العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ

مع تضاعف الأعداد... أصبحنا لا نعد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مع تضاعف عدد التحرّشات الجنسية في البحرين، وازدياد أعداد المُسيئين الى الأطفال، سواء جسديا أو جنسيا أو فكريا، أصبحنا لا نعدّهم ولا نعرف كيف نعدّهم، فها هما ضحيّتان في هذا الاسبوع المنصرم من ضحايا الاساءة والتحرّش بالأطفال!

الطفل الأوّل هو طفل الدير، الذي تمّ الاعتداء عليه من قبل مجرم من ذوي السوابق في قضايا التحرّش الجنسي، وقد سبق أن أُدين في قضيّتي تحرّش واعتداء جنسي. وقد فلت من القانون الذي يزجّه وأمثاله في سجن مؤبّد، حتى نحمي طفل الدير وغيره! هذه القضيّة وبعض القضايا المماثلة كنّا نتحرّى عنها حتى نكتبها للرأي العام، ونُبدي امتعاضنا من بعض القوانين غير الرادعة التي تجعل مثل هؤلاء يكرّرون أفعالهم في وضح النّهار دون خشية من الله أو خوف من القانون! ولكن ما الفائدة من الكتابة، ونحن لا نرى تعديلا للقانون على أرض الواقع، فهاهو طفل الدير سيعاني الأمرّين طوال عمره، ولن يمحى هذا الموقف من ذاكرته، ولكن الجاني سيخرج من السجن بعد 6 أشهر أو أكثر حتى يجد ضحيّة أخرى يعتدي عليها.

أما الضحيّة الثانية فهو الطفل «حمد» الذي قامت الاجهزة الأمنية بكشف تفاصيل جديدة حول اختفائه، بعد أن قامت العديد من مؤسسات المجتمع المدني بالتّحرك للبحث عن الطفل حمد، وعلى رأسهم وزارة التنمية الاجتماعية التي شنّت حملة وطنية للبحث عنه، وهي مشكورة كل الشكر على ذلك.

ولكن ما قام به والد الطفل حمد بمعيّة صاحبه يُعتبر نوعاً من الاساءة الفكرية للطفل، وعليه وجب علينا الحصول على قانون يحمي الطفل من أمثال هؤلاء الآباء الذين يستغلّون أبناءهم من أجل مآرب أخرى، فهم لم يتحايلوا على القانون فقط، ولم يُزعجوا السلطات، ولكنهم دبّروا مكيدة - من أجل الحصول على الجنسية البحرينية - حول اختفاء الطفل حمد. أنحن فعلا في البحرين؟

ذكرنا من قبل أن المتحرّشين بالأطفال والمسيئين لهم وحوش بشرية لا تستطيع التوقّف الا عند الموت أو السجن المؤبّد، وكانت البوادر الأولى عندما قام أحد القضاة الأشراف باتّخاذ موقف قوي بسجن أحدهم لمدّة 20 عاما بسبب قضيّة اعتداء جنسي على طفل.

ولكننا لا نريد تكرار المواقف مع تضاعف الأعداد، حتى نخرج بقانون حكم «المؤبّد» لأمثال هؤلاء الحيوانات، بل نريد سلطة القانون أن تحل محل ازدياد العدد، اذ انّ هذه السلطة ستكون أمرا رادعا، حتى لا يتهاون من يريد الاساءة الى الأطفال، بالتقدّم نحو هذه الأهداف الشنيعة. وليس هذا فقط، بل اننا نريد نشر صور المتحرّشين بالأطفال في الجرائد المحلّية، حتى ينتبه الأهالي من هذا المتحرّش، ان وُجد في حيّهم.

لو انّنا اتّخذنا مشروع الفاضل حسن محمد رضي عضو مجلس الشورى، في تحقيق سجن المؤبّد على من تسوّل له نفسه وضع يده على طفل أو حتى اخافته أو الاساءة اليه، لما تجرّأ أحد على المساس بالأطفال، بل سنكون في مجتمع أكثر أمنا من الذي نحن فيه اليوم مع ازدياد عدد المتحرّشين.

نطمح الى مواجهة هذه المسألة وأخذها بعين الاعتبار، كما نتمنى من مجلس النوّاب في فصله التشريعي يوم الثلثاء بالتحرّك نحو تثبيت هذا المشروع، ليرى النور، ونحمي أبناءنا من هذه الوحوش البشرية

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:36 م

      اليس عار

      اليس عار علي القانون ان يحكم الجاني 6 شهور وطلق صراحه مع فعله جديده اليس عار علي القانون ان يحمي هؤلاء الوحوش البشريه وكما قالت الاخت يجب نشر صورهم حتي يتنبهوا الاهل ممن لهم اطفال وكف اتصرف بمثل هذه احالات
      وصح لسانك اختي انتي امرآة قانون بنظري

    • زائر 7 | 3:10 ص

      نقلاً عن مسئول حكومي كبير(عندما سُئل عن الهدف من التجنيس):

      قال –ما معناه-:
      إن معظم بلدان العالم "تجنّس" و الوطن بحاجة لتجنيس هؤلاء!!
      و نقول له: لقد جنّستم عباقرة علم و فكر و أخلاق رفيعة و مبادئ اسلامية ثابتة, فتعالوا لنحصد سوياً ثمار ذلك.
      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 6 | 2:34 ص

      الشكر و التحية

      مريم الشروقي الشكر و التحية على هذا المقال ، لا أحد تطرّق له الى الأن ، و أوافقك الرأي في كل ما تقولينه ، أنا من ادى المرضى السابقين و أتعالج في الطب النفسي عن التحرّش بالأطفال ، انا مثقف و لكن لا أستطيع التوقف عن التحرش بالأطفال ، طلبت من القاضي وضعي في السجن لكي لا أتعرض لأطفال و لكن لم يسمع كلامي ، و كما قال الاخوة أخسرهم وايد ، الآن سأذهب الى الخارج مع أهلي عشان اتعالج من الذي فيني ، ادعي لي يا اختي .. يتفطر قلبي عندما أرى ما اقوم به من عمل " شنيع " بل هو أكثر !!

    • زائر 5 | 2:29 ص

      هل هذه البحرين ؟

      صراحة هذه هي البحرين اللي نعرفها ، أشك في ذلك ، و أنا مع مريم لازم ننشر صور المجرمين عشان نعرفهم مثل ما يسوون الغرب فيهم !!! صباحج خير يا وردة الوسط ...

    • زائر 4 | 1:34 ص

      الطفل اولا

      يجب حماية الطفل لانه رجل المستقبل وضم صوتى مع الاخت الكريمه مريم واويد نشر صور المعتدين على الاطفال وزجهم فى السجن لانهم فقدوا الرحمه كما هو حرمله الذى قتل طفل الحسين ع على صدر ابيه عليهم السلام.
      اصبح الطفل اداة للحصول على المطالب والاب يضحى بطفله من اجل المال والمكاسب الاخرى مثل رجل الامن الذى استقدم حمد من اجل المال .

    • زائر 3 | 1:31 ص

      غريبة البحرين ولله الحمد ... تعيش افضل

      الايام الايمانية والروحية وازيد كمية ومتنوعة من اللحى وشيوخ الدين عد واغلط والمساجد ماشالله وضيوفنا من اصحاب الفضيلة والسماحة ..... لا والمجلس الحلاق بعيد عنه ... ورغم كل ذلك الاعتداءات زايدة ... اتهقين ليش يا استاذه

    • صريح و واضح | 12:14 ص

      أصبحنا لا نعد

      صباحك ومسائك خير وعلى جميع الأخوة الزوار
      وأصبحنا لا نعد بسبب كثرة المجنسين والأجانب لأن في البحرين سابقا لانعرف طعم هذه المشاكل التي بهذه الصورة إلا بوجود الأجانب والمجنسين وصدقيني لو يسفرونهم البحرين مؤكدا سوف تبقى خالية من الفساد ومحاسبة من قام بذلك وهو الساس وهذا الأهم

    • afar | 12:05 ص

      كلامك سليم

      كلامك سليم بخصوص زج ذلك المجرمين في السجن الموبد ولكن الحسابات تختلف عندنا اذا ادخلوهم السجن فذلك يكلفهم 50 دينارا شهريا مصاريف المسجون ...
      ولكن اذا لم يسجن المجرم افضل بسبب التكلفه واما اذا كان حرا طليقا ما هو الخسائر = ارواح ابناء المواطنين واعراض المواطنين ذلك الاشياء من ارخص الاشياء ....
      المواطن ( يموت ما يخالف في النهايه مواطن ) مهما تظيقوا على المواطن لن يخرج من المملكه ولكن الاجنبي يجب حمايته وخدمته لاقصى درجه لراحته اهم شئ السواح واستثمارات المملكه للرقى بالمجنسين والاجانب

    • زائر 2 | 11:57 م

      للاسف

      لو كان المعتدي على طفل الدير سياسيا لما خرج من السجن، لكن للاسف نحن تحت حكومة لاتعرف الاولويات

    • زائر 1 | 11:50 م

      شكراً يا مريم

      أني أضم صوتي ألى رأيك لأنزال أقصى عقوبة على هؤلاء . و عقوبة الأعدام هي الأنجع لكي تكون عبرة لمن تسول نفسه بالقيام مثل هذه الأفعال الشنيعة.

اقرأ ايضاً