قال مصدر في جماعة «الإخوان المسلمين» بمصر وبيان لحزب «الوفد» المعارض أمس (الأربعاء) إن الجماعة والحزب قررا مقاطعة الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المزمع إجراؤها يوم الأحد المقبل.
وقال مصدر الجماعة لـ «رويترز» إن الجولة الأولى من الانتخابات «زورت» لمصلحة الحزب الوطني الحاكم. فيما قال حزب الوفد في بيان على الإنترنت: «أعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد انسحابها من انتخابات الإعادة». ومن جهته، أكد حزب «التجمع» المعارض أنه يبحث حالياً قرار الانسحاب أو الاستمرار في جولة الإعادة.
ورفضت القاهرة أمس الموقف الأميركي الذي انتقد سير الانتخابات، معتبرة أنه «تدخّل غير مقبول في شئون مصر الداخلية».
القاهرة - أ ف ب، د ب أ
رفضت مصر أمس (الأربعاء) الموقف الأميركي الذي انتقد سير الانتخابات التشريعية المصرية معتبرة أنه «تدخل غير مقبول في شئون مصر الداخلية». وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان تسلمت وكالة «فرانس برس» نسخة منه «عن رفضه لما ورد بالبيانين الصادرين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتخابات التشريعية باعتباره تدخلاً غير مقبول في شئون مصر الداخلية».
وأضاف أنه «من المؤسف أن يتم إصدار هذه البيانات من دون انتظار إعلان اللجنة الانتخابية النتائج النهائية للجولة الأولى» من الانتخابات التي جرت يوم الأحد وأظهرت نتائجها التي أعلنت الليلة قبل الماضية فوزاً كاسحاً للحزب الحاكم. وقال المتحدث إن «ذلك يكرس الانطباع بوجود مواقف أميركية سلبية ومسبقة من الانتخابات التشريعية المصرية».
كما أبدى المتحدث المصري «الاستياء مما تضمنه كلا البيانين من مغالطات واضحة ومزاعم بشأن تقييد الحريات الأساسية والإعلامية خلال العملية الانتخابية وهو الأمر الذي يتنافى مع ما شهدته الانتخابات من منافسة محتدمة وفرص متكافئة لكل القوى السياسية»، بحسب البيان. ودعا المتحدث باسم الخارجية إلى عدم إعطاء فرصة «للمتربصين بالعلاقات الوثيقة» بين البلدين.
وأهاب المتحدث في هذا السياق «بالدوائر الأميركية المهتمة بمتابعة الشأن المصري توخي الموضوعية والحذر في مواقفهم وردود أفعال حتى لا نعطي الفرصة للمتربصين بالعلاقات الوثيقة بين البلدين القائمة على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة على المستويين الثنائي والإقليمي».
وكان البيت الأبيض والخارجية الأميركي أعربا عن «خيبة أمل» إزاء طريقة إجراء الانتخابات التشريعية في مصر، ووصفا بـ «المثيرة للقلق» الأنباء التي أشارت إلى وقوع تزوير خلال هذه الانتخابات.
وتطابقت النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات في مصر للجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأدنى في البرلمان) مع التوقعات السابقة، وأظهرت فوزاً كاسحاً للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وفقاً للنتائج التي أعلنت الليلة قبل الماضية، فاز الحزب الوطني بـ 207 على الأقل من مقاعد المجلس البالغ عددها 508 مقاعد من الجولة الأولى بواقع أكثر من 41 في المئة. كما أنه من المؤكد أن الحزب الحاكم ضمن الحصول على نسبة 22 في المئة أخرى في جولة الإعادة حيث يتنافس اثنان من مرشحي الحزب على المقعد نفسه في العديد من الدوائر. ولم تشهد الجولة الأولى فوز ولو مرشح واحد من مرشحي جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة والتي كان لها 88 مقعداً في المجلس السابق.
إلا أن النتائج تشير إلى خوض 26 من مرشحي الجماعة، الذين يتنافسون كمستقلين، جولة الإعادة المقررة يوم الأحد المقبل.
إلى ذلك، قال مصدر في جماعة «الإخوان المسلمين» بمصر وبيان لحزب «الوفد» المعارض أمس إن الجماعة والحزب قررا مقاطعة الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المزمع إجراؤها يوم الأحد المقبل.
وقال مصدر الجماعة لـ «رويترز» إن الجولة الأولى من الانتخابات «زورت» لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك. وأفادت جماعة «الإخوان» أمس الأول (الثلثاء) بأنها تبحث الانسحاب بعد فشل مرشحيها في الفوز بأي مقعد في الجولة الأولى التي أجريت يوم الأحد. وقال حزب الوفد في بيان في موقعه على الإنترنت «أعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد انسحابها من انتخابات الإعادة».
وأضاف «سادت حالة من التذمر والاستياء والغضب داخل لجان الوفد بالمقر الرئيسي (في القاهرة) و(مقار) المحافظات احتجاجاً على أعمال العنف و البلطجة والتزوير التي شابت انتخابات مجلس الشعب». وتابع البيان «يعقد المكتب التنفيذي لحزب الوفد اجتماعاً طارئاً في الواحدة ظهر الخميس لإعلان قرار الانسحاب». وكان رئيس الحزب، السيد البدوي شحاتة هدد قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات بالانسحاب من جولتها الثانية إذا وقع تزوير.
وتقول اللجنة العليا للانتخابات إن العملية الانتخابية كانت في مجملها نزيهة وإن هناك تجاوزات يجري التحقيق فيها لكن منظمات تراقب حقوق الإنسان قالت إن تجاوزات واسعة وقعت وشملت الاقتراع نيابة عن ناخبين غائبين وترهيب مؤيدي مرشحين معارضين والتعدي عليهم.
العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ