العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ

حوار تقني في أروقة «الوسط»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في نطاق دعمها الإعلامي المعتاد لأسبوع الإنترنت الخليجي استضافت صحيفة «الوسط» أمس فريقاً من اللجنة المنظمة لهذا الأسبوع.

استهل اللقاء، بحديث مشترك قاده مدير إدارة التجارة الإلكترونية بوزارة الصناعة والتجارة زهير البحارنة، سوية مع مديرة التسويق في إدارة التجارة الإلكترونية بالوزارة لينا العلوي، كان أشبه بالمداخلة المكثفة، التي تحدثا فيها عن خلفيات اختيار اللجنة «الشبكات الاجتماعية» موضوعاً لاحتفالات هذا العام، وألقيا المزيد من الأضواء على الشركاء الخليجيين المنظمين لفعاليات هذا الأسبوع وأنشطته، والعلاقات التي نسجتها اللجنة مع مختلف المنظمات المحلية والخليجية ذات العلاقة، من أجل إحياء هذه المناسبة.

تلى ذلك عرض موسع مزود بالتفاصيل حول الشبكات الاجتماعية يمكن تلخيص أبرز ما ورد فيه في النقاط التالية:

1. مجموعة من الإحصاءات التي كشفت النمو الذي تشهده هذه الشبكات، المستمدة من عدد مستخدمي الإنترنت، القريب من 1.5 مليار شخص، يتوزعون على الأنشطة التالية: يصرف الراشدون ما يزيد على 15 ساعة أسبوعياً يبحرون فيها على مواقع الإنترنت، ومن المتوقع أن يستخدم الهواتف النقالة، 35 في المئة من القوة العاملة العالمية بحلول العام 2012، عن طريق الموجات العريضة (Broad Band)، التي سترتفع حصتها إلى 91 في المئة من أسواق قنوات الاتصال بحلول العام 2013، ويدخل على موقع تويتر Twitter ثلاثة مستخدمين جدد يومياً، يقومون بنحو 50 مليون عملية يومياً، تصل حصة خدمات رجال الأعمال فيها إلى 41 في المئة.

2. تنشر الموسوعة الإلكترونية ويكابيديا 14 مليون وثيقة، يدونها 75 ألف مشارك، ويقوم بتصفحها ما يربو على 684 مليون زائر. أما «فيس بوك» الذي وصل عدد المشتركين في خدماته ما يربو على نصف مليار شخص، فهو ينعم بزيادة تصل إلى 40 في المئة كل نصف عام. وهو يحتل اليوم موقع الصدارة بين هذه الشبكات.

3. تتفاوت الخدمات التي ينعم بها زوار الشبكات الاجتماعية، بين الفردية، حيث تساهم الشبكة في الروابط الاجتماعية بين الأفراد، وتولد أنماطا جديدة من العلاقات فيما بينهم، والمؤسساتية، حيث بات العديد من الشركات والمنظمات، يلجأ إلى تلك الشبكات لتسيير أمورها الداخلية، أو لترويج المنتجات أو الخدمات التي تقدمها، دون استثناء المؤسسات الحكومية التي أصبحت تستخدم هذه الشبكات في الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تحكم العلاقات فيما بينها وبين مواطنيها، بما فيها الخدمات النفعية.

بعد ذلك، وبما أن الحضور كان من بين الطاقم الصحافي والإداري للصحيفة، أنتقل الحديث إلى العلاقة المتطورة التي بدأت تتبلور بين تلك الشبكات والشبكات الاجتماعية الإعلامية، وركز العرض على القضايا التالية:

1. نجاح المؤسسات الإعلامية الحديثة في الاستفادة من الطريق الذي بنته الشبكات الاجتماعية مرهون بقدرة تلك المؤسسات في، تحديد الجمهور الذي تخاطبه أولاً، واختيار التقنية التي تمكنها من الوصول إلى ذلك الجمهور لبناء علاقات متميزة معه ثانياً، وتحديد لغة الحوار بين تلك المؤسسات وذلك الجمهور، بما يحفظ دينامية ذلك الحوار وتفاعليته ثالثاً، وقدرة تلك المؤسسات على فرض ذهنية التشارك في المحتوى، مواد كان ذلك المحتوى أم خدمة، بين أفراد المجتمع الذي تبنيه تلك المؤسسة رابعاً.

2. مقياس كفاءة أداء تلك المؤسسات يتطلب منها: درجة عالية من الشفافية، وقدرة فائقة على نسج العلاقات المنتجة، وتشجيع زوارها وأعضائها على المشاركة في الحوار المطروح، وبناء مجتمع تخيلي متواصل، يحمل مقومات النمو والتطور، توفير محتوياتها وخدماته، في هيئة غير صعبة، وسهلة الفهم على الزوار، الذين من المتوقع أن يكونوا من أعمار مختلفة، وعلى درجات ثقافية وتقنية متفاوتة.

3. التحديات التي تواجهها الشبكات الاجتماعية، تبدأ باحتياجها إلى التشريعات القادرة على معالجة القضايا الجديدة التي ولدتها ثورة الاتصالات والمعلومات، والوعي بالأهمية التي تتمتع بها الشبكات الاجتماعية في نسيج العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع ومؤسساته، ووضع سياسة تعليمية راقية ومتطورة قادرة على مواكبة ذلك النمو الذي تشهده الشبكات الاجتماعية ذاتها.

4. المخاطر التي تثيرها الشبكات الاجتماعية مثل السلامة الفردية، والأمن المؤسساتي، بالإضافة إلى الجوانب الحضارية والتقنية. وكانت هناك وقفة مطولة أمام الأخطار الحضارية منها، حيث إنها الأكثر تعقيداً أشد تأثيراً من المخاطر الأخرى.

عرج اللقاء على تجربة صحيفة «الوسط»، ومحاولاتها في بناء شكل من أشكال الشبكات الاجتماعية الذي لم يقدر له الاستمرار والتطور، جراء انعكاس التطورات السياسية التي عرفتها البحرين خلال الأشهر القليلة الماضية، على تلك التجربة، التي لو قدر لها النجاح، لكان في الوسع تحويلها إلى منتج وطني قادر على المزاحمة، وربما الفوز، في الأسواق العالمية ذات العلاقة. وجرى الاستشهاد هنا بفوز صحيفة «الوسط» مؤخراً بجائزة أحد أفضل المواقع الإلكترونية العربية.

أثارت النقاشات التي تلت العرض الكثير من القضايا الجوهرية التي تمس الأوضاع العربية في علاقاتها مع الشبكات الاجتماعية، وكان السؤال الأكثر حضوراً هو، لماذا تأخر العرب في هذا المجال، بينما سبقتهم على الطريق ذاته، أمم صغيرة، ذات موارد مالية محدودة، من مستوى دول الشرق الأقصى، وعلى وجه الخصوص سنغافورة؟

وانتهت النقاشات حول هذه المسألة إلى سببين رئيسيين هما:

1. نظام التربية والتعليم العربي، الذي يبدأ من المنزل، ويعرج على المدرسة، وينتهي عند الانتقال من مقاعد الدراسة، إلى أروقة العمل. جميع هذه المراحل، ليس هناك فيها ما يشجع الإبداع أو الابتكار، وكلاهما ركيزة أساسية من ركائز صناعة تقنية الاتصالات والمعلومات. وعند تناول البرامج التعليمية، كانت هناك إشارة إلى استمرارها في المنهج التلقيني، الذي لا يتناسب ومتطلبات المجتمع المعرفي الذي تسير جوانب كثيرة منه الشبكات الاجتماعية.

2. الأنظمة السياسية العربية القائمة، التي تضع المواطن العادي في موقع المتهم دائماً، ما يولد لديه شعوراً ذاتياً بالخوف من المعلومة، دع عنك معالجتها، وتصنيعها، والتشارك فيها مع الآخرين، وهو ما تحتاج إليه الشبكات الاجتماعية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً