الأسماء التي مثلت منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد في تصفيات بيروت قبل نحو 9 أشهر من الآن، هي الأسماء نفسها التي مثلت المنتخب في دورة الألعاب الآسيوية المقامة حاليا في مدينة جوانزهو الصينية، وبعيدا عن الأسماء، فإن المدرب ذاته والجهاز الإداري نفسه، ومجلس إدارة الاتحاد لم يتغير، إذاً ما الذي تغير؟ ولم سقط المنتخب بهذا الشكل المخيف في آسياد جوانزهو في سقوط أثار استغراب استنكار كل من يحب المنتخب وكل من ينتظر أن يراه في كأس العالم بحلة مشرفة تشرف القارة والعرب؟
التصريح الجديد من نوعه لرئيس اتحاد اليد علي عيسى الذي نشر بالأمس ويقول فيه بأن هناك بعضا من اللاعبين ليسوا جديرين بتمثيل المنتخب الوطني كلام خطير جدا، وبحكم معرفتي بشخص (الرئيس) وقربي من اللعبة، أؤكد بأنه لم يصل إلى المرحلة التي يقول فيها هذه الكلمات إلا مستندا على أدلة وبراهين وواقع يلمسه من خلال تواجده مع المنتخب في الآسياد وقبل الآسياد أيضا، والسؤال هنا، ما هي الإجراءات التي ستتخذ ضد المقصرين؟ وهل هناك توجه لفرض نظام الثواب والعقاب؟
وإذا كان هناك بعض من اللاعبين غير جديرين بتمثيل المنتخب الوطني، فهل المدرب الدنماركي جدير بتدريب منتخبنا الوطني؟، وهل نظرية (توزيع الجهد) التي يتبناها أورليك تتناسب مع منتخبنا الوطني؟ وهل هذه النظرية ليست من الأسباب التي أدت لسقوط المنتخب المروع في مدينة جوانزهو؟ وهل المدرب الدنماركي من سيحمل على عاتقه بناء مستقبل كرة اليد البحرينية الجديد على مستوى المنتخب الأول والذي نتفق جميعا في أن البناء يبدأ من كأس العالم؟
لم أعلق كثيرا - كصحافي ومتابع - على قرار إقالة المدرب السابق الصربي بيرو ميلوسفتش لأنني وبكل أمانة لم أشاهد حتى تدريبا واحد له مع المنتخب علاوة عن مشاهدتي لمباراة رسمية أو ودية تحت قيادته، وهذا تقصير من صحافي متخصص في اللعبة على الأقل على مستوى التدريبات على رغم أن التدريبات لا تكشف كفاءة المدرب، فالمنتخب لم يلعب مباريات ودية أو رسمية في البحرين حتى يمكن أحدا من الحكم على كفاءته.
الأمر يختلف تماما مع المدرب الدنماركي أورليك، فقد شاهدت وشاهد الجميع درجة كفاءته في إدارة مباريات المنتخب الوطني في تصفيات بيروت وفي الآسياد، ولا أقتنع برأي أي أحد يقول بأن المدرب جاء في وقت متأخر ليتسلم مهمة الإشراف على المنتخب قبل الآسياد، لأنه عمل بالنهج والأسلوب ذاته الذي طبقه في تصفيات بيروت، فبعض من المسئولين مقتنعين جدا من أسلوب كرة اليد الشاملة (الكل يلعب).
قلت في السابق، بأن الأسلوب الذي يعمل به أورليك لا يتناسب مع وضع المنتخب وإمكاناته، وأعتقد -لست جازما- بأن هذا الأسلوب لا يتناسب مع أي منتخب في العالم، فحتى المنتخبات العالمية والأندية الراقية لا نشاهدها تلعب بهذه النظرية الحديثة، وفي تصوري البسيط أن أي فريق أو منتخب يلعب بهذا الأسلوب هو منتخب يلعب على إمكانات لاعبين ومهاراتهم وليس بتكتيك وفكر مدرب، وليس تطبيقا لتكتيك تدرب عليه اللاعبين في التدريبات، أحد المعلقين المصرين، يقول (المدرب يذاكر مع اللاعبين في التدريب، واللاعبون يقومون بتأدية الامتحان في المباراة).
غالبا ما أن الفوز يجعلنا ننسى الأخطاء والمشاكل في صفوف المنتخب أو الفريق، وهذه وضعية معروفة وسط العالم العربي بالذات، وليس في رياضتنا فقط، ولما جاء المنتخب من تصفيات بيروت متوجا بفضية آسيا ومتأهلا لأول مرة في تاريخه لبطولة كأس العالم تم التغاضي عن السلبيات، والتركيز على التكريم اللائق والإعداد المناسب للمشاركة في كأس العالم، فلا جاء تكريم لائق ولا نتيجة إعداد (حتى الآن) تجعلنا نطمئن.
فعلا، تمنيت لو أنني لم أشاهد مباراة منتخبنا الوطني مع إيران على قناة «الجزيرة الرياضية»، أو على الأقل شاهدت تلك المباراة بصوت دون صورة، فمعلق المباراة ومن معه كشفا صورة المنتخب في تلك المباراة، وقالا بأن المنتخب يعاني من مشكلات على المستوى الفني ومن المفترض أن يكون في جاهزية قريبة من الكمال قبل أيام من انطلاقة المونديال، بل وذهبا لأبعد من ذلك حين قالا بأنه يبدو أن المنتخب يعاني من مشاكل على مستوى اللاعبين (...).
عموما، هذا منتخبنا واللاعبون هم أخواننا وأصدقاؤنا، وأعضاء مجلس الإدارة أيضا، والمدرب الدنماركي أورليك سيذهب وسيترك المنتخب يوما قد يكون قبل المونديال والأقرب أن يكون بعده، على الجميع التكاتف والعمل خلال 50 يوما من أجل مشاركة مشرفة في كأس العالم، فما سينتج عن المشاركة سيسجل باسم الوطن وليس أورليك أو غيره، لذلك لابد من التكاتف، ولابد من الاتحاد اتخاذ الخطوات التصحيحية في أسرع وقت ممكن، حتى لو كانت أولى الخطوات رأس أورليك، فأنا شخصيا قد وصلت لقناعة بالأرقام والبراهين أو المدرب السلوفيني ماجيك أفضل من مر على منتخبنا في السنوات القليلة الماضية.
أول ما قرأت خبر وصول منتخب ألعاب القوى لمدة قوانزو الصينية وشاهدت الصورة المرفقة فرحت واعتقدت بأن المنتخب سيشارك بـ (عيال الديرة)، ويبدو أن اعتقادي كان خاطئا جدا جدا، لذلك أعتبر بأن الرياضة البحرينية خرجت من الآسياد بـ (صفر)، ولذلك لابد من أن يتمعن المسئولون لنظرية أستاذي عباس العالي حين طرح أهمية المشاركة الكبيرة وصرف الأموال مقابل ضعف البنية التحتية الرياضة في البلد.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3003 - الخميس 25 نوفمبر 2010م الموافق 19 ذي الحجة 1431هـ