العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ

«تقاعد المنتخب»... وضربة البداية... واستجماع القوى!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أن منتخب البحرين الأول لكرة القدم وصل إلى سن «التقاعد الكروي» ببلوغه عمر الأربعين عاماً في بطولات الخليج بالتمام والكمال (من العام 1970 حتى 2010) دون أن يتذوق طعم ذهبها، وها هو السيناريو الحزين يتكرر مجدداً في الخروج الخليجي الحزين بالخسارة المريرة أمام الإمارات أمس وكأنها أكدت وصول منتخبنا إلى سن التقاعد!

بصراحة وكتبنا ذلك في مثل هذه السطور أنني من ضمن غير المتفائلين أو ممن يعلقون الكثير على منتخبنا في خليجي 20 لأسباب عدة أبرزها الظروف الصعبة التي واجهها المنتخب قبل هذه البطولة من تغيير الجهاز الفني والغيابات الكثيرة في صفوف الأحمر، لكن ثمة تفاؤل لاح في الأفق مجدداً بعد الصورة التي كان عليها المنتخب البحريني في مباراته أمام العراق وخصوصاً أن المنتخب الإماراتي ليس بذلك الفريق القوي بيد أن ذلك التفاؤل سرعة ما تبدد في لقاء يفترض - مازلت أصرّ - أن يكون فيه المنتخب البحريني صاحب المبادرة والتفوق لو ظهر الفريق على الأقل بمستواه في مباراة العراق.

وما حدث بالأمس كان سيناريو غريبا وغير في الحسبان ولم يتوقعه حتى الإماراتيين أنفسهم عندما وجدوا أنفسهم متقدمين بهدفين في أول 8 دقائق بكرات ثابتة تكررت معها أزمة الكرات الثابتة التي كنا ومازلنا نعاني منها منذ سنوات، وذلك في سيناريو ساهم بصورة كبيرة في التأثير على الوضع الفني والنفسي لمنتخبنا الذي بدا كمن صب عليه ماء بارداً وأحتاج إلى وقت طويل ليفيق من الصدمة لكنه ظل يتهاوى وكمن يبحث عن نفسه على رغم هدف التقليص الذي سجله فتاي فكانت حسنته الوحيدة في المباراة والبطولة.

أعتقد أننا خسرنا «نفسياً» وليس «فنياً» في مباراة الأمس بسبب ضربة البداية الإماراتية التي نالت من منتخبنا كثيراً وخصوصاً أنه كان مطالباً بالفوز فقط، واستفاد منها كثيراً الفريق الإماراتي الذي لم يكن يتصور هذا السيناريو الذي حسم الأمور والحسابات مبكراً وتحولت إلى أشبه بمباراة ودية ثقيلة وتأدية واجب علينا ليس أكثر لدرجة أننا تمنينا انتهاءها قبل موعدها!

الكثيرون طالبوا مدرب منتخبنا سلمان شريدة بتفعيل الناحية الهجومية باللعب بمهاجمين وفعل ذلك بالأمس بإشراك عبدالله الدخيل بجانب إسماعيل عبداللطيف ولعب بطريقة 4/4/2 لكن «ضربة البداية» أصابت منتخبنا في مقتل وبعثرت الأوراق وضيعت الخطط وظل منتخبنا أشبه بعداء سباق 5000 متر يسابق الزمن والمسافات من أجل اللحاق وتقليص الفارق الكبير، وحتى عندما نظر شريدة إلى من يجلس بجانبه على كرسي الاحتياط من أجل تغيير واقع الحال فإنه لم يجد سوى عناصر شابة لم يسبق لها خوض هذه المواجهات والظروف الصعبة.

ولأنه لا فائدة من مناقشة تفاصيل أخطاء المباراة والخسارة بعدما وقع الفأس في الرأس، ولأن سيناريو الإخفاق ليس بالجديد على منتخبنا وحدث لنا طيلة 40 عاماً مع مدربين وأجيال كثيرة و»متعودة»، فإنه من الإنصاف ألاّ نبحث عن «كبش فداء وضحايا» لنرمي عليهم تهم الهزائم والإخفاق الخليجي سواء المدرب سلمان شريدة الذي قبل المهمة الصعبة وعاندته الظروف أو الحارس عباس أحمد أو المدافعين لأن ما شاهدناه في صورة الأحمر في اليمن كانت «مشوشة» وغير واضحة الملامح وهي باختصار عملية «استجماع قوى» لم تنفع في إظهار المنتخب بصورة أفضل في ظل الظروف العامة المحيطة بالمنتخب في هذه المشاركة الاستثنائية والأسوأ أداءً ونتائجاً في مشاركاتنا الأخيرة.

ولأن الإخفاق الخليجي ليس بالجديد والغريب فإنه من الأجدى الآن أن نخوض عملية «استجماع قوى» ثانية من أجل إعادة ترتيب المنتخب فنياً ونفسياً قبل مشاركته المقبلة في كأس أمم آسيا في قطر بعد شهر واحد وخصوصاً أن هناك متغيرات عدة في صفوف المنتخب بعودة مجموعة من العناصر الغائبة وألا يصيب الإخفاق الخليجي المسئولين بالإحباط في ضرورة الاستمرار في الوقوف مع المنتخب وقيادته الوطنية برئاسة التي يجب ألاّ يكون الإخفاق انعكاساً سلبياً على وضع المنتخب في المرحلة المقبلة وخصوصاً مع ردة الفعل واللغط المنتظر في هذه الفترة، وأن المطالبة بالنتائج الإيجابية لا تحدث بـ «البركة ودعاء الوالدين» فقط، بل يجب أن تكون هناك أرضية وظروف مناسبة أمام المنتخب تساعده على تقديم المستويات المشرفة والنتائج الإيجابية.

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً