الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية، هي من اختراع الكفار والمشركين، ومن المعروف بأن التشبه بالكفار حرام، وهي مفسدة للأخلاق، لما تجلبه على الإنسان من غواية تجعله يدمن على هذه المواقع الإلكترونية المحرمة، أو حتى المواقع الأخرى التي تكون مخالفة، لأنها تتعرض وتنتقد أصحاب الشأن، ومن هم على شاكلتهم، وما فيها من غيبة ونميمة وقذف وتجريح، وهي من المحرمات التي يتوجب على المسلم أن يتجنبها، ولذا سعت بعض الدول مضطرة إلى إغلاق وحجب هذه المواقع، التي تسبب الفتنة وتحوم حولها الشكوك، أو تكون مصدرا للغواية والضياع في دروب الجهل والضلالة.
ولا يجوز للمرأة أن تقترب من جهاز الحاسوب، أو أن تستخدم ما يسمونه بالإنترنت، الذي هو مصدر غواية للرجل، فما بالكم بالمرأة التي هي مخلوقة ضعيفة، وعاطفية وتنجرف بسرعة مع التيار، وبما أن عاطفتها تتغلب على عقلها، فلا يجوز لها التجرؤ واستخدام هذا الذي يسمونه الإنترنت، وخاصة عندما تكون لوحدها في مكان مغلق، وينصحها رجال دين بأن الواجب عليها أن لا تختلي مع هذا الجهاز الذي يسمونه (كمبيوتر)، إلاّ وبمعيتها رجل محرم، حتى يراقب حركاتها وسكناتها، ويبعدها عن التفكير في اقتراف المعصية، أو السير في مسالك ودروب الشيطان، حفظا لها وصونا لعزتها وكرامتها.
ولهذا لم يأل هؤلاء الجهابذة جهدا في حماية المرأة، وإبعادها عن هذه المنزلاقات الخطيرة التي تؤدي بها إلى غواية الشيطان، وبالتالي تقودها إلى التهلكة والدمار، فأصدروا فتوى تحرم على المرأة الجلوس أمام جهاز الحاسوب، والدخول على الشبكة العنكبوتية لوحدها، وإن أرادت أن تفعل هذا الأمر وبحسن النية وصفاء السريرة، فلا بد وأن يكون معها رجل محرم، حتى تتجنب الوقوع في المعصية والأثم، وهذا خير وأفضل لها، لتتجنب غضب الله وسخطه عليها.
والفتوى التي نشرت في أحد المواقع الإلكترونية المعروفة، ومن ثم تناقلتها الكثير من المواقع والمنتديات، وننقلها من الموقع المذكور بالنص كالتالي: (الرياض ـ إيلاف): «أصدر الشيخان السعوديان عثمان الخميس وسعد الغامدي فتوى تحرم الإنترنت على المرأة «بسبب خبث طويتها». وأضافت الفتوى «لا يجوز للمرأة فتح الإنترنت إلاّ بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها»... والعياذ بالله... والله المستعان.
وكما يقال بأن ناقل الكفر ليس بكافر، ولا ناقل الفتوى بمفتٍ، وهذه الفتوى هي واحدة من بين مئات بل ألوف الفتاوى التي تصدر هنا وهناك، وتحرم الكثير من الأمور العادية والتي درج واعتاد الناس عليها، وعايشوها طوال حياتهم، وإذا بهم يتفاجأون بتلك الفتاوى التي تنزل عليهم كالمطر، وهم في حيرة من أمرهم، لا يدرون ماذا يفعلون.
ومن يدري لعل الناس تتفاجأ بفتوى تحرم على الناس استخدام أجهزة الحاسوب، أو استخدام الإنترنت بشكل نهائي، لأنه من صنع الكفار، وهو رجس من عمل الشيطان فعليهم اجتنابه، أو على أقل تقدير إصدار فتوى تحرم المشاركة أو المساهمة في المواقع والمنتديات الإلكترونية المختصة بالسياسة وغيرها، والتي تتدخل في شئون ولاة أمور المسلمين، أو تتعرض لهم من قريب أو بعيد، لأن في ذلك شرك ومخالفة صريحة لتعاليم الإسلام، التي تدعو إلى طاعة أولي الأمر.
وبذلك تخفف العبء من على كاهل الجهات الرسمية المختلفة، التي تتحمل مشقة وعناء مراقبة وملاحقة مثل تلك المواقع والمنتديات، والمواقع الإباحية التي تنشر الرذيلة والفساد في صفوف الشباب، وتجعلهم ينحرفون وينشغلون عن أمور حياتهم ودينهم، ويصبحون عرضة للضياع والانحراف، وخسارة المجتمع لهم، لكونهم يمثلون عماد المجتمع، ولكون هذه الخزعبلات والبدع التي يبتكرها النصارى والكفار، تجعلهم يبتعدون عن تعاليم دينهم وانحرافهم وضياعهم.
يذكر أن سيلا مثل تلك الفتاوى لا ينقطع، فهناك من أصدر فتوى تحرم الجلوس على الكراسي وما شابهها من مقاعد وأرائك وكنبات، وخاصة بالنسبة للمرأة التي يتوجب عليها الحذر، وعدم الجلوس عليها، لأن في ذلك موبقة وإثم وشر عظيم.
وهذه الفتوى الشرعية صادرة عن العلامة الداعية المباركة (أم أنس) وموجودة على موقعها الإلكتروني ووردت تحت عنوان: (تنبيه إلى حرمة الكراسي وما أشبهها من مقاعد وأرائك -والله أكبر- إن من أخطر المفاسد التي بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى بالكرسي وما يشبهه من الكنبات وخلافها مما هو شر عظيم يخرج من الملة كما يخرج السهم من الرميّة.
وتورد الداعية أم أنس ثلاث وقفات لهذا التحريم وبألفاظها هي:
أولا: إن السلف الصالح وأوائل هذه الأمة وهم خير خلق الله كانوا يجلسون على الأرض ولم يستخدموا الكراسي ولم يجلسوا عليها، ولو فيها خير لفعله حبيبي وقرة قلبي وروح فؤادي المصطفى عليه الصلاة والسلام ومتبعيه بإحسان.
ثانيا: إن هذه الكراسي وما شابهها صناعة غربية، وفي استخدامها والإعجاب بها ما يوحي بالإعجاب بصانعها وهم الغرب، وهذا والعياذ بالله يهدم ركنا عظيما من الإسلام وهو الولاء والبراء نسأل الله العافية.
ثالثا: إن الجلوس على الأرض يذكّر المسلم بخالق الأرض وهو الله جلّ جلاله وهذا يزيد في التعبد والتهجد والإقرار بعظمته سبحانه)... انتهى مع المختصر المفيد... وتم حذف فقرة من الفتوى لأنها (والعياذ بالله) تخدش الحياء.
نترك للقارئ الكريم التعليق... ولا نريد أن نضيف المزيد، أو أن نعلق على تلك الفتاوى التي تأتي مفصلة وبحسب الطلب، كفانا الله وإياكم من شرور الجهل والآثام، وندعوه – جلت قدرته- أن يتم علينا وعليكم برجاحة العقل وكمال الدين، وحسن الخاتمة.
محمد خليل الحوري
العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ