قرار مدرب المنتخب الوطني سلمان شريدة باستبعاد بعض العناصر عن صفوف الأحمر قبل المشاركة في كأس آسيا المقبلة أمر محير ومفاجئ للشارع الرياضي البحريني، فالجماهير البحرينية مازالت تحاول نسيان «الكوابيس» التي مرت وآخرها ما فعله الأحمر في بطولة كأس الخليج التي اختتمت باليمن وخرج منتخبنا من بابها الواسع بتقديمه أداء مخيبا للآمال.

بصراحة، فكرت كثيراً وكثيراً عن الأسباب التي جعلت شريدة يستبعد مهاجم الرفاع عبدالرحمن مبارك، فالأخير كان من أبرز النجوم البارزين ليس فقط في دورينا المحلي، إنما على المستوى الآسيوي عندما كان الرفاع مشاركاً في كأس الاتحاد الآسيوي، فالمطلوب من مبارك تسجيل الأهداف وصناعة الفرص، فالأمران يمتاز بهما مبارك مع فريقه.

الأمر الذي حيرني أكثر أن مدرب المنتخب شريدة لم يعط الفرصة الكاملة لمبارك لإثبات نفسه، فكان اختياره للمشاركة في كأس الخليج أمر في غاية الأهمية وخصوصاً أننا نفتقد للنزعة الهجومية الكاملة، وأنا هنا لا أقلل من امكانات المهاجم الفذ إسماعيل عبداللطيف الذي كان بحاجة ماسة للمساندة، وكان من الأجدر أن يعطي شريدة فرصة لمبارك في كأس الخليج بدلاً من اختياره فقط من أجل السفر والجلوس في المنصة الرئيسية!

أما استبعاد محمد حبيل وسيدمحمد جعفر ومحمد حسين فأمر محير أيضاً، فاللاعب الأول اعتذر عن عدم المشاركة في «خليجي 20» ولم تتضح أسباب اعتذاره حتى الآن، فمن غير المعقول أن تنسى اختياره للمشاركة في كأس آسيا، وأعتقد أننا بأمس الحاجة لعطاء هذا اللاعب الذي بإمكانه اللعب في مراكز متعددة إضافة إلى أنه يمتلك خبرة واسعة، في حين أن الحارس سيدجعفر يعتبر من خيرة الحراس المميزين ويجب عدم هضم حقه، اما عن محمد حسين فحدث ولا حرج، دفاع مميز والجميع يعلم كيف ظهر مدافعونا في كأس الخليج وكأنهم يلعبون كرة القدم للمرة الأولى في تاريخهم، وأصبح تواجد حسين مطلبا يحتاجه الأحمر في الآسيوية.

ومع قرب الحدث الآسيوي، من الأفضل يا شريدة أن تقوم بتصحيح الأخطاء الكثيرة التي وقعها فيها الأمر خلال الفترة الماضية بدلاً من اختيار عناصر جديدة لم يسبق لها تمثيل الأحمر ونسيان عناصر هي الأحق بالاختيار، فالمشاركة من أجل المشاركة فقط سئمنا منها وأكل الدهر عليها وشرب، وإبعاد أبرز العناصر التي هي الآن في أشد عطائها أمر خاطئ – من وجهة نظري الشخصية – ولابد أن يعمل على تصحيح الأخطاء والذهاب للدوحة من أجل المنافسة وإعادة الذكريات الجميلة التي عاشها الأحمر مع الجيل الذهبي في كأس آسيا 2004.

لا يا شريدة... اعذرني، فلم توفق في اختيار عناصر كثيرة لتمثيل الأحمر في العرس الآسيوي، فالمنافسة لن تكون سهلة على الإطلاق والجميع يعلم أين وقعنا في القرعة، وأنا على ثقة كبيرة بقدراتك وإثبات نفسك مع الأحمر، وسنقف بجوار الأحمر دائماً.