلكاته ومقدراته الاقتصادية، مدعوما بقوة من القوى التي تنازلت عن إنسانيتها، ليس لأحد في العالم أن يدعي أن تحدثه العصابة الصهيونية في أبناء وشيوخ ونساء وأطفال غزة، تجيزه الأعراف الدولية والإنسانية، ما أحدثته العصابة الصهيونية المجرمة فاق كل التوقعات والتصورات، لم تترك تلك العصابة سلاحا محرما دوليا إلا واستخدمته لضرب أهلنا وأحبتنا في غزة، ما أحدثته العصابة الصهيونية في غزة، يعتبر دوليا جرائم حرب، لابد من المحكمة الدولية أن تلاحق كل من شارك في ارتكاب هذه الجرائم المنكرة، الأوباش الصهاينة بفعلتهم الدنيئة لم يكونوا يقصدون قطاع غزة بمعناها المباشر، وإنما كان قصدهم إهانة الأمة العربية والإسلامية، فإن سكتت عن فعلتهم، ولم تعلن بقوة عن رأيها الرافض لكل الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها ضد أحبتنا في غزة في كل المحافل الدولية، فإن ذلك الكيان المحتل، سيعتبر السكوت علامة رضا أو علامة ضعف وخنوع، ولهذا في كل مرة يعيد الكرة، مادام حالنا بهذه الصورة السلبية، وإلا ما الذي يجعل هذه العصابة تتجرأ على خدش مشاعر الإنسان في عالمنا العربي والإسلامي بهذه الصورة البشعة؟ أليس السكوت الذي ليس له مبرر إنساني واضح، لو كنا أقوياء في مواقفنا المبدئية، ولو كنا لا نبالي أن وقع الموت علينا أو وقعنا عليه، ولو كنا قد تفهمنا المعاني السامية للأخوة الإسلامية، لما تجرأ أحد على إهانة مسلم على وجه الأرض، ليس هذا فحسب، لقد تجاوزنا الحدود الإنسانية، عندما وقفنا بقوة في وجه أخوتنا في غزة ووجهنا إليهم النقد اللاذع، عندما قال لنا العدو الصهيوني إن هؤلاء إنما يتلقون الدعم المادي والعسكري من جهات خارجية، هذا الأمر يثير الدهشة، ما الذي يعنيه الكيان الصهيوني من إشاعته لهذا الأمر؟ أيريد منا أن نكون معه في خندق واحد لمحاربة أخوتنا وأحبتنا في غزة، حتى نثبت للعالم الظالم أننا ضد الإرهاب، من الذي يقود الإرهاب في عالمنا اليوم؟ أليس الصهاينة وأذنابهم الذين ينتشرون في عالمنا العربي والإسلامي بهيئات متنوعة، وإلا ماذا نفسر تزامن قتل وذبح الإنسان في العراق مع ما ارتكبته العصابة الصهيونية من جرائم يندى لها الجبين الإنساني؟ هل جاء ذلك صدفة، أم المسألة أكبر من ذلك بكثير، ما حدث ليس له إلا تفسير واحد، إما أن الذين ينفذون عملياتهم ضد إنسان العراق بمختلف فئاته وطوائفه وتياراته هم جنود لأناس يرتبطون بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمخطط الصهيوني البغيض الذي رسمه في الخفاء لضرب الكيانات العربية والإسلامية في العمق ، وأما أن يكون من يرتكب مثل تلك الجرائم البشعة في أسواق العراق وأماكن أعمالهم وفي الشوارع والطرقات، وكأنهم من خلال عملياتهم العسكرية يجتهدون أن لا يصاب جندي أجنبي واحد بأذى، وقد يلومون أنفسهم إذا ما أصيب في عملية من عملياتهم العسكرية أحد الجنود الأجانب، ولكنهم يعتبرون أنفسهم قد حققوا أهدافهم إذا ما هم قتلوا أكبر عدد من العراقيين، كذلك الكيان الغاصب في فلسطين الحبيبة، يعتبر قتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والعجزة والمعاقين والمرضى في غزة، أهداف إستراتيجية لا بد له من تحقيقها، ما أردنا قوله إن توقف الصهاينة الأوباش عن مواصلة القتال في غزة، ليس لاعترافه بالإنسانية، ولا خوفه على الإنسان الفلسطيني، ولا احترامه للمشاعر العربية والإسلامية، إن توقفهم عن القتال يدل على عجزهم وضعفهم في الجانبين العسكري والمعنوي، بالأمس القريب الإنسان اللبناني الشقيق أذاق جنودهم مرارة الهزيمة، واليوم أذاقه طعم الهزيمة المر، الأشقاء في غزة البطولة والصمود، أليس أهدافهم التي أعلنونها للعالم، أنهم يريدون بفعلتهم الخبيثة إسكات الصواريخ الفلسطينية وتخليص الجندي الصهيوني من الأسر، ها هم خرجوا من الحرب ولم يحققوا ما أعلنوا عنه للعالم، لم يتمكنوا من إسكات الصواريخ الفلسطينية ولم يستطيعوا تخليص جنديهم من الأسر، أليست هذه النتيجة، تدل على هزيمتهم بكل المقاييس العسكرية والسياسية، في اعتقادنا ليس هذا هو المهم في المسألة، ولكن المهم، هل ستستغل أمتنا العربية والإسلامية هذا النكوص الصهيوني لصالح قضاياهم المركزية؟ هذا ما يتمناه كل إنسان على الأرض العربية والإسلامية.
سلمان سالم
العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ