أبدت مجموعة من الأطباء الجدد حديثي التخرج تخوفها من إصدار إدارة التدريب قراراً بعقد امتحان ثانٍ لمزاولة المهنة على رغم أن مجموعة من الأطباء الجدد أنهوا الامتحان بنجاح (BML Exam) فوجئ الأطباء الجدد بقرار إعادة الامتحان على رغم أن 40 من مجموع 90 طبيباً نجحوا فيه والناجحون كانوا ينتظرون مقابلات التوظيف في مجمع السلمانية الطبي.

وتساءل أحد الأطباء عن أسباب «عدم تقديم هذا الامتحان لدفعة الأطباء الجدد في العام الماضي؟، عندما كان ابن أحد مسئولي الوزارة والذي حصل على مقعده بين أطباء القسم الذي يريده؟».

كما تساءل الأطباء «هل سيحد مثل هذا الامتحان من ظاهرة تدخل الواسطات في توظيف أبناء الأطباء وأبناء مسئولي وزارة الصحة في إعطائهم التخصصات التي يريدونها على رغم وجود منافسة وعلى رغم وجود الأكفأ منهم أحيانا؟».

وقالت طبيبة أخرى «نحن نعرف ما يحدث في الأوساط الطبية من واسطات للحصول على وظائف مثال على ذلك قسم أطباء (...) على سبيل المثال فلم لم تقترح إدارة التدريب هذا الامتحان من قبل؟، وما الجدوى من تقديم امتحان ثانٍ مشابه لما قدمناه مؤخراً؟».

وتساءلت الطبيب: «هل القصد تصفية الأطباء المتقدمين إلى النصف مثلاً؟، وحتى هذا الامتحان المزعوم لماذا لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي حتى نستعد له، إذ إننا عندما راجعنا مكتب التدريب في الوزارة قيل لنا إن مسئولة التدريب مسافرة!، ولا نستطيع أن نتأكد من وجود هذا الامتحان إلا بقرار منها».

واستطردت «ما هذا الاستخفاف بمصائرنا ومستقبلنا؟، نحن نسمع يومياً بالضغط في قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي وتأخر الأطباء في معاينة المرضى وهو شيء واقعي ومتوقع بسبب قلة عدد الأطباء بالنسبة إلى العدد الهائل من المرضى المترددين على مجمع السلمانية الطبي».

وتساءلت: «لماذا يتم تأخير توظيفنا ووضع العراقيل عمداً، أليس بالأحرى النظر في مصلحة المرضى، والإسراع في توظيفنا بشكل أسرع لكي يخف الضغط وتتحسن جودة الخدمات الصحية المقدمة في المملكة؟».

من جهتها حاولت «الوسط» الحصول على رد من وزارة الصحة إلا أنها لم توفق في ذلك، ولم يصلنا أي رد منها حتى وقت كتابة الخبر.

وخاطب نائب رئيس جمعية الأطباء البحرينية علي ميرزا القيم وزارة الصحة والوكيل المساعد لشئون التدريب فوزي أمين بمرئيات الأطباء الجدد بعد أن اجتمع بهم في مقر الجمعية واستمع لشكواهم والأهداف التي يرتئيها قسم التدريب من هذا الامتحان، ولفت إلى أن « الأطباء يرون أن هذا الامتحان ما هو إلا زيادة أعباء على الطبيب البحريني وتعطيل وعدم استقرار وظيفي للطبيب، لذا نأمل أن ينظر الوكيل المساعد للتدريب في هذا الموضوع ودراسة حيثياته مع المعنيين في إدارة التدريب من دون الحاجة إلى عقد هذا الامتحان كما كان في السابق، واعتماد المعايير العالمية في اختيار الوظائف التدريبية».

وقال القيم: «التقت الجمعية مؤخراً عدداً من الأطباء حديثي التخرج والمجتازين بنجاح امتحان مزاوله المهنة الذي عقد في شهري مارس/ آذار وأكتوبر/ تشرين الأول خلال العام الجاري 2010، بعد طلب هؤلاء الأطباء من الجمعية التدخل لدى وزارة الصحة عن إجراءات القبول في وظائف الأطباء المتدربين (STRP) بحضوري وحضور عضو مجلس الإدارة طارق الشوربجي».

وعبر الأطباء الجدد خلال اللقاء عن قلقهم الشديد من خبر مفاده أن قسم التدريب بوزارة الصحة بصدد إجراء امتحان ثانٍ للأطباء قبل دخولهم البرنامج التدريبي ما يشكل ضغطاً على الأطباء وخاصة أنهم أنهوا امتحان مزاولة المهنة بنجاح قبل أقل من ستة أسابيع.

وعرض القيم رأي الجمعية في الموضوع على الأطباء الجدد قائلاً: «إن عقد امتحانات على أساس المعلومات الطبية هو أمر يدعو إلى الدراسة، إذ إن معظم الوظائف التدريبية محلياً وعالمياً تعتمد على تقييم الأقسام للأطباء والانضباط الوظيفي والبحث العلمي والتقييم الشخصي والعمل التطوعي كشروط لدخول البرامج التدريبية وليس على كم المعلومات التي يختزنها الطبيب والتي تم اختبارها في امتحان مزاولة المهنة وتم تقييمه عليها».

وثمن القيم ثقة الأطباء الحاضرين في اللقاء في جمعية الأطباء البحرينية في حل مشاكلهم المهنية وثقته في استمرار العلاقة التشاورية بين جمعية الأطباء البحرينية ووزارة الصحة دعماً للخدمة الصحية في المملكة.