رحلت منذ أيام رائدة العمل التربوي والاجتماعي والخيري السيدة الفاضلة سلوى العمران بعد رحلة عطاء للبحرين بلغت أكثر من نصف قرن.
لم يتعود المجتمع البحريني في الأربعينيات على رؤية النساء المتعلمات السافرات باحتشام... عندما جاءت السيدة سلوى العانوتي من لبنان العام لتعمل كمدرسة حساب ولغة عربية في مدرسة «خديجة بنت خويلد»... فرضت احترامها على المجتمع برزانة تصرفاتها وحازت على إعجاب من عرفها... وكان والدي أحدهم... فقد كان رحمه الله متفتحاً فكرياً ويعتقد أن المرأة تستطيع أن تعمل وتمارس العمل الخيري وأن تكون سافرة... لإنها تفرض احترامها على من حولها بخلقها الفاضل.
وعندما ولدتني أمي لم يجد والدي أفضل من اسم سلوى لكي يطلقه عليّ لإنه أراد ابنته أن تبرز في المجتمع كعاملة في المجال الخيري اقتداء بالسيدة الفاضلة سلوى التي أصبحت بعد زواجها من السيد أحمد العمران تعرف باسم سلوى العمران.
وعندما أنجبت ابني الأول بحثت له عن روضة تهتم به أثناء غيابي عنه في العمل... وسعدت كثيراً عندما وجدت روضة «دار الحضانة» وكانت أول روضة في البحرين... قامت بإنشائها السيدة سلوى العمران من خلال جمعية رعاية الطفل والأمومة العام ... إذ لم تكن هناك رياض فأخذته إليها في العام وقامت بافتتاح ثلاث رياض أخرى وحضانة لخدمة النساء العاملات لإيمانها بأهمية تعليم طفل ما قبل المدرسة بمساعدة بقية عضوات الجمعية... ولم تكتفِ بذلك وإنما وضعت خطة لتأهيل مربيات الرياض والحضانة داخل وخارج البحرين مستعينة بوزارة العمل واليونسكو واليونسيف والمجلس النسائي البريطاني.
لقد تربت السيدة سلوى العمران في بيت يحب الخير في بلادها لبنان، حيث كانت والدتها تعمل في جمعية خيرية... وكانت أم مثالية لأبنائها السبعة... لذلك تسلل إلى نفسها هذا الحب بطريقة عفوية وسلسة... فكانت تتصرف بخلق رفيع وتفعل الخير في حياتها اليومية بصمت رائع... وكانت سباقة للعمل التطوعي في مجال الطفل والأمومة... لذلك تحمست عندما علمت أن هناك عدداً من السيدات البحرينيات راغبات في تكوين جمعية... واشتركت وقامت معهن بإنشاء أول جمعية نسائية في البحرين العام وعملت في الجمعية كأمينة سر عاماً ثم أصبحت نائبة للرئيسة الشيخة لولوة بنت محمد الخليفة.
وسعت جاهدة إلى جمع التبرعات لتدريس الطلبة غير القادرين في الجامعة من خلال إنشاء صندوق الطالب الجامعي وعملت مع مجموعة من النساء في هذا المجال وتم تخريج العشرات من الشباب من خلال هذه التبرعات، إلى جانب تأسيسها من خلال جمعية رعاية الطفل والأمومة مدرسة بيت الأمل العام الذي أصبح الآن معهد الأمل للأطفال المعوقين والمتخلفين عقلياً، واهتمت بإعداد بعض الكتيبات عن هذا المشروع بهدف توصيل رسالة المعهد وأهدافه إلى المجتمع.
ولا يسع المجال لكي أعدد ما بذلته السيدة الجليلة سلوى العمران لكني أستطيع القول إنها كانت رحمها الله خير من يمثل المرأة البحرينية بعطائها الخيري والاجتماعي والتربوي
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 3005 - السبت 27 نوفمبر 2010م الموافق 21 ذي الحجة 1431هـ