نفى النائب عن الدائرة الثانية في المحرق عبدالحميد المير استخدامه المال السياسي خلال الانتخابات الماضية، واصفاً ما ذكر عن شرائه لأصوات الناخبين بأنه «زور وبهتان»، وأنه «فوّض أمره إلى الله» إزاء تلك الاتهامات.

وأرجع المير خلال لقاء مع «الوسط» تراجع المنبر الإسلامي والأصالة في هذه الانتخابات إلى «عدم التحالف بينهما»، ذاكراً أنه «من المعروف عند الكثيرين أن الأصالة رفضت التحالف على رغم محاولات المنبر للتحالف معهم منذ عام ونصف العام»، متوقعاً أنهما «لو تحالفا لحصلا على 15 مقعداً على الأقل».

وأقر أنه «لو كان هناك تحالف بين المنبر والأصالة لما قررت ترشيح نفسي، فقد قررت ذلك قبل يوم واحد من بدء الترشيح»، مردفاً «في ظني لو دخلت في ظل تحالف الأصالة والمنبر لما كانت لي حظوظ كبيرة بالفوز».

وأشار النائب الذي لا ينتمي لأية كتلةٍ لحد الآن، إلى أنه لم ينضم إلى كتلة المستقلين، لأنه لم يدعه أحدٌ أصلاً للانضمام لها، ولم يتصل به أحدُ لذلك أصلاً، مؤكداً في الوقت أنه لم يدعَ كذلك للانضمام لكتلة المنبر الإسلامي، لافتاً إلى أنه عضو في جمعية الإصلاح وليس عضواً في المنبر الإسلامي، مؤكداً أنه سيبقى مستقلاً ولن ينضم لأية كتلةٍ نيابية مستقبلاً في الوقت الحاضر».

وأوضح المير أن اللجنة المالية هي الأقرب له، وأنه سيدعم النائب خليفة الظهراني لرئاسة مجلس النواب، مشدداً على أن ملف الإسكان سيكون من أولويات حراكه النيابي المقبل.

واعتبر أن «التغير الوزاري كان طفيفاً، إذ كان الشارع البحريني يأمل في تغييرات أكثر من باب تجديد الدماء للرقي بالأداء الوزاري».

وعن موقفه إزاء الملفات الوطنية، فذكر المير أنه لن يقف ضد التعديلات الدستورية في ظل اللوائح والنصوص الدستورية المنظمة للتعديلات.

وفي ملف آخر، قال: «إن التجنيس موجود في البحرين ومعظم دول العالم ولكن يجب أن يحكمه قانون يصب في المصلحة الوطنية ودستور البحرين لا يفرق بين أي مواطن».

وأردف «يجب أن يعرف الجميع أن الطائفية مقيتة ومدمرة للأوطان فيجب أن يحكي آباؤنا وأجدادنا كيف كانت الألفة والترابط والتعاون بين أهل البحرين في السنوات الماضية.

وفيما يلي نص اللقاء معه:

نبدأ بالسؤال المعتاد، باعتبارك دخلت الانتخابات للمرة الأولى. لماذا خضت هذه الانتخابات أصلاً؟

- وجدت في نفسي القدرة على أن يكون لي دور في المجلس النيابي فيما يصب في خدمة الدين, والمواطن والوطن.

على ما أتذكر، فأنت لم تعلن خوضك الانتخابات إلا متأخراً. هل كان قرارك مبنياً على ما كانت ستؤول له العلاقة بين الأصالة والمنبر في التحالف بينهما؟

- لو كان هناك تحالف بين المنبر والأصالة لما قررت ترشيح نفسي قبل يوم واحد من بدء الترشيح وفي ظني لو دخلت في ظل تحالف الأصالة والمنبر لما كانت لي حظوظ بالفوز.

دار حديث طويل عن شراء أصوات الناخبين في الدائرة، وتم التطرق إليك في هذا الأمر... ما تعليقك على هذا الأمر؟

- كان هذا بهتاناً وزوراً وقلت لأهل الدائرة في لقاءين كبيرين إني فوضت أمري إلى الله وحسبي الله ونعم الوكيل.

هل صحيح ما يقال إنك أبديت انزعاجك من وجود نواب للأصالة بالقرب من المركز الانتخابي لدائرتك خلال الجولة الثانية؟ ألا تعتقد أن وجودهم كان أمراً سياسياً متوقعاً وطبيعياً لنصرة أحد مرشحي جمعيتهم؟

- إني أتعجب من هذا الأمر وهذه أول مرة الآن اسمع هذا الكلام, ومرشحا المجلس البلدي الشيخ محمد آل سنان وفاطمة سلمان شاهدان على هدوئي داخل قاعة مدرسة حسان بن ثابت في الجولتين، ونقل تلفزيون البحرين المباشر شاهد على ذلك أيضاً، فالفرق كان كبيراً في الجولة الأولى ودعم الشيخ صلاح الجودر لي بعد الجولة الأولى وأغلب النواب وممثلي المجلس البلدي أيضاً وقفوا معي بقوة ما جعلني أتفاءل أيضا بالنتيجة.

البعض اعتبر فوزك بالدائرة مفاجأة، والآخر كان يراه أمراً متوقعاً، شخصياً، هل كنت تتوقع الفوز خلال الجولة الأولى التي حصدت فيها بعد فرز النتائج لاحقاً على (1357 صوتاً)، مقابل (914 صوتاً لأقرب منافسيك)، ثم هل تغيرت قناعاتك خلال الجولة الثانية التي حصلت فيها على (1737 صوتاً) بما مجموعه 58.60 في المئة، مقابل 1227 صوتاً لمنافسك؟

- الذين اعتبروا فوزي مفاجأة ربما لا يعرفون ارتباط عائلتي القديم بهذه الدائرة، فقد كنت طوال الخمسة أسابيع قبل التصويت متفائلاً بالفوز حيث كان حديث الرسول (ص) «تفاءلوا بالخير تجدوه» دافعاً لي طول الفترة.

أغلب مرشحي الدائرة منحوك أصواتهم بعد الجولة الأولى. هل كان ذلك إيماناً بك أم لأنهم أرادوا التغيير فقط؟

- لقد ولد والدي جلال المير رحمه الله في هذه الدائرة سنة 1923، وولدت أنا سنة 1961 هنا أيضاً. فقد كان لاسم والدي وسمعته رحمه الله، وعلاقة عائلتي القديمة بالدائرة، الأثر الأكبر في التفاف الناس حولي ثم علاقة النائب السابق لهذه الدائرة سنة 2002 أخي عبدالعزيز المير مع الكثير من أهل الدائرة استمرت علاقته معهم إلى اليوم حتى بعد عدم ترشحه في 2006.

كيف تنظر إلى خسارة كلٍ من الأصالة والمنبر الإسلامي خلال الانتخابات الماضية. هل كانت ذلك فعلاً سقوطاً للإسلام السياسي السني؟

- السبب الأكبر لخسارة الجمعيتين هو عدم التحالف ومن المعروف عند الكثير أن الأصالة رفضت التحالف منذ عام ونصف العام مع محاولات المنبر للتحالف معها فلو تحالفت لحصلت على 15 مقعداً على الأقل بحسب اعتقادي ما يعني أن الشارع البحريني بطبيعته متدين وعلاقته بالجمعيات الإسلامية قوية وأرقام عدد ناخبيهم قريبة جداً من 2006 .

ما بعد الانتخابات

هل اتصل بك المستقلون لتنضم إليهم بعد فوزك في الانتخابات؟ وماذا كان ردك؟

- لم يتصل بي أحد.

ولماذا لم تنضم لاحقاً إلى كتلة المستقلين؟

- لأني لم أدعَ للانضمام إليهم.

إذاً، في المقابل هل جاءتك اتصالات من المنبر الإسلامي لتنضم إلى كتلتهم؟

- لم أدعَ كذلك للانضمام للمنبر مع أن علاقتي منذ صغري بجمعية الإصلاح.

صحيح أنك خضت الانتخابات مستقلاً، لكنك قريبٌ من جمعية الإصلاح والمنبر الإسلامي، هناك من يقول إنك ستنضم للمنبر عاجلاً أم آجلاً ؟ ما تعليقك على ذلك؟

- أولاً, أنا عضو في جمعية الإصلاح ولست عضواً في المنبر الإسلامي. وثانياً، هذا كلام غير صحيح وسأبقى مستقلاً وسأتعاون وأساند كل من يقف مع المواطن والدين والوطن.

ألا ترى أن وجود النائب بعيداً عن أي تكتلٍ نيابي يضعف من حراكه وقوته في تقديم اقتراحاته ورغباته... إلخ، خلال أربع سنوات؟

- لا أعتقد ذلك فقد أثبتت الدورتين التشريعيتين السابقتين فاعلية بعض النواب المستقلين، ثم إن العمل داخل المجلس النيابي هو عمل جماعي والمستقلون مثلي وجميع الكتل النيابية صغيرة أم كبيرة محتاجون للتعاون والتوافق فيما بينهم والمستقلون القليلون مثلي يمكن أن يكونوا هم الرقم الصعب لترجيح كفة التصويت في كثير من المسائل في الدور التشريعي الثالث.

برنامج العمل والملفات الوطنية

على ماذا من الملفات ستركز في عملك البرلماني المقبل؟ وهل ستركز على الملفات الخدمية أكثر من السياسية؟

- سأركز على الاقتصاد الذي هو عصب كل الملفات ومن خلاله يمكن حل ملف الإسكان والتقاعد ورفع مستوى دخل الفرد والبنية التحتية وغيرها.

بالنسبة إلى الملف الإسكاني للدائرة. هل لك حراك قريبٌ مقبل؟

- سيكون من أولوياتي التحرك على ملف الإسكان فيجب أن تقل مدة الانتظار للمواطن.

ما اللجنة الأقرب والتي ستنضم إليها؟

- اللجنة المالية هي الأقرب لي ومن خلالها أستطيع الدفع للمشاريع الأخرى.

هل طلبت أيٌ من الكتل دعمك في ملف المناصب القيادية في البرلمان؟

- لم يطلب مني أحد أي شيء لحد الآن.

برأيك ما الخارطة المتوقعة للمناصب القيادية في المجلس؟ وهل ستدعم ترشح الظهراني؟ وكيف ستتعامل مع الترشيحات المختلفة لمنصب النائب الثاني؟

- ليس لدي أي شك في دعم ترشح النائب خليفة الظهراني, أما بالنسبة للمناصب الأخرى فهي ليست ذات أهمية بالنسبة لي وفي وقت الترشيح سأختار الأكفأ بحسب ما أراه.

ما أبرز الملفات التي ترى أن لها الأولوية في طرحها في الكتل في البرلمان؟

- ملفات القضايا الساخنة وأهمها مسألة علاوة الغلاء التي يجب ألا تقل عن 100 دينار في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة وفي ظل ارتفاع دخل الدولة من ارتفاع سعر النفط, ومسألة رفع الدعم عن السلع المدعومة والمحروقات.

ما موقف النائب عبدالحميد المير من الملفات الآتية:

الأزمة الإسكانية في البلاد

- يجب رفع موازنة الإسكان بحيث لا تزيد مدة انتظار المواطن 5 سنوات.

التعديلات الدستورية؟

- أنا لست ضد التعديلات الدستورية في ظل اللوائح والنصوص الدستورية المنظمة للتعديلات.

التجنيس؟

- التجنيس موجود في البحرين ومعظم دول العالم و لكن يجب أن يحكمه قانون يصب في المصلحة الوطنية ودستور البحرين لا يفرق بين أي مواطن.

ملف أملاك الدولة؟

- لابد من الرقابة على أملاك الدولة وهذا من أهم أركان وواجبات و مهمات المجلس النيابي بحسب ما نص عليه الدستور.

الطائفية والتمييز؟

- يجب أن يعرف الجميع أن الطائفية مقيتة ومدمره للأوطان فيجب أن يحكي آباؤنا وأجدادنا كيف كانت الألفة والترابط والتعاون بين أهل البحرين في السنوات الماضية.

قانون منع الخمور؟

- نص المادة الثانية من الدستور يقول إن دين الدولة الإسلام والإسلام حرم الخمر تحريماً صريحاً واضحاً جلياً لا لبس فيه ولا غموض في الشرع, فليس لنا الخيار في ذلك ولم يحرمه الله بهذه الصورة إلا لأنه مدمر للمجتمع والأسر والأفراد، فإباحة الخمر مخالفة صريحة لدين الدولة ودستورها.

ما آلية التواصل التي ستعتمدها مع أهالي دائرتك خلال السنوات الأربع؟

- لقد وعدت أهل دائرتي بالتواصل معهم من خلال مجالسهم ومساجدهم ومن خلال مكتبي الذي وعدت بفتحه داخل الدائرة.

العلاقة مع الحكومة

كيف تنظر إلى الاستجوابات ولجان التحقيق التي شكلت خلال الفصل التشريعي الماضي ويمكن أن تحدث خلال هذا الفصل؟

- يمتاز دستور البحرين بإعطاء المجلس النيابي أداة الرقابة على الجهاز التنفيذي ويعتبر دستور البحرين من أقوى الدساتير في العالم في الرقابة من المجلس النيابي على الجهاز التنفيذي ومن هذا المنطلق فإن على النواب استخدام هذه الأداة الرقابية وهذا الحق الذي أعطاهم إياه الدستور في المشروع الإصلاحي للملك الاستخدام الأمثل لما فيه من تحسين من الأداء الحكومي الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن في النهاية.

هل أنت مستعد للوقوف مع أي جهةٍ لطلب استجواب أي وزير أو سحب الثقة عنه إذا آمنت بعدالة ومبررات ذلك؟

- هذا ما وعدنا به الناس في برامجنا الانتخابية وهذا ما سنقسم عليه في بداية الفصل التشريعي الثالث وهو مراعاة المصلحة العامة للوطن والمواطنين.

هل تعتقد أن هناك وزراء كان يفترض أن يتم تغييرهم في الحقيبة الوزارية الجديدة؟

- كان التغير الوزاري طفيفاً وكان الشارع البحريني يأمل في تغييرات أكثر من باب تجديد الدماء للرقي بالأداء الوزاري.

أول سؤالٍ نيابي لك، سيكون من نصيب أي وزير؟

- هناك أسئلة كثيرة لصالح المواطن والوطن في العديد من الوزارات وسأقرر ترتيبها بحسب الأولوية.