اليوم 1 ديسمبر/ كانون الأول، هو عيد المرأة البحرينية، وقد رُفِع الشعار منذ سنتين تحت «قرأت، تعلّمت، وشاركت»، وما أجمله من شعار يعبّر عن المرأة البحرينية، التي كافحت منذ سنين عديدة.

لقد قرأت البحرينية من زمن جدّاتنا وتعلّمت فنون الحياة، وشاركت في صنع التاريخ، وأثبتت للجميع تفوّقها الدائم إلى يومنا هذا، وليس التفوّق في رصد الجوائز، بل التفوّق في مواصلة مسيرة الحياة على رغم الصعوبات، فهي المكافحة وابنة المكافحين، وهي السياسية سليلة المناضلين، وهي الأم الحنون على تلك الدولة الصغيرة القابعة في القلب قبل أن تكون في خريطة العالم.

بدأت المرأة البحرينية مشوارها عن طريق دراسة القرآن الكريم وتعلّم علومه الشرعية، ومن ثمّ انتقلت إلى المدارس النظامية، وبعد ذلك شاركت في الميدان لتخرج مع الرجل جنباً إلى جنب، ومازالت المرأة البحرينية تعطي وتعطي مع الرجل عمرها وحياتها وكيانها من أجل حب الوطن.

وفي هذا الخصوص، لابد لنا أن نشكر كل بحرينية قامت وحاولت وضع بصماتها من أجل تطوير المجتمع البحريني الراقي، بل ونقبّلها على رأسها على ما تخلّل حياتها من تعثّر ومصاعب وتحدّيات من أجل أهداف سامية، ويا ليت هدايانا تسبق كلماتنا في التعبير عن فرحنا بعيد المرأة البحرينية.

ولكن هموم المرأة البحرينية مازالت لم تحل، وملفّاتها مازالت تحتاج إلى تعديل، واليوم هو يوم مهم من أجل فتح هذه الملفّات والقضايا في شأن المرأة البحرينية، وباعتقادنا بأن الوقت قد حان للتغيير الهادف في صالح البحرينية.

ملف التقاعد الذي تطمح إليه البحرينية، وذلك بتقليل مدّة سنوات الخدمة، فبدل أن تكون 25 عاماً، أولى أن تكون 15 عاماً لمَن تريد المضي في التقاعد، حتى تتفرّغ للأسرة التي ستحرص على إكسابها حب الوطن والولاء له. ولنا في هذا الملف الكثير من المناقشات والتساؤلات التي قد تُفيد أصحاب الشأن، ليتّخذوا قراراً حاسماً في شأن تقاعد المرأة البحرينية، وسنتطرّق إليه في أعمدة مستقبلية أخرى.

أما الملف الثاني والمهم، هو الملف الذي حرصت عليه والدتنا سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، بتعديل قانون الأحوال الشخصية، بحيث يُعطي المرأة حقوقها الكاملة، ضد العنف الأسري وإساءة معاملتها، أو في حقّها للحصول على الطلاق وعلى المسكن والأبناء.

وإذ إنّنا في هذا المحفل نشكر سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة على اهتمامها بالمرأة البحرينية وقضاياها، نتمنّى من المسئولين في الدولة بتسريع اتّخاذ القرارات في هذين الملفّين المهمّين للمرأة البحرينية.

عطاء البحرينية لم يتوقّف يوماً عن مواصلة المسير، على رغم من انشغال شاباتنا هذه الأيّام بأمور أخرى غير التي تطمح إليها نساء البحرين، إلاّ أنّ الأمل كبير في انضمام الشابات الى مسيرة العطاء والمواصلة على ما قامت به البحرينية من أجل رقي المجتمع.

فلطالما كنّا السبّاقات إلى العمل التطوّعي وإلى زيادة العلم، وهناك كثيرات ممّن طبعت اسمها في التاريخ البحريني، وتشهد لها الأرض قبل الناس بما قامت به من عطاء اتّجاه الأسرة والمجتمع والوطن.

فشكراً لك أيتها البحرينية في عيدك اليوم، فأنت شرف لنا كل يوم، ومن خلالك قام الرجال والنساء بتأدية الواجب للأجيال القادمة، فلا تتقاعسي لأنّ دورك بقدر الأهمّية التي كانت عليه في السابق، وواصلي ما تقومين به، إذ إنّ إيماننا بأنّ الواجب الذي تؤدّينه هو خير مثال للأجيال القادمة.