يُعتبر موسم عاشوراء من المواسم التي يُحيى فيها ذكر أهل البيت (ع) وسيرتهم، كما أنه يُعتبر تجسيداً للقيم والمبادئ الأخلاقية، وآل الرسول يعتبرون منظومة ثقافية غنية بالسلوك الإيجابي الحضاري والديني على حد سواء، ولابد من أن تُستثمر هذه المواسم لترسيخ الإيمان والدعوة إلى التسلح بالعلم والأخلاق والتسامح.
لا شك بأن الإمام الحسين (ع) كان من ضمن أهدافه الرئيسية والأساسية التي استوحاها من جده النبي الأكرم (ص)، ترسيخ الدين والإصلاح الشامل من خلال وصيته الخالدة «لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، ومن ضمنه طبعاً الإصلاح البيئي الذي سوف نتناوله من زاوية موسم عاشوراء.
بعد هذه المقدمة نشكر كل الجهود المبذولة والأيادي البيضاء التي تعمل في خدمة المآتم والمواكب الحسينية، ولا شك أن من ضمن هذه الجهود والتوجه المأخوذ في السنوات الأخيرة لمسنا التغيير للأفضل الذي بات منتشراً فيما يخص النظافة العامة في كثير من المواكب الحسينية والمآتم في معظم المناطق، كما بودنا أن نشيد بوزارة البلديات والتخطيط العمراني متمثلة في البلديات والمجالس البلدية التي تتحمل العبء الكبير في نظافة المناطق في هذه المواسم وتوفير حاجيات المواكب من أكياس قمامة وحاويات، ونشكرهم على التنسيق بين البلديات وأصحاب المآتم لتوفير التسهيلات اللازمة المتعلقة بالنظافة العامة لما له من مردود إيجابي على صحة المجتمع.
هذه الاقتراحات التي سنتناولها عبر هذا المقال، نرفعها للتذكير ونحن نعرف مسبقاً أن معظم مسئولي الحسينيات والمواكب ليس بغفلة منها، ولكننا نوجهها بشكل أساس للجماهير والشباب الذين يتخذون من الإمام الحسين (ع) وأهل بيته قدوة لهم في حياتهم وسلوكهم، وكما يقول الإمام الصادق (ع): «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم»، وبهذه المقولة نريد أن نرسخ دعوات أهل البيت في سلوكنا لنعطي صورة ناصعة وبراقة بتكريس الثقافة البيئية في موسم عاشوراء.
لا نريد أن نسترسل عن سلوك أهل البيت وهي كثيرة ومتعددة ولو شئنا لسطرنا مقالات لا تنتهي وإنما سنسلط الضوء على نظافة البيئة في هذا الشهر الحرام.
إننا نتطرق لهذه الأفكار والنصائح التي نقدمها للمسئولين في المآتم والمواكب الحسينية، وذلك لأنها تهم مصلحة المجتمع كافة راجين من الله العلي القدير أن يوفقنا، وترى النور في المستقبل القريب.
من هذه الاقتراحات وضع براميل إضافية لتجميع النفايات في كل زاوية من المآتم، وعلى الشوارع الممتدة لأماكن التجمعات للمواكب، وندعو الناس لرمي النفايات والمخلفات الغذائية داخلها حتى نعطي صورة حضارية على سلوكنا، ونمثل أهل البيت الكرام خير تمثيل، بالإضافة إلى وضع صور وملصقات إيضاحية، مكتوبة عليها عبارات تحث على وضع القمامة في البراميل، وعمل بنرات وشعارات لتغيير ثقافة الناس في هذه المواسم التي يجب استغلالها جيداً في خدمة الناس، ومن بين هذه الشعارات يمكن أن نرفع «عاشوراء الحضارة»، أو «النظافة حضارة فلنحمي بيئتنا» أو «السلوك البيئي وعاشوراء».
أما الاقتراح الثاني فهو تشكيل لجان نظافة دائمة في المآتم والمواكب الحسينية أسوة بلجان الضيافة ولجان المشتريات والمالية وغيرها، حيث تكون مسئوليتهم الحث على النظافة وتجميع القمامة في أماكنها المخصصة، ووضع الملصقات والبنرات والشعارات الخاصة بالنظافة العامة، في ذات الصلة بهذا الموضوع استوقفني سلوك أحد المسئولين في مأتم مع شلة من أهله ومنتسبي الحسينية، وهو يمسك بالمكنسة أمام الحسينية ويحث مجموعته على النظافة، فقلت له مازحاً أنت ممن ينظف الشارع بالمكنسة فهذه قمة في الإخلاص وخدمة أهل البيت، فردّ عليَّ مازحاً أيضاً التواضع لأهل البيت هو قمة الكبرياء، فبادرته بمقولة أخرى «من تواضع لله رفعه» فتبسم ضاحكاً.
وأختم هذا المقال باقتراح أخير، بطلب أصحاب الحسينيات من الخطيب التطرق إلى حث المستمعين في المحاضرات الدينية على الاهتمام بالبيئة والنظافة العامة من منظور إسلامي وهناك آيات وأحاديث كثيرة يمكن الاستدلال بها في هذه المحاضرات.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3018 - الجمعة 10 ديسمبر 2010م الموافق 04 محرم 1432هـ
رد من زائر (1) إلى زائر(2)
أنا أعي ما يرمي إليه الكاتب ولكن الكاتب لم يوفق في اختيار العنوان الصحيح...
أحسنت دكتور
سلمت يداك يا عزنا والى الامام وشكرا لكتاباتك المؤثرة والى خدمة الناس
ستراوي
شكرا للكاتب
نشكر جهودكم الجبارة في خدمة الحسين بتثبيت افكار اهل البيت.
شيعي للأبد
رد على زائر 1
العنوان صحيح ، يعني يجب ان نكرس النظافة من ثقافة عاشوراء وتجسيد ثقافة اهل البيت حتى نمثلهم افضل تمثيل
ثقافة النظافة وموقعها البيئي... أيام عاشوار نموذجاً
العنوان ليس علاقة مباشرة بموضوع المقال، وإنما الفكرة تكمن في خلق وتجسيد للقيم الإسلامية الي ينبغي أن تهتم بأمور النظافة والجمال المرتبطة بالأمور المادية التي على الأقل يستطيع أن يراها كل صلحب عيينان، حتى نصل إلى لجمال الروحي المطلوب منا أن نجسده في تعاملنا ونظرتنا للحياة.
عدم الإهتمام بالنظافة وعدم مراعاة الآخرين مستفحل والدليل أن هناك ثقافة منتشرة مفادها أن عمل ما يحلو لأي أحد هو حق وحرية. وإن اعترضت على أمر ما من هذا القبيل فالرد على جاهز: " سوإ اللي بتسويه"..