في كتابه «مرافق الوزير»، يتحدث الراحل غازي القصيبي عن قصص تكليفه بمرافقة عدد من الرؤساء والحكام في الزيارات الرسمية.
هندسة الكتاب قائمة على أساس كشف بعض الجوانب الخفية التي اكتشفها القصيبي في مرافقيه أو من التقاهم من مضيفيه. وبدأ قصصه بريتشارد نيكسون الذي كان يتصرف كإمبراطور وأطاحت به فضيحة «ووترغيت»، وخلفه جيمي كارتر الذي بدأ عهده ببيع اليخت الرئاسي لأنه يريد أن يثبت أنه قريب من الناس. ويذكر كيف كان يقدم ابنته الصغيرة إيمي لحضور المناسبات الرسمية، ما جعله مادة للتهكم بين الصحافيين ورسامي الكاريكاتير، كما كان مولعاً بتكليف أفراد عائلته بمهمات رسمية، حتى أنه أرسل بأمه العجوز ليليان وهي في الثمانين لتمثيل أميركا!
في حكايته عن سيدة الهند الحديدية انديرا غاندي، التي لا يوحي جسمها الضئيل بأي قوة أو دهاء أو حب للسلطة، وشعر بالشفقة تجاهها كأم وضعها القدر لقيادة أمة من 700 مليون نسمة. وفي حديثها معه صرحت بأنها كثيراً ما تشعر أن لديهم في الهند ديمقراطية زائدةً عن الحد»! وهي تعترف بأنها شعرت بأن صخرةً كبيرةً أزيحت عن صدرها بخروجها من الحكم، فهي لم تشعر بالراحة منذ طفولتها في كنف أبيها السياسي الكبير لال نهرو. ويكبر فيها القصيبي أنها زارت بلاده لتناقش وتبحث ولم تمد يدها بطلب المساعدات.
قصته الثالثة ينقل فيها انطباعاته عن أحد الزعماء، الذي كان يتمنى أن يقابله ويراقبه عن كثب، واضطر للوصول إليه عبر طائرة تتسع لخمسة مقاعد ليقابله في الواحات. هذا الزعيم كان يخطب في شعبه لساعات، فيكشف لهم عن أسرار الدولة وعن أسراره الخاصة. وصرح أمام الجمهور ذات مرة أن ذكاء رئيس وزرائه لا يزيد عن ذكاء الحمار! بل وصرّح مرةً أخرى أنه شك في نسبة ابنه إليه، لأنه بخصية واحدة يصعب معها الإنجاب. وفي هذه الزيارة التقى زوجة الرئيس التي كانت تحكم ولا تملك، وكشفت له كيف تم إعلان الوحدة مع دولة مجاورة باستغلال رئيس تلك الدولة مرض زوجها وأخذ توقيعه، ولما التقته طلبت منه الوثيقة وهو يتملص، فخاطبته قائلةً: «لا تحاول خداعي، فأنا أكبر من أمك، فأنا في السبعين»، ودهش القصيبي من اعترافها بعمرها الحقيقي، على غير عادة النساء!
يتحدث القصيبي بعدها عن المستشارين الألمانيين هيلموت شميت وهيلموت كول، والملكة إليزابيث والرئيس الفرنسي الطويل القامة فرانسوا ميتران، الذي اقترح له أحد الأمراء مرافقاً يكون طوله «متران»... وهكذا وقع الاختيار على القصيبي!
على أن أمتع القصص عن من أسمى نفسه «قاهر الإمبراطورية البريطانية»، الرئيس الأوغندي السابق عيدي أمين، الذي ظل في نزاع مع جارته تنزانيا ذات الحكم الاشتراكي، وكان يعيّر رئيسها يوليوس نيريري بقوله: «لو كنتَ امرأةً لتزوجتك»! مع أنه لم يكن ينقصه النساء لكثرة ما عرف عنه من مغامرات تولت الصحف الأجنبية الكتابة عنها طويلاً.
هذا الزعيم الإفريقي غريب الأطوار اقترح ذات مرة على الرئيس السوري حافظ الأسد أن يوفّر له مجموعة حماية من الأقزام، وهو ما رواه الأسد ضاحكاً بقوله: «تصوّر أقزاماً يخرجون فجأةً من تحت أقدامي لحمايتي!».
كتاب «الوزير المرافق» تقوم حبكته على سرد الحكايا والخبايا، وهذا سرّ الإثارة فيه، ترى هل أبقت وثائق وفضائح الـ «ويكيلكس» للكتّاب والوزراء والمرافقين من أسرار؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3010 - الخميس 02 ديسمبر 2010م الموافق 26 ذي الحجة 1431هـ
اقزام عاد؟
ضحتكتنا من الصبح.... هذا الزعيم الإفريقي غريب الأطوار اقترح ذات مرة على الرئيس السوري حافظ الأسد أن يوفّر له مجموعة حماية من الأقزام، وهو ما رواه الأسد ضاحكاً بقوله: «تصوّر أقزاماً يخرجون فجأةً من تحت أقدامي لحمايتي!».جمعة مباركة.
ويكيليكس والمطابخ السرية
ما كشفه ويكيليكس تعد فضائح سرية فهل ما ذكره الراحل غازي القصيبي في نفس المستوى
من القوة والأهمية
عجيبة انديرا غاندي
عجيب ... ويكبر فيها القصيبي أنها زارت بلاده لتناقش وتبحث ولم تمد يدها بطلب المساعدات. هذا هو كرم الاصل ومعنى الكرامة الوطنية.