حث البنك المركزي الأوروبي ودول منطقة اليورو البرتغال على طلب الحصول على مساعدات مالية من صندوق الإنقاذ الأوروبي. حسب ما نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز دويتشلاند» أمس (الجمعة).
وقالت الصحيفة دون أن تذكر مصادرها إن أغلبية دول منطقة اليورو والبنك المركزي الأوروبي يمارسون ضغوطاً على البرتغال لاتباع خطى إيرلندا واليونان وطلب مساعدة حتى لا تضطر إسبانيا - خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي - للقيام بذلك.
ونقلت الصحيفة عن وزير المالية الألماني قوله «إذا استخدمت البرتغال أموال الصندوق سيفيد ذلك إسبانيا لأنها معرضة بدرجة كبيرة للبرتغال».
ولم يتسنَّ على الفور الاتصال بوزير المالية الألماني للتعليق على التقرير الذي أشار إلى أن زعماء منطقة اليورو على الرغم من إظهارهم العلني للثقة قلقون من أن تمتد أزمة الديون لتشمل المزيد من الدول الأعضاء.
ويعتقد العديد من المحللين أن البرتغال ستكون الدولة التالية التي تطلب المساعدة من صندوق الإنقاذ الأوروبي الذي يضم 750 مليار يورو وهناك مخاوف من أن تضطر إسبانيا لذلك أيضاً.
وأمس الأول سعى مسئولون بارزون من الاتحاد الأوروبي لطمأنة الأسواق من أنه لا مخاوف من انهيار منطقة اليورو بعد أن دفع المستثمرون القلقون من أزمة الديون في إيرلندا تكاليف الاقتراض في البرتغال وإسبانيا إلى مستويات قياسية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أثارت اضطرابات في الأسواق بتصريحاتها الأسبوع الماضي عن أن اليورو «في وضع خطير بشكل استثنائي» إنها على ثقة في أن منطقة اليورو ستخرج قوية من هذه الأزمة.
وقالت في مؤتمر صحافي في برلين إن أوروبا تظهر الآن «تضامناًَ أكبر مما كانت عليه قبل عام».
وقال رئيس وزراء مالية مجموعة اليورو جان كلود يونكر في حديث صحافي إنه لا يشعر بالقلق بشأن نجاة اليورو من الأزمة.
ورفض وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله دعوات من اقتصاديين بارزين بزيادة حجم صندوق أوروبي للإنقاذ تأسس لمساندة العملة الموحدة.
وقال شيوبله لإذاعة «بايريشر روندفونك» الألمانية «هذه المطالب من قبيل الهراء».
وكان بعض الاقتصاديين البارزين صرحوا لصحيفة «بيلد» الألمانية أمس بأنهم يفضلون زيادة حجم الصندوق في حال احتاجت دول مثل إسبانيا الحصول على مساعدات.
من جهته، قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي اليكس ويبر إن حجم أموال الإنقاذ المتاحة لدعم اليورو كافٍ وإن أعضاء منطقة اليورو لن يسمحوا بانهيار العملة الموحدة.
وقال ويبر في برلين «أوضحت حكومات منطقة اليورو أنها تدرك مسئولياتها بشأن اليورو وستفعل ما بوسعها للإبقاء على العملة في شكلها الحالي».
وأضاف «لكن ذلك لن يكون ضرورياً لأن أموالاً عامة كثيرة أتيحت بالفعل لحل الأزمة الحالية تجعلني أعتقد أن ما هو على الطاولة الآن سيكون كافياً».
وقال أيضاً إن شبكة الأمان المالي - التي تبلغ قيمتها حالياً نحو 925 مليار يورو - ستكون كافية إلا في أسوأ الحالات إذا تعين إنقاذ إيرلندا واليونان والبرتغال وإسبانيا جميعاً من ديونها السيادية القائمة.
وانخفضت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس مع تفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو وتعرض البرتغال لضغوط لقبول خطة إنقاذ وتأثرت أسهم شركات التعدين.
وفي الساعة 08:10 بتوقيت جرينتش هبط مؤشر يوروفرست لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.6 في المئة إلى 1085.83 نقطة بعد صعوده بنسبة 0.5 في المئة في الجلسة السابقة.
وقال المدير لدى «سيفن انفستمنت» مانجمنت جاستين يوركهارت «من المثير للدهشة مدى تعامل الأسواق بمرونة مع الانفجارات المالية في أوروبا».
وأضاف «لاتزال السوق تتحسس خطواتها المقبلة. ربما يقول كثيرون «سأجني أرباحي واضبط دفاتري».
وهبطت أسهم بي.اتش.بي بيليتون وريو تينتو 2.4 و 2.6 في المئة على التوالي.
وانخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.7 في المئة كما هبط مؤشر داكس الألماني 0.6 في المئة في حين نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.9 في المئة.
ولتهدئة، مخاوف المستثمرين، الذين أصابهم الذعر من أنباء تتعلق بديون البرتغال، قال المتحدث باسم المفوضية أماديو التافاجي إن المفوضية تعتقد أن البرتغال اتخذت الإجراءات المناسبة لمعالجة المشكلات المالية.
وأضاف «لست على علم بأي محادثات يجري الضغط فيها على البرتغال لقبول المساعدة»، في محاولة لتهدئة الأسواق المالية التي انخفضت بشدة.
وقال متحدث باسم وزير المالية الألماني إنه لا يجري الضغط على البرتغال وإن هذا ليس ما تراه ألمانيا مناسباً.
وأكد التافاجي المتحدث باسم المفوضية مجدداً أن الوضع في البرتغال كان مختلفاً عن إيرلندا التي طلبت مساعدة طارئة من الاتحاد الأوروبي.
وقال «البرتغال أقرت ميزانية طموحة للعام 2011 تضم إجراءات تعالج الوضع. وضعها مختلف إذ إن قطاعها المصرفي قوي نسبياً».
وأعلنت ناطقة باسم مكتب رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس لوكالة فرانس برس أن الحكومة البرتغالية «تنفي أي ضغط» من البنك المركزي الأوروبي أو عدد من دول من منطقة اليورو لحملها على طلب مساعدة مالية.
وقالت المتحدثة إن لشبونة «تنفي أي ضغوط من البنك المركزي الأوروبي أو الدول الأوروبية كي تطلب البرتغال مساعدة» واصفة معلومات نشرتها صحيفة «فاننشال تايمز داتشلاند» بأنها «خاطئة تماماً».
إلا أن الأسواق غير مطمئنة لتصريحات المسئولين، لأنها تشبه التصريحات التي أطلقت عندما كانت اليونان تكافح أوضاع مالية صعبة حتى انفجرت مشكلة أزمة في منطقة اليورو، وهو ما حدث أيضاً إلى إيرلندا، وستتبعها البرتغال وإسبانيا.
قالت وسائل إعلام إيرلندية اليوم الجمعة إن اتفاق حزمة إنقاذ بمليارات اليورو التي تسعى إيرلندا للحصول عليها من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي قد تتم الموافقة عليه مطلع الأسبوع على أقرب تقدير. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرلندية «آر تي إي» إن الاتفاق، بعد أن تعززت وتيرة المفاوضات بشأنه هذا الأسبوع، قد يكتمل بحلول غداً (الأحد) قبل افتتاح الأسواق يوم الإثنين. ومن المقرر أن يتم الإعلان يوم الأحد عن الإجراءات المحددة لإنقاذ النظام المصرفي الأيرلندي. وقالت صحيفة «أيريش تايمز» الأيرلندية إنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم الكشف عن تفاصيل مدى قدرة التمويل في مساعدة خطة التعافي الاقتصادي للحكومة البالغة 15 مليار يورو.
ومن المتوقع أن تشتمل حزمة الإنقاذ المقدمة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد على 85 مليار يورو (114 مليار دولار) هي قيمة قروض إلى إيرلندا المتوقفة على خطة التقشف التي تم الإعلان عنها أول يوم الأربعاء. وعلى الرغم من إعجاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ببرنامج دبلن التقشفي، لم يكن هناك ترحيب بالخطة في إيرلندا.
ولن يكون هناك تصويت على الخطة، لكن من المتوقع أن تشهد موازنة السابع من ديسمبر/ كانون الأول التي تشتمل على توفير 6 مليارات يورو من أصل 15 مليار يورو من الخفض والتوفير، وقتاً عصيباً للموافقة عليها في البرلمان الإيرلندي. وأثيرت تساؤلات بشأن المقدار الذي ينبغي على دافع الضرائب العادي سداده من أجل مخاطرة المستثمرين. ودفعت حالة الغضب بشأن خطة الإنقاذ رئيس الوزراء بريان كوين إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة في العام الجديد. وقالت «أيريش تايز» إن مسئولين في بعثة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد يجرون في دبلن مراجعة بشأن المقدار الذي يمكن أن يدفعه حاملو السندات الكبار لجزء من تكاليف إنقاذ البنوك الإيرلندية. وقالت إن الحكومة تسعى إلى خفض التكاليف على الدولة من خلال تقليل فاتورة الفائدة على القروض الطارئة. كان فريق من مسئولي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي قد وصلوا دبلن الأسبوع الماضي من أجل التفاوض على تقديم حزمة من القروض بعد أن هددت أزمة الديون الإيرلندية استقرار اليورو.
استبعد مسئولون كبار في منطقة اليورو خطر تفكك المنطقة بعدما أدى قلق الأسواق المالية بشأن أزمة ديون ايرلندا إلى ارتفاع تكلفة اقتراض البرتغال وإسبانيا إلى مستويات قياسية.
وقال مدير صندوق الاستقرار المالي الأوروبي وهو شبكة الأمان المالي لمنطقة اليورو كلاوس ريجلينج في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية نشرت اليوم الخميس عندما سئل إن كان يمكن أن تتفكك منطقة اليورو فقال «نسبة الخطر صفر».
وتابع «انهيار اليورو أمر لا يمكن تصوره».
وقال بعض الاقتصاديين والمعلقين خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة إن العملة الموحدة التي تجمع 16 دولة والتي تم إطلاقها في العام 1999 قد تتفكك بسبب ارتفاع مستويات الدين والعجز في دول أطراف منطقة اليورو وغياب التنافسية مع ألمانيا.
وقال ريجلينج «لن تتخلى أي دولة عن اليورو بإرادتها... هذا سيكون انتحاراً اقتصادياً للدول الضعيفة وكذلك للدول القوية. وستتراجع قوة أوروبا السياسية إلى النصف بدون اليورو».
واستمر ارتفاع تكلفة تأمين السندات الإيرلندية اليوم الخميس في ظل شكوك السوق بشأن خطة التقشف الإيرلندية. وفي علامة أخرى على تراجع الثقة رفعت شركة المقاصة الأوروبية ال.سي.اتش كليرنت حجم الوديعة التي تلزم المتعاملين في السندات الحكومية الإيرلندية بإيداعها للمرة الثالثة خلال الشهر الجاري.
وهوى اليورو هذا الأسبوع بعدما أثارت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قلق الأسواق بقولها إن العملة الموحدة في وضع «خطير بشكل استثنائي».
وقال رئيس البنك المركزي الألماني العضو البارز في مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي اكسل فيبر إنه مقتنع بأن القادة الأوروبيين سيفعلون ما يقتضيه الأمر لصد ما وصفها «بالهجمة الانتهازية» على منطقة اليورو. وأشار فيبر إلى أن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي وغيره من صناديق الإنقاذ الأوروبية لديها أموال كافية لتغطية احتياجات الاقتراض لدى الدول الأربع المتعثرة مالياً في منطقة اليورو وهي اليونان وإيرلندا والبرتغال وإسبانيا إذا اقتضى الأمر. وانزعجت أسواق العملة والسندات من مقترحات ألمانيا بإجبار حملة السندات على تحمل جزء من تكلفة تخلف دول منطقة اليورو المثقلة بالديون عن السداد في المستقبل علاوة على اللهجة التحذيرية لتصريحات ميركل ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي في الآونة الأخيرة.
وأظهر استطلاع لـ «رويترز» هذا الأسبوع أن 34 محللاً من أصل 50 يعتقدون أن البرتغال ستضطر إلى أن تحذو حذو إيرلندا وتطلب المساعدة. وفي استطلاع آخر قال أربعة اقتصاديين فقط من أصل 50 إنهم يعتقدون أن إسبانيا ستطلب مساعدة خارجية.
ولكي يساعد صندوق الاستقرار المالي الأوروبي أي دولة في منطقة اليورو سيصدر سندات في السوق تكون مضمونة بضمانات من حكومات المنطقة تصل قيمتها إلى 440 مليار يورو (585.9 مليار دولار).
وقال ريجلينج إنه تحدث عن هذه الإصدارات مع 150 من أكبر المستثمرين في العالم من بينهم صناديق سيادية وصناديق تقاعد وبنوك مركزية وشركات تأمين وبنوك تجارية. وأردف «كلهم مهتمون جداً».
العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ
غسق الاتحاد الأوروبي
هذا هو غسق الاتحاد الأوروبي. يقول النبي الكريم: «في الوقت المعين [ملك الشمال = روسيا] سيعود». (دانيال 11: 29) كما أنه يعني تفكك الاتحاد الاوروبي والناتو. وسيتم لاحقا حرب نووية. (دانيال 11: 29-30؛ متي 24: 7؛ رؤيا 6: 4) «سيفا عظيما» = «السيف النووي». وستكون هذه «بداية آلام الولادة». (متي 24: 8)