هل تساءلتم قط لماذا يعاقب الأطفال في المجتمعات الغربية باحتجازهم، في حين نعاقب أطفالنا أو أبناءنا أو بعضنا الآخر بالطرد أو الفصل أو الإقصاء، ما شاء لكم تسميته، من فصول الدراسة، من غرف المنزل، من المنزل بأكمله، من المجتمع الصغير أو الكبير، وربما من الوطن بأسره.
هل للأمر علاقة بالطريقة التي نفكر بها، بالكيفية التي صاغت بها طريقة تكفيرنا تلك عقولنا وثقافتنا ومن ثم سلوكياتنا وموقفنا من الحياة وإشكالاتها. أظن ذلك، وليس أدل من أسلوب عقابنا!!
حين يحتجز الغرب المتمردين صغاراً كانوا أم كباراً فإنه يحرمهم حق الخروج للحياة الأوسع واكتشاف أو استكشاف الكون. إنه يحرمهم حق معرفة الأشياء حق أن يعيشوا فوضى، قد تنتهي لأن تكون فوضى خلاقة، حق أن يدمروا الأشياء بطريقة قد تخلق واقعاً أجمل. باختصار، إنه يحرمهم حق أن يكونوا مبدعين، وهو حق ربما يتوجب إضافته نصاً إلى هرم ماسلو للحاجات الأساسية وليس الاكتفاء بافتراضه متضمناً في حاجة تحقيق الذات، أو ربما ينبغي للأمم المتحدة إضافة بند خاص به، صريح بالطبع، في إعلانها العالمي لحقوق الإنسان.
تطرد مجتمعاتنا من يحاول خلق أي فوضى، لا تستثمر طاقة التمرد تلك التي قد تفضي إن أحسن استغلالها وتوجيهها إلى طاقة إبداع وتغيير نحتاجه اليوم ونحن نمر بأوضاع عربية بالية رثة. نعلم أن المطرود، غير المرغوب، المعزول، المنفي، المقصى، لن يحسن استغلال طاقة تمرده تلك، وإن حاول، إذ لا نحمل كشعوب الوعي الكافي لذلك، وإن حدث ذلك ستقف كل أنواع السلطات المجتمعية، سياسية دينية اجتماعية ثقافية، له بالمرصاد. ستقمعه تلك السلطات، تخنق أي طاقة للحياة لديه، تنسف رأسه وتخلص العالم بأسره من أفكاره الشيطانية التخريبية التضليلية البدعية (وليست الإبداعية) المنحرفة الشاذة الدخيلة على مجتمعاتنا. ربما يصل الأمر للدخول في نظرية المؤامرة فيكون من يحاول اتخاذ طريق آخر غير ما ترتأيه السلطات بكل أنواعها، عميلاً، ربما مزدوجاً، وخائناً للدين والوطن والعروبة.
نؤمن بتقديس الثقافة الجمعية مهما بليت وأكل الزمان وعليها شرب ثم «بصق» وليعذرني قارئي على استخدام هكذا عبارة، لكن للضرورة أحكام، ولضرورة المرارة أحكام أشد تسامحاً. نؤمن أيضاً؛ بل نصر على، ضرورة تطبيق النظام أي نظام، حتى لو تطلب الأمر خلق النظام الخاص بنا، فهناك نظام الدولة، نظام المجتمع، نظام العرق، نظام الطائفة، وقائمة طويلة من الأنظمة والقوانين واللوائح التي لن يكون نصيبك من محاولة مناقشتها، وليس كسرها، سوى العزل والطرد والنفي وربما رسائل الشتيمة والانتقادات الساخرة اللاذعة واتهامات بحملك لكل ما هو مخالف للذوق المجتمعي ولتوقعات وتقوقعات أبناء مجتمعك!!
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ
شعارات مرفوعه
ان نعيش في عالم متناقض فتلك هى سنة الحياه وليس من المطلوب ابدا ان نتماثل في كل شئ فالحياة ولكننا في هذا العالم وبالخصوص في عالمنا العربي دائما نرفع شعارات لا نومن بها ولا نستسيغها الى انفسنا شئنا ذلك ام ابينا ولايكمن اخفاء تلك الحقائق بملا بسنا الشفافه
إما معنا أو ضدنا
معادلة قد خطها الأقوياء في هذا العالم وللأسف إن كل صاحب سلطة يجبر الآخرين المختلفين معه أن يسيروا على نهجة وإلا التشهير والتسقيط والإشاعات تجبره على الركوع بالسجود له مذعنا. أختى الكريمة ، نحن في البحرين لدينا اناس قد نالهم الشتم والسب والتسقيط بسبب إنهم أختلفوا فكريا مع التيار السياسي العام ، فكان مصيرهم الإقصاء والتهميش بل التطفيش حتى من العمل حتى لا تقوم له قائمة