العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ

استبشري خيراً

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2010 سوف تتبوأ تشكيلة جديدة من العضوات، نسبة لا بأس بها من مقاعد «المجلس الأعلى للمرأة»، حددها الأمر الملكي رقم 44 لسنة 2010.

علامة فارقة يمكن أن يلحظها من يطالع قائمة العضوات الجديدات اللواتي انضممن إلى المجلس لدورته المقبلة، التي سوف تستمر للسنوات الثلاث القادمات، من أمثال خلود السعد، ومريم جمعان، ودلال الزايد، والمتكاملة مع الخطوة التي مست هيكله الإداري، هي الروح الشبابية التي تسود تلك التغييرات، وكان أولها تعيين هالة محمد الأنصاري أميناً عاماً للمجلس.

لكن هناك قضايا أخرى تستوجب التوقف عندها في تشكيلة المجلس الجديدة، والمستمدة من هذا المنحى الشبابي، والتي يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:

1. انسجاماً مع الروح الشبابية التي تحدثنا عنها، يمكن أن نضيف للقائمة الشبابية الجديدة، مجموعة أسماء أخرى قديمة مثل وزيرة التنمية فاطمة البلوشي، والشيخة حصة الخليفة، والشيخة وصال الخليفة.

هذه الكتلة، مع تلك الجديدة المعينة أخيراً، بالإضافة إلى يفاعة سنها، تملك بين يديها مجموعة متكاملة من الخلفيات الأكاديمية التي يحتاجها المجلس، التي تمتد من الهندسة وتقنيات المعلومات، كي تصل إلى إدارة الأعمال، هذا إلى جانب الخبرة المهنية التي استقتها عضواتها من الأعمال التي يمارسنها أو الوظائف التي يشغلنها. ونستثني من هذه الكتلة الشبابية الأمين العام الجديد هالة الأنصاري التي من الطبيعي أن يكون دورها شبيهاً بقوس القزح القادر على امتصاص الألوان الخام جميعاً، أي طاقات تلك الكفاءات، وتحويلها إلى كتل لونية أخرى أشد تناسقاً، وأكثر جدوى وفعالية على أرض الواقع النسائي البحريني. وإذا ما أردنا تحديد التكامل الأكاديمي والمهني، القائم بين هذه المجموعة الشبابية، فيمكن أن نكتفي بالإشارة إلى تلك العلاقة العميقة بين عضوتين هما مريم جمعان وفاطمة البلوشي، فالأولى مهندسة وتعمل اليوم في مجلس التنمية، والثانية تقنية وتشغل منصب وزيرة. وليس هناك أفضل من رقصة تانغو سريعة الخطوات يؤديها هذا الثنائي، وبالرشاقة وخفة الحركة المطلوبتين، كي يربط بين زوايا مثلث النهوض بالمرأة البحرينية (وزارة التنمية، ومجلس التنمية، والمجلس الأعلى للمرأة)، من أجل تعزيز دورها في عملية التنمية، ومساهمتها في تأهيل سوق العمل البحريني، والمرأة في القلب منه، كي يضع البحرين على خارطة البلدان الصغيرة الناهضة اقتصادياً (Emerging Markets)

2. استطراداً للدور الجديد المتوخى من المجلس الجديد، نجد فريقاً متكاملاً مختلف، هو الآخر، يجمع بين فوزية الصالح وندى حفاظ وبهية الجشي القادمات من مجلس الشورى، إلى جانب خبرتهن في التعليم، ومعرفتهن بمداخل بيروقراطية القطاع العام، وهن أيضاً يشكلن، إن شئن، ثلاثياً ناجحاً، بوسعه أن يحقق الترابط المطلوب بين المجلس الأعلى، ومجلس الشورى، والسلك التعليمي. وليست هناك حاجة للاستطراد لإثبات مدى حاجة المرأة البحرينية إلى الشورى للتشريع، والمؤسسات التعليمية للتأهيل، والمجلس الأعلى للتنسيق.

3. واعترافاً بدور العضوات القديمات، فمن الطبيعي أن تستعين الوجوه الجديدة بتلك القديمة التي اكتسبت خبراتها التي لا يمكن الاستغناء عنها من أجل الانطلاق نحو التغيير، وهنا نصل إلى الملف السياسي فمن الطبيعي أن تشكل منيرة فخرو وعائشة مطر وفضيلة المحروس، فريقاً هو الآخر بحوزته ذخيرة سياسية تاريخية حية، استقتها الثلاث من خلال انخراطهن في العمل السياسي، وخاصة في المرحلة الطلابية. وبوسع هذا الفريق، دون تجاوز الإطار السياسي الذي يحكم المجلس وخططه التي يضعها، وبرامجه التي ينفذها، أن يمد المجلس بالبعد السياسي الصحيح الذي هو في أمس الحاجة له.

4. استكمالاً لخارطة التغيير، نصل إلى الأمين العام الجديد هالة الأنصاري، التي راكمت، بحكم عملها منذ تأسيس المجلس الأعلى، خبرة غنية، جاء اليوم الذي ينبغي أن تنقلها أنامل هالة من مرحلة الاختمار والتفكير، إلى منصة التحضير والتنفيذ، عبر ممارسات يومية حية تعزز من الإيجابيات وتقلص من السلبيات. ومما لا شك فيه أن يكون اليوم بين يدي هالة ملف كبير يحتوي على رؤيتها الحاضرة ونظرتها المستقبلية من أجل إطلاق مجلس أعلى يغرف من تجربة الماضي، ويعزز خطوات الحاضر، ويرنو بنظره نحو أفق المستقبل اللامحدود.

تخاطب التشكيلة الجديدة للمجلس المرأة البحرينية، مناشدة إياها أن تستبشر خيراً بها، فتمنحها المزيد من الثقة التي تحتاجها. وبالمقابل، وفي ضوء التحولات الجديدة، تتوقع المرأة البحرينية أن يكون المجلس الأعلى، بتركيبته الحالية، الأم الحنون الحاضنة للعمل النسائي البحريني، والقادرعلى أن يسمو على كل ما هو صغير، وغير إستراتيجي، بحكم نظرته الأوسع أفقاً ورؤيته الأكثر شمولية. ويمكن أن نرصد أدناه، دونما أبوية، أو تسلط «جندري»، بعض المهام الملحّة التي نعتقد أن المرأة البحرينية تتطلع نحو المجلس من أجل التركيز عليها، وإعطائها الاهتمام الذي تستحقه.

1. تطوير العلاقة القائمة حالياً بين المجلس الأعلى والمرأة البحرينية، من خلال تعزيز العلاقات مع القطاع النسائي الأكثر حاجة للدعم والمساعدة على الصعد كافة، اجتماعية كانت أم اقتصادية، من خلال تطوير قنوات الاتصال والتواصل بين الطرفين وعبر أسس راسخة وراقية.

2. الارتقاء بالأداء السياسي للمرأة. فمن الضرورة بمكان أن يبدأ المجلس من الآن في التخطيط لإيصال أكبر عدد من العناصر النسائية الكفوءة إلى أروقة المجلس النيابي. ليس هناك من ينكر دور المجلس في وصول المرأة إلى الكثير من المناصب السياسية التي تبوأتها، وزيرة كانت أم عضوة في مجلس الشورى. لكن طموح المرأة البحرينية يتجاوز ذلك، وهي لا تكفّ عن التطلع نحو مقاعد، وليس مقعداً يتيماً، في المجلس النيابي. وكي تصل المرأة البحرينية إلى تحقيق هذا الهدف، هناك الكثير من الجهد الذي ينبغي أن يبذله المجلس الأعلى من أجل تجاوز العقبات الحضارية، قبل المادية، التي تقف حاجزاً بين المرأة البحرينية وقبة البرلمان.

3. وحدة الحركة النسائية البحرينية، فرغم الخطوة الجريئة الإيجابية التي ولدت الاتحاد النسائي، لكن هذه الخطوة لاتزال، منقوصة، وبحاجة إلى من يكسو عظمها لحماً، كي يتحول الاتحاد، هو الآخر، إلى حاضنة من نمط مختلف، يتكامل مع المجلس الأعلى للمرأة، فيعملان سوية، وبخطوات متناغمة لما فيه وحدة الحركة النسائية البحرينية وتقدمها. ومن الطبيعي أن يكون المجلس بتركيبته الجديدة مستوعباً لطبيعة العقبات السياسية والمجتمعية، المطالب هو بحكم موقعه القيادي في الحركة النسائية، بعدم الاستسلام لها، وتذليل الصعاب أمام الجمعيات النسائية كي تمتلك القدرة على تجاوزها.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:59 ص

      رد على زائر 3

      أنا وبأسم كل إمرأة +زوجة+أم +عاملة اتمنى أن ينظر الينا بعين الرحمة-رفقاً بالقوارير-كما قال رسولنا الكريم .نتمنى أن ينظر الينا بتلك النظرة التي أكرمنا فيها القرآن..نحن نصحو كل يوم لتستهلكنا الحياة -نرعى أطفالنا -نداري أزواجنا-نعمل بكد -نهتم بالمنزل وبتفاصل حياتنا العائلية صغيرها وكبيرها -سنوات لا نكل ولا ننتظر حتى نظرة شكر -ولكننا انهكنا ..الى متى نعامل على أننا نساوي الرجل بينما ما نقوم به كل يوم أضعاف أضعاف ما يقوم ب0 10 رجال-هديتنا التي نتمنى تقاعد مبكر منصف

    • زائر 3 | 3:49 ص

      نطالب نحن الرجال بــــــ «المجلس الأعلى للرجل»

      نطالب نحن الرجال بــــــ «المجلس الأعلى للرجل» على غرار مجلس النساء ، لان النساء قوامات على الرجال بعكس الآية الكريمة .

    • زائر 2 | 1:55 ص

      نستبشر خيرا؟؟!!!!

      دعاية مجانية

    • مواطن مستضعف | 1:47 ص

      هل كيف؟

      بسم الله الرحمن الرحيم
      عوفيت يا أستاذي الكريم
      مجلسٌ مُفصلٌ تفصيلا .. مٌشكّلٌ تشكيلاً .. مُعيّن تعييناً ... أوَ هل تأمل أن يأتي بنتاج .. يخالف هوى و أمر من فصّله و شكّله و عيّنه؟!!

      مواطن مستضعف

    • زائر 1 | 7:45 م

      نطالب المجلس بدراسة المواقع وكيفية وصول بعض النساء إلى وظائف أكبر من مؤهلاتهن

      حسب الأنظمة سنوات الخبرة والمؤهل هي المرتكز الأساسي للحصول على المنصب الاداري ،،، ونطالب المجلس الأعلى بعمل فحص على المؤسسات والدوائر في القطاعين ومعرفة سبب تبوأ بعض النساء بمناصب أكبر بكثير من قدراتهم وخاصة إذا تدخلت أمور أخرى في دفع بعض النساء إلى مناصب أكبر مما يستحقونه

اقرأ ايضاً