حقق القطريون الحلم وحولوا المستحيل إلى واقع بفوزهم باستضافة كأس العالم للمرة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط بنيلهم حق تنظيم مونديال العام 2022 وسط ذهول الأقربين والأبعدين.
عندما تقدم القطريون بملفهم استهزأ بعض العرب بهم، إذ إن عمالقة العرب كمصر والمغرب لم ينالوا هذا الشرف الكبير فكيف ببلد صغير جغرافيا وسكانيا مثل قطر؟!
القطريون عملوا بصمت ومثابرة وجد ودون كلل أو ملل، ولم يتركوا للصدفة شيئا من خلال فريق فني شاب ومبدع حوّل نقاط الضعف في الملف القطري إلى نقاط قوة أبهرت العالم.
فللمرة الأولى منذ تنظيم المونديال في العام 1930 ستتمكن الجماهير من متابعة مباراتين في اليوم نفسه، وللمرة الأولى ستلعب المباريات على ملاعب مكيفة يُتحكم فيها بدرجة الحرارة، وللمرة الأولى ستنظم البطولة في قلب الشرق الأوسط وما أدراك ما الشرق الأوسط الذي يعتبر المنطقة الأكثر اضطرابا وفي الوقت نفسه الأكثر أهمية على مستوى العالم.
القطريون قدموا ملفا رياضا متكاملا، وكذلك كان الملف سياسيا واقتصاديا بامتياز، ولعبوا على الوتر الجغرافي بشكل مبهر، وأجبروا العالم على إعطائهم حق التنظيم منتزعيه من الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
الإبداع القطري لم يقتصر على الملف الشامل وإنما كان الإبداع مبهرا أيضا في طريقة التقديم واختيار الكلمات والملابس لأفراد الوفد الشاب، فكل شيء مدروس وكل كلمة قيلت في موقعها وبلغتها.
فالرئيسة الفخرية للملف كانت إمرأة وهي حرم سمو أمير قطر صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والمرأة بما تمثله في المنطقة الخليجية وفي الثقافة الشرق أوسطية كان لها مفعول السحر على لجنة الفيفا المكلفة باختيار البلد المنظم، كما أن كلماتها وتساؤلها عن الوقت المناسب لإعطاء الشرق الأوسط حق التنظيم قد أثّر في الحضور والمشاهدين.
أما الفنيين وعلى رأسهم رئيس الملف القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني فقد كانت لهم كلماتهم بكل اللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية لتصل الرسالة مباشرة للمعنيين من دون حاجة لضياع الإحساس في الترجمة.
القطريون أثبتوا أن العرب قادرون ومؤهلون وأذكياء بما فيه الكفاية لمنافسة أعظم الأمم، تاركين خلف ظهرهم عقدة الرجل الأبيض وتفوقه على سائر البشر، فالولايات المتحدة جاءت لنيل حق الاستضافة برئاسة فخرية لأعظم رموزها في العصر الحديث الرئيس السابق بيل كلينتون والمعروف بمكانته العالمية ولكنه كان أقل إقناعا بكثير من القطريين، فكلينتون تحدث عن نفسه أكثر مما تحدث عن ملف بلاده على عكس القطريين الذين تحدثوا رياضيا وسياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا فأثروا وربحوا الرهان.
وبعد الفوز القطري من المرة الأولى التي ترشحوا فيها فإنهم قد وجهوا رسالة قوية لجميع العرب المتخاذلين بأننا قادرون على التفوق ليس رياضيا فقط وإنما سياسيا واقتصاديا وثقافيا أيضا إذا ما توفرت الإرادة والتصميم والعمل الاحترافي على عكس سياسة النوم في العسل وانتظار تحقق المعجزات التي يعتمدها البعض، ومن جد وجد يا أيها العرب!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3016 - الأربعاء 08 ديسمبر 2010م الموافق 02 محرم 1432هـ
شوي شوي
اولا مبروك للقطر والله يوفقهم بس حبيبي العرب ادكياء شلون العرب عندهم فلوس وكلشي بجي بارز عطني شيء بيصنعونه العرب وبتستخدمه قطر في البناء التكنلوجيا من الغرب مواد البناء الخبراء العاملين وين دكاء العرب العرب بس بيدفعون فلوس