أمران مهمان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر بل لا يجوز فصلهما وإلا ضاعت البوصلة وغابت المقومات الأساسية للتغير الرياضي. وهما الأساس الأكيد لإصلاح الوضع الرياضي والأخذ به إلى نظام الاحتراف ولا طريق آخر يصلنا إلى هذا النظام.
الأمران هما البنية التحتية والموازنة ولا موازنة ضخمة وليست لدينا بنية تحتية فكلاهما مكمل للآخر. والأمور الأخرى الثانوية ليست بالصعوبة على إيجادها فيما بعد.
سؤال يطرح نفسه من كل الجماهير والمتابعين والمختصين وكل الرياضيين كيف لنا الوصول إلى هذين الحلين المتكاملين؟
للإجابة عن هذا السؤال علينا أن ننظر بالعين الفاحصة والمتأملة لحال دولنا الشقيقة في المنطقة ونسأل ما الذي جعلها تصل إلى ما وصلت إليه الآن؟ فحتماً سنصل إلى هذا الجواب بشفافية ومن دون عراقيل.
في قطر مثلاً كانت الأندية تعاني من الإهمال في الموازنة الضعيفة والبنية التحتية... ولم يكن لديها سوى ملعب واحد للكرة تقام عليه كل مسابقات اتحاد الكرة. وكنا يومها ننتقد هذه الحال في قطر لأننا كنا نملك ملعبين استاد المدينة والمحرق وإن كنا نلعب على الأرضية الرملية. ولكن دارت الأيام ومرت وإذا بقطر اليوم تناطح سحاب العالم وتحصل على ثقة الفيفا لتنظيم كأس العالم 2022 بعدما أرست القيادة هناك دعائم البنية التحتية وضخت الموازنة الكبيرة والكافية لكل الأندية من أجل إصلاح هذا الوضع وقامت ببناء الملاعب والصالات الرياضية فتبدل حالها المتردي إلى الحال الأفضل والرائع، وقادهم ذلك إلى عالم الاحتراف فتحول الدوري هناك إلى دوري المحترفين والذي يعتبر الأقوى على مستوى المنطقة.
إذن نحن في البحرين هل بإمكاننا أن نصل إلى ما وصلت إليه قطر؟ نعم وبكل تأكيد بإمكاننا ومن دون صعوبة عندما تكون الإرادة عند القيادة السياسية في المملكة كما كانت يوم إنشاء حلبة البحرين في زمن قياسي وبموازنة ليست بالقليلة طبعاً فوصلنا لما وصلنا إليه من السمعة الكبيرة عبر تنظيم فورمولا (1) ونطق العالم بأجمعه باسم البحرين الذين أشادوا بنا وبالتنظيم الناجح على مدى السنوات الست الأخيرة منذ العام 2004.
اليوم المسئولية تقع على عاتق المجلس الأعلى للشباب والرياضة كأعلى سلطة رياضية في البلد لرفع معاناة الرياضين والرياضة بأكملها إلى القيادة السياسية وعلى رأسها جلالة الملك الذي لم يتوان في الدعم اللامحدود للمنتخبات الرياضية وأكبرها منتخبنا الكروي الذي كاد أن يتأهل لكأس العالم لمرتين بسبب هذا الدعم المعنوي والمالي.
ونحن على ثقة تامة من أن جلالة الملك ووسط أعياد البحرين بيومها الوطني سيزف لنا الخبر السار في وضع الحلول الجذرية الإصلاحية للوضع الرياضي المتهالك بدء ببناء الأندية المتكاملة والملاعب المزروعة بالعشب الطبيعي وإلغاء كل الملاعب الاصطناعية وهي قاتلة المواهب وبقاؤها موت للحس الكروي المرهف وإسقاط للخطوات التي نريدها أن تكون للأمام لا للخلف.
المجلس الأعلى للشباب والرياضة هي الجهة الوحيدة القادرة على فعل التغيير الكبير وأحداث النقلة النوعية بتحقيق الحلم المنتظر لأننا في البحرين نمتلك الموهبة التي قل نظيرها في المنطقة وصارت تلك الدول تحسدنا على ذلك ولكن «ما باليد من حيلة» وسط ضعف وسقوط البنية التحتية وانهيار الموازنة حتى وصلنا إلى العجز والموازنة الكافية. ومهما بحثنا وجلنا وصلنا في غير هذين الأمرين فإننا حتماً لن نصل إلى الهدف المطلوب. وبالتالي لا فتح لملفات المنتخبات وإن كان في فتحها أهمية ستصلنا إلى تطبيق نظام الاحتراف. فالمال عصب الحياة ومن دونه لن نستطيع أن نتحرك خطوة واحدة... آن الأوان للتغيير والتطوير فكفانا سنيناً هدرت وجاء اليوم الذي نضع النقاط على الحروف لهذا التغيير بعيداً عن الترقيع كما يتم فعله الآن بإنشاء صالات رياضية ومعها غرف الإدارة وأنديتنا عافاها الله توافق لأنها لا تملك البديل. فهذه الخطوات لا تعتبر حلاً للبنية التحتية ولن تحل محلها أبداً إلا بالأندية النموذجية والملاعب الكروية والصالات الرياضية إلى جانب الموازنة الكافية من دون عجز وفيها حساب لكل من يهدرها في غير مكانها وعندها انتظرونا في كل الألعاب فنياً وجماهيرياً إن أردنا التطوير فعلاً؟
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 3013 - الأحد 05 ديسمبر 2010م الموافق 29 ذي الحجة 1431هـ
بنية تحتية ..... شنهو يعنى
موازنة بعد شنهو هالكلام ياسيد ..... انطلاقققققققة بعد اوه هاذى الكلام عود ياسيد .....انت فى البحرين