ستصادف السنة المقبلة الذكرى السنوية الثلاثين لظهور وباء متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وتوفر هذه اللحظة البارزة فرصة للتأمل - وتجديد عزمنا.
فلقد تسبب مرض الإيدز، على مدى العقود الثلاثة الماضية، في معاناة وهلاك يعزان عن الوصف. لكن وعلى مر السنين ترددت على الألسن سيرة المجتمع العالمي وهو يتحد بهمة للتصدي للداء وإنقاذ الأرواح.
ولقد بدأت تتضاءل أعداد الأشخاص الذين يصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. فقد حصل ملايين الناس على فرص الاستفادة من علاج الفيروس. وتمكن المزيد من النساء من وقاية رضعهن من الإصابة بالفيروس. ويجري في العديد من البلدان رفع قيود السفر المفروضة على الأشخاص الذين يتعايشون مع الفيروس - إذ بدأت وصمة العار تتلاشى - ولو ببطء شديد، لتحل محلها مشاعر الشفقة وإقرار حقوق الإنسان.
وبالالتزام والتضامن، تساعد هذه الحركة العالم على تخطي وباء الإيدز. وهكذا تمكنا في نهاية المطاف من تحقيق الشطر الأول من الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية، بوقف انتشار الفيروس وبدء انحساره. وما علينا إلا أن نواصل شق طريق جديد وجريء بكل إقدام.
إن هدفنا المشترك واضح وهو تعميم الاستفادة من جهود الوقاية من الفيروس ومعالجته وتوفير الرعاية والدعم للمصابين به. ويتعين علينا أيضا أن نعمل على ضمان استدامة جهود التصدي للإيدز.
والآن وقد دخلت هذه الأزمة عقدها الثالث، لنضع نصب أعيننا تحقيق هدف «الخلو من ثلاث»: الخلو من أي إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، والخلو من أي تمييز والخلو من أي وفاة ذات صلة بالإيدز. فلنتعهد، في هذا اليوم العالمي للإيدز، بالعمل جميعاً من أجل تحقيق هذه الرؤية لفائدة كل سكان العالم.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ