بعدما وصل عدد الفرق الإنشادية في البحرين إلى أكثر من 40 فرقة، ولها ما يميزها في عالمها الخاص من ناحية اللباس الموحد والأداء والمشاركة، لتتجاوز بذلك التنافس في مجال الإصدارات الصوتية وتقتحم وسائل الاتصال الجديد مثل الـ «فيسبوك» والـ «بلاكبيري». «الوسط» التقت عددا من هذه الفرق الإنشادية وأجرت حوارا معهم فكان كالآتي:

كيف ومتى كانت بداية تأسيس الفرقة؟

- فرقة الولاء: تم تأسيس فرقة الولاء الإسلامية في العام في البحرين من قبل مجموعة من الشباب الملتزم ممن كان يجمعهم حب فن الإنشاد والفنون الإنسانية المختلفة كفن الأوبريت والسينوغرافيا والمونودراما والبانوراما وغيرها من خلال تعزيز التجربة وإثرائها أكاديميا وتقييمه من خلال أهل الاختصاص من بعض رجالات المسارح الأهلية.

- فرقة وعد السماء: كان الدافع وراء إنشاء الفرقة هو إيمان مجموعة من شباب قرية الدير بأهمية الإنشاد في تبليغ التعاليم الإسلامية وإحياء أمر أهل البيت ( ع)، عبر المشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعية، وكانت البداية في العام 1998، وقد استغرق اختيار الاسم للفرقة بعض الوقت، وذلك عبر طرح كل عضو لاسم ومن ثم يبدأ التصويت عليه إلى أن استقر الجميع على اسم «وعد السماء» تيمناً بالمهدي الموعود.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم والتي لاتزال تواجه الفرق الإنشادية؟

- فرقة الولاء: نعتقد بأن من أبرز الصعوبات التي واجهت فرقة الولاء الإسلامية هي عدم توافر المادة والتمويل التي تستطيع الفرقة بها تنفيذ الأناشيد وإقامة الفعاليات المختلفة، كما ان هذه المشكلة تواجه معظم الفرق بل معظم الفعاليات الإسلامية الخيرية، بالإضافة إلى مسألة عدم تقبل المجتمع في البداية لبعض الفنون أو إلى استخدام الموسيقى، الأمر الذي تلاشى مع مرور السنوات بل وتحول إلى دعم وإشادة من الجميع، لهذا نرى الآن الأنشودة تغزو جميع المحافل الاجتماعية والثقافية والرياضية والوطنية وغيرها، كما حصل لنا نحن.

- فرقة وعد السماء: خلال مسيرة الفرقة في الفترة الماضية، مرت بعدة منعطفات ومن أهمها الانتقال من التخندق والاقتصار على المأتم إلى فضاء الأنشودة الموسيقية التي أتاحت بدورها مجالا أوسع وأرحب للطرح والأفكار في الأناشيد، أما التحديان الأكبران فهما المحافظة على التئام أعضاء الفرقة وهو ما نجحنا فيه على رغم الظروف والمشاغل اليومية، والأمر الآخر هو توفير الدعم المالي الضامن لاستمرار مسيرة الفرقة في ظل ارتفاع كلفة التوزيع الموسيقي والتسجيل، وشح الدعم المقدم من قبل معظم الهيئات المنظمة للاحتفالات والمهرجانات، لذلك لجأنا لتوفير بعض من مصادر الدخل للفرقة ومن أهمها الاشتراكات الشهرية من قبل الأعضاء، بالإضافة لمساهمات بعض من أهل الخير.

كيف يتم اختيار أعضاء الفرقة؟ وهل توجد شروط معينة؟ وما هي؟

- الولاء: يتم اختيار الأعضاء على أساس الشخصية وقوتها وثقافتها والتزامها الديني من جانب وامتلاكها للملكة والموهبة الفنية من جانب آخر يضاف إليه بالتأكيد تفرغ الشخص واهتمامه بتخصص الفرقة.

ولدينا لجنة متخصصة في هذا الأمر هي «لجنة الإبداع» تقوم بمقابلة المعني بالأمر ووضع نقاط الضعف والقوة في موهبته وتكون المقابلة في فترتين لإعطاء الموهوب حقه في التعاطي مع الحالة النفسية والرهبة ليعوض في المقابلة الثانية، ثم يتم القبول أو الرفض من خلال تقييم اللجنة.

- وعد السماء: بطبيعة الحال فإن الفرق الإسلامية من أول أبجدياتها الحس الديني للعضو، بالإضافة إلى قابلية الفرد للعمل والاندماج مع باقي الأعضاء، والمعيار الأخير هو الكفاءة في لجان الفرقة المختلفة، ومنها أن يكون إعلاميا أو إداريا وليس بالضرورة أن يكون منشدا.

كيف هي المنافسة في المجال الإنشادي؟

- الولاء: المنافسة جميلة جدا في أي مجال من المجالات الحياتية ولكن هنا في البحرين ولحداثة التجربة الإنشادية الموسيقية لا يوجد متخصصون أكاديميون يستطيعون الإبحار في المنافسة الحقيقة لإيصالها إلى مرفأ الأمان، وما يوجد حاليا هنا هي اجتهادات شخصية لا تتعدى حدود المملكة وهذه طبعا من وجهة نظرنا.

- وعد السماء: مما لاشك فيه أن كل فرقة تطمح في أن تنافس وتتقدم على باقي الفرق بالمستوى والطرح والأداء، الأمر الذي يثير ويطور من أداء الجميع، وكانت جمعية التوعية قد تصدرت إقامة مثل هذه المسابقات بين الفرق الإنشادية ولكنها توقفت في الآونة الأخيرة، واقتصرت منافسة الفرق في مهرجان الزهراء الإنشادي الذي يقيمه سنويا المركز التعليمي الثقافي بقرية عالي بمناسبة مولد الصديقة الزهراء (ع)، وقد حصلت الفرقة على أربعة ألقاب من أصل خمس مشاركات للفرقة بالمهرجان، بالإضافة إلى حصول الفرقة على العديد من الجوائز الشرفية كأفضل نص ولحن وأفضل منشد.

مع التطوير الكبير في عالم المنتجات الصوتية والمرئية، هل استطاعت الفرقة أن تواكب هذا التطور عبر المشاركة فيها كالـ «فيسبوك» والـ «بلاكبيري» مثلا؟

- الولاء: مما لاشك فيه أن هذا الأمر بات ضروريا لجميع الفرق، ولأن المتابعين للفرق ليس مقتصرا على الموطنين، ولهذا قمنا بتأسيس موقع إلكتروني، وإنشاء صفحة بالـ «فيسبوك»، وإتاحة الفرصة للجميع بالاشتراك بالـ «بلاكبيري» الخاص بالفرقة.

- وعد السماء: من الضروري على أي فرقة أن تواكب هذا التطور واستخدام التكنولوجيا في الحقل الإعلامي مهم وضروري، وذلك لسبب بسيط هو التواصل مع مختلف الشرائح والطبقات، وإخبارهم بالمستجدات الخاصة بالفرقة أولا بأول، ولذا قمنا بتأسيس صفحة بالـ «فيسبوك» وندرس حاليا إضافة خدمة الـ «بلاكبيري» أيضا.

ما هي الآمال والطموح لكم في هذا المجال؟

- الولاء: الآمال والطموحات كثيرة تبدأ من الرغبة في تسجيل الفرقة كفرقة رسمية في وزارة الإعلام إلى الإصرار على تقديم الجديد والمميز والمفيد فيما يتماشى مع أهداف الولاء.

علما بأننا (نحن فرقة الولاء) قمنا بتنظيم وتنسيق أول مهرجان خليجي إنشادي على أرض المملكة وبعدها انطلقت الفكرة ليكون في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وهذا كان جزءًا من طموحنا لإيصال مدرسة الأنشودة البحرينية لتصبح إقليمية وعربية وإسلامية.

- وعد السماء: هو الرقي بمستوى ما نقدمه من أناشيد إسلامية واجتماعية ووطنية لكي نوصل رسالتنا في أفضل قالب وحلة للجميع، طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى.

- الولاء: هو الدعم للفرق الإنشادية حتى تنافس الخليجية والعربية، وإقامة المهرجانات والمسابقات بين الفرق حتى يتطور هذا الحقل ويتمكن من العطاء والاستمرار.