قال مسئولون إنه ينبغي للشركات الصينية الخاصة انتهاز الفرص التي ظهرت بعد الأزمة المالية لتسريع عمليات الاستحواذ الخارجية ودعم المنافسة عالمياً والمساعدة في إعادة الهيكلة الاقتصادية بالدولة. وأضافوا أنه علاوة على استثمارات الشركات الحكومية الكبرى في موارد طبيعية في الخارج ينبغي للقطاع الخاص الصيني - الأقل عرضة للعقبات التنظيمية الأجنبية - أن يكثف عمليات الاستحواذ على أصول خارجية من أجل الحصول على التكنولوجيا والخبرات.
وقال النائب السابق لمحافظ بنك الشعب (البنك المركزي) الصيني سو نينغ في مؤتمر في شنغهاي بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ «تؤيد الحكومة بشدة الاندماجات والاستحواذات عبر الحدود».
وأضاف سو رئيس شركة يونيون باي وهي الشركة الوحيدة في الصين التي تصدر بطاقات سداد مصرفية «ينبغي أن تلعب الاستحواذات الخارجية دوراً في إعادة الهيكلة الاقتصادية الاستراتيجية للصين».
وفي أحدث دخول لشركات صينية غير معروفة لساحة عروض الاستحواذات البارزة قالت مجموعة شينماو اليوم الخميس إنها حصلت على ضمان من بنك صيني لعرض استحواذ على شركة صناعة الكابلات الهولندية دراكا هولند مقابل 1.3 مليار دولار.
وتكثف شركات الطاقة العملاقة في الصين ومن بينها بتروتشاينا وتشاينا بتروكيميال آند كيميكال عمليات الاستحواذ في الخارج لتأمين موارد استراتيجية إلا أن مثل هذه المساعي واجهت في بعض الأحيان معارضة سياسية مثلما حدث مع الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري (سينوك) عندما فشلت في الاستحواذ على أونوكال الأميركية في 2005. وقال نائب الأمين العام لحكومة مدينة تيانجين الشمالية تشين تسونجشينغ في نفس المؤتمر إن إحدى الاستراتيجيات الممكنة لتجنب مثل هذا التدقيق يمكن أن تتمثل في تحالف الشركات الخاصة مع شركات حكومية لتتولى الصدارة في أي استحواذات حتى لا تلفت الانتباه بدرجة كبيرة. وأضاف «عدد الاستحواذات الخارجية التي يقوم بها القطاع الخاص الصيني يتزايد. بالمقارنة مع الشركات المملوكة للحكومة فإن نجاح الشركات الخاصة مرجح بدرجة أكبر في الاستحواذ على أصول أجنبية في بعض المجالات التي تنطوي على حساسية سياسية». وأكد مسئولون آخرون بشركات على أهمية استغلال الاستحواذات لإقامة شركات صينية قادرة على المنافسة عالمياً وهو أحد أهداف بكين.
وقال رئيس مجلس إدارة هوب إنفستمنت مانجمنت وهي صندوق خاص للاستثمار المباشر فانغ فينجلي «يمكن أن تلعب الاندماجات والاستحواذات دوراً كبيراً في دعم التطوير التكنولوجي وتعزيز الصناعة». وأشار إلى أن شركات غربية عملاقة مثل اكسون موبيل وفايزر وجي.بي مورجان تشيس آند كو نمت من خلال الاستحواذات وهو ما اعتبره نهجاً ينبغي للشركات الصينية أن تقتفي أثره.
وتشجع الحكومة البنوك على تقديم قروض لتمويل الاستحواذات لكن بعض مسئولي الشركات يشكون من أن الحصول على التمويل لايزال صعباً.
وقال فانغ «سمحت الحكومة للبنوك التجارية بتقديم قروض لتمويل الاستحواذات لكن أعتقد أن تطبيق هذا صعب للغاية.
«القروض المصرفية ليست عملية في الصين حيث توجد مشكلات كثيرة. أعتقد أنه ينبغي للصين استحداث أدوات تمويل جديدة» مضيفاً أنه ينبغي السماح للشركات بإصدار سندات ذات عوائد مرتفعة لتمويل عمليات الاستحواذ.
العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ