عندما تقرأ أن تيساً عربياً بيع بـ 1,200,0000 ريال سعودي، وناقة «جمل» تم بيعها بـ 3,5 مليون ريال، وأن رقم للوحة سيارة تم شراؤها بـ 10 ملايين درهم، وأن صقراً بيع بمليون درهم، وأنه تم إنشاء مستشفى خاص للطيور الجارحة (الصقور) بتكلفة 2,5 مليون دينار وأن سيارة مميزة تم بيعها بـ 950,000 جنيه إسترليني، وأن حصاناً تم شراؤه بـ 4,5 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى تلك الملايين التي تصرف على القصور والطائرات واليخوت وهناك آلاف الدنانير التي تنشر في صالات القمار وعلى الراقصات، وهناك تبذير بلا حدود وهناك سفاهة تدل على جهل وخواء عقلي وفكري!
في الوقت الذي تنعدم في دولنا العربية والخليجية خاصة الأبحاث المعامل العلمية، والابتكارات والاختراعات، فنحن وللأسف دول استهلاكية نلبس مما لا نصنع ونأكل مما لا نزرع ونستورد كل شيء من الإبرة إلى الخيط إلى المسمار إلى (الدشداشة) والعقال حتى ملابسنا الداخلية، ومن الغريب أن الكثيرون يحسدوننا على ثروات النفط حتى أن البعض يعتقد أن في كل بيت خليجي هناك بئر نفط!
في المقابل هناك مأساة ثقافية وفكرية وسلوكية وهناك ضعف وخواء في مخرجات التعليم الثانوي والجامعي، فالحصول على المؤهل الأكاديمي أصبح اليوم لا يعدو أن يكون ترفاً اجتماعياً مزيفاً، عندما تباع الشهادات الجامعية محلياً، أو من قبل جامعات مدعومة من جهات رسمية، ومن جامعات مشبوهة عربية وأجنبية وتمنح لمن يدفع بالدولار أو الجنيه (العربي)، من المؤسف أن الإنسان الخليجي على رغم من تلك الثروات يعيش في ترف وكسل ويعيش في مجتمعات تملؤها الفضائح الأخلاقية والضمور الفكري والأدبي إلا من رحم ربي!
وهنا نطرح مجرد تساؤل لماذا تنكر أو تحارب السياسات العربية البحث العلمي الموضوع، وتحارب الاختراعات والابتكارات؟ لماذا هذا البخل وهذا التقصير السائد في كافة البلدان العربية؟ فعالمنا العربي حسب بعض الإحصائيات تنفق أقل من 0.05 في المئة من الدخل القومي على البحوث العلمية!
في الوقت الذي تنفق المليارات في مجالات مشبوهة يملؤها الجهل والسفه مقارنة بالعالم الغربي.
ففي دولنا الخليجية نمنح جوائز مادية لا تتجاوز 5 آلاف دينار لبحوث علمية قيمة في الوقت الذي يتم منح شاعر 200 ألف دينار، ولمطربة 100 ألف دينار ولراقصة 80 ألف دينار بالإضافة إلى الهدايا والعطايا ، فشبابنا اليوم يطمح أن يكون مطرباً أو شاعراً أوعازفاً، ولعل تلك النكتة التي يتم تداولها لخير دليل على واقعنا، عندما سأل أحدهم ابن وبنت صديقة الصغيرين عن حلمهما عندما يكبرون، فالابن يتمنى أن يكون مطرباً مشهوراً... أما البنت فتتمنى أن تكون راقصة مشهورة!
في عالمنا العربي هناك الكثير من الكوادر العلمية والكثير من المخترعين والباحثين والمفكرين، ولكنهم مطمورون تحت أكوام الغبار وأكوام من جزم وأحذية الأنظمة العقيمة المتحجرة، فمقولة فاقد الشيء لا يعطيه صحيحة 100في المئة، والدليل على صدق هذه المقولة طموح هؤلاء الباحثين والمفكرين العرب تبرز نوابغهم واختراعاتهم فقط عندما يجتازون الحدود إلى دول تقدر الإنسان وتقدر فكره وعقله وطموحه، وتعامله كإنسان، فدولنا العربية وأنظمة الحكم فيها الغنية بموارد النفط دول مسرفة وكسولة، ومبذرة، فخيرات النفط تصرف وببذخ على الفنانين من المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات وفي شراء أفخم السيارات والطائرات واليخوت والفنادق والمنتجعات، وشراء الخيول والجمال والغزلان والصقور، أما العلم والعلماء والباحثون والمفكرون فليس لهم سوى فتات الخبز، هذا إن كان هناك بقايا للفتات أصلاً!
في تجربة خاصة منذ 13 سنة طرح مجرد سؤال: هل من الممكن خوض مجال الاختراعات والابتكارات بالنسبة للمواطن العربي العادي أسوة بما يحدث في البلدان المتقدمة؟ فالجواب: نظرياً لا توجد موانع أو عقبات، فالمجال واسع ومفتوح، لذا ونظراً لازدياد حجم سرقات المنازل في المنطقة التي نعيش فيها طرحت فكرة اختراع جهاز إنذار مبكر، مع أحد الإخوة البحرينيين والمتمرسين في علم الإلكترونيات. وهو عبارة عن جهاز صغير يحتوي على دائرة إلكترونية مرتبطة بالهاتف أو بالأحرى بزِر «إعادة الاتصال الأوتوماتيكى «المخزن فيه مسبقاً، رقم هاتف محدد، ففي حالة فتح أو اقتحام باب المنزل أو إحدى النوافذ، تقوم الدائرة الإلكترونية بإشعار الهاتف أوتوماتيكياً بالاتصال بالرقم المخزن، وعلى إثره يقوم المستقبل بمراجعة البيت المفترض الذي يتم سرقته!
وبالرغم من بساطة الفكرة فقد استغرق ما يقارب الأربعة أشهر لإنشاء الدائرة الإلكترونية وتجربتها بنجاح عملياً والتي بلغت تكلفتها ما يقارب 20 دولار فقط ومن الغريب وبعد سنتين اكتشف أحد الأصدقاء أن جهازاً مشابهاً له قد تم عرضه في أحد معارض الأجهزة الإلكترونية في هامبورج - ألمانيا وقد كانت تكلفته ما يقارب 4000 دولار! عندما عرض هذا الاختراع، البعض أبدى تحفظه والبعض الآخر وصفه بأنه اختراع إرهابي!
إن عقلية المواطن العربي وبسبب الظروف المحيطة به يعيش في عالم يحتم عليه الانغلاق وعدم الخوض في كل ما هو غريب أو جديد بسبب سوء الظن المهيمن والمحيط به من قبل الجهات الحكومية الرسمية، فعالمنا العربي بحاجة إلى حكومات متفتحة للعلم والاختراع والابتكار ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فغالبية عالمنا العربي يعيش ظروفاً معيشية صعبة مليئة بالفقر والتسلط على رغم من وجود تلك الإمكانات البشرية والموارد الطبيعية، بالمقابل فعالمنا الخليجي الذي يزخر بالثروات النفطية والاحتياطات الهائلة من الغاز يعيش في عالم الترف والكسل والاتكالية فليس غريباً أن يصل سعر التيس أو الخروف العربي أو الناقة (الجمل) أو الحصان أو الصقر إلى ملايين الدولارات! إنا عالمنا العربي اليوم وبخاصة دول الخليج العربي صاحبة الإمكانات المادية الهائلة إلى مراجعة شاملة لمناهجها التعليمية والعملية، وأسلوب وسلوك ونمط الحياة، فركب الحضارة والتقدم لن يتوقف وبالتأكيد لن ينتظر النائمين أو الكسالى أو السفهاء من بني جلدتنا! فالعقلية العلمية العربية الناضجة متوفرة مقيدة في الداخل ومنفتحة في خارج حدود الوطن العربي ولكنها بحاجة إلى إرادة سياسية ناضجة ومقتنعة! فالأهم توفير الدعم المادي والمعنوي للمجالات العلمية والتصنيع وعلومه لخوض مجالات علوم الحاسوب وعلوم الأقمار الاصطناعية والاتصالات، وعلوم التسلح وعلوم مكافحة التصحر وعلوم معالجة المياه... وعلوم الزراعة وعلوم البيئة وعلوم الأدوية والتقنيات الطبية... وعلوم البحار... والحياة الفطرية... وعلوم الطاقة البديلة والمستديمة.
ويبقى مجرد سؤال: هل من الممكن التضحية بالتيس أو ما شابه لتوفير الأموال لدعم البحوث العلمية ودعم المعامل والمختبرات والتقنية الحديثة؟ حلم وطموح ولكن هناك عقبة. وهى أن فاقد الشيء لا يعطيه!
خالد قمبر
رسالة شكر وتقدير ووفاء للمدير الفاضل المتقاعد إبراهيم جاسم محمد... ما أجمل الوفاء فهو من صفات العرب الكرام، لذا أحمل إليك هذه الكلمات المعبرة عن الوفاء من مدرس مخلص في مهنته ومتفانٍ، وصادق في مشاعره، بعيداً عن الرياء والنفاق والمبالغة، وإنما إحقاقاً للحق، أعبر فيها عن شكري وتقديري لشخصك الكريم الذي ألهمني الكثير وأسس فيَّ حب العمل من جديد كمعلم أول، حاملاً أصدق الأحاسيس القلبية، فلقد عرفت فيك الشخصية القوية والقيادية بأخلاقها الرفيعة، وحسن تدبيرها وإدارتها لدفة الأمور بالمدرسة وإلمامها بكل شاردة وواردة من شئون الإدارة المدرسية وقوانينها وأنظمتها، ولوائحها، حيث فرضتَ نفسك وشخصك واحترامك على كل من مر عليك طيلة سنوات التدريس من إداريين ومعلمين وطلبة، كقائد جدير بالقيادة والإدارة والاحترام حتى شعرنا أنك ـ الشخص المناسب في المكان المناسب ـ الذي قل وندر وجوده بين الإدارات المدرسية ـ كثروة من ثروات الوطن ـ التي يجب الاستفادة منها حتى بعد التقاعد، وكشخصية خبيرة حكيمة وكمستشار في أمور إدارة المدارس.
عرفتك يا أبا خالد صاحب قلب أبيض مفعم بالود والإخلاص في العمل، وذلك بيّن من خلال النصائح والتوجيهات الصائبة التي استفدنا منها كثيراً وأنا شخصياً إضافة إلى النهج السليم للقيادة، وتقبلك للآراء والمقترحات والمبادرات الصادرة من المعلمين بصدر رحب من دون تبرم أو انزعاج، بل بتشجيع وتأييد وإطراء من قبلك فأحبوك واحترموك ما انعكس إيجاباً على عطائهم، واعلم أيها المدير الفاضل أنني لم أعبر لأي مدير عن هذه المشاعر الصادقة النابعة من القلب قط طيلة عملي في التدريس، ولم أعبر عن تلك الأحاسيس والمشاعر والتي كانت تختلج بداخلي، عندما كنت مديراً بالقضيبية كي لا يكون ذلك رياء ونفاقاً، وإنما انتظرت الفرصة الملائمة وها أنا الآن أفصح عنها من باب هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وأنسب الفضل لأهل الفضل ورب العزة يشهد على ذلك.
وكما قال الشاعر :
لاينكر الشمسَ إنسانٌ به بصر
إلا الذي دونَه من دونِها حُجُبُ
ختاماً أجدد لكَ الشكر والتقدير والاحترام على هذه الروح المعطاءة والقيادة الناجحة، والعقلية المتفتحة، التي قضيتها في مهنة التدريس والإدارة، متمنياً لك العمر المديد، والثواب الجزيل، والتوفيق في حياتك العملية الجديدة حياة التقاعد.
وفقك الباري في حياتك العلمية والعملية.
صاحب الشكر والتقدير :
المعلم الأول لمادة اللغة العربية
عبدالعزيز علي عبدالله
مدرسة القضيبية الإعدادية للبنين
في إحدى الليالي الفائتة، لبيتُ ومجموعة من الإخوة الأدباء والكتاب دعوة كريمة وجهت من طاقم برنامج «الخط الأبيض» الذي يذاع كلّ خميس عبر شاشة القناة الثقافية إحدى قنوات التلفزيون السعودي وذلك للحديث عن موضوع حلقة هذا الأسبوع وهو «التسامح».
عنوان مهم يحمل في طياته حلقات من النقاش التي قد تطول لشمولية التسامح كمفهوم. فالبعض يحلو له أن يجزئ هذا المفهوم ويقسمه إلى التسامح الديني والتسامح الاجتماعي والتسامح الأسري وغيره كما كان رأي بعض الحضور ربما للخروج بفهم أكثر شمولية وأكثر دقة. قد يكون ذلك التقسيم نافعاً إذا نظرنا إلى التسامح كخيارٍ اجتماعي أو حتى سياسي يختاره الفرد أو المجتمع تحت ظروف معينة ولأسباب محددة لتحقيق مكاسب أو فوائد من نوع ما.
أخشى أن يكون هذا التعامل مع مفهوم التسامح تعاملاً ناقصاً يخرجه من معناه الحقيقي الذي تتجسد فيه معاني العطف والرحمة والعفو والصفح عن زلات الآخرين وهفواتهم الطبيعية المحكومة بطبيعتهم كبشر. بل ان مؤداه سيكون سلبياً لدرجة ان الإنسان سيجد نفسه يوماً إنساناً غير متسامح يثقل نفسه بعثرات الآخرين وهفواتهم.
لا يمكن بل من الخطأ تقسيم مفهوم التسامح إلى تسامح ديني وآخر اجتماعي وغيره. فلا يمكن للإنسان ان يختار أي تسامح يريد. بل للتسامح وجه واحد مشرق يجب أن يكون نزعة إنسانية تنطبع عليها جميع تعاملاته من كونه إنساناً يسعى للعيش بسلام مع نفسه وأسرته وأبناء مجتمعه. فلنتخيل حياتنا من دون تسامح ولو من باب «الضدّ يظهر حسنه الضدُ». سنجدها حياة صعبة قاتمة الألوان تجعلنا أقرب ما نكون إلى العزلة النفسية والاجتماعية. إذاً التسامح هو الخُلق العكسي الصحيح الذي يجعلنا منطلقين في علاقاتنا مع الآخرين مهما اختلفت عرقياتهم وعقائدهم ومشاربهم الفكرية. فالتسامح لا يعني قبول أفكار الآخرين وعقائدهم. بل هو قبولهم كبشر تجمعنا معهم الجوامع. فالتسامح لا يمنع من الحوار والمناقشة. بل يمنع من شخصنة الحوار ومصادرة الحريات الفكرية. الأهم من ذلك كله أننا بالتسامح نفسح المجال أمام أنفسنا للتعلم من الآخرين ومن تجاربهم وثقافاتهم المختلفة فنحقق بذلك درجة عالية من التنوع المعرفي بالمقدار الذي لا نصبح معه مجهولين في هذا العالم الكبير.
التسامح ليس فقط من أجل الآخرين بل من أجل أنفسنا بالدرجة الأولى حيث يقول «جاشوا ليبمان» مؤلف كتاب «سلام العقل»: «نحقق صحتنا النفسية فقط من خلال التسامح. ليس فقط التسامح مع الآخرين، بل التسامح مع أنفسنا أيضاً». فبالتسامح نريح قلوبنا من الكره والغضب وبالتسامح نجنب أنفسنا إيذاء الآخرين ولو بغير قصد فنكون بذلك قد ساعدنا الآخرين على ألاّ يؤذونا، فالإنسان قادر على أن يحمل الآخرين على فعل الأشياء التي يريدها من خلال المعاملة الحسنة وأزعم أنّ التسامح أقوى مؤثر من تلك المؤثرات.
التسامح قوة بحد ذاته، بل هو صفة من صفات الأقوياء، تجعل الإنسان قادراً على مواجهة أخطاء الآخرين بشكل إنساني قد يشجعهم في نهاية المطاف على التحول إلى أشخاص أكثر تسامحا يجعلون من العالم مكاناً صالحاً للعيش بشكل أفضل. يقول مهاتما غاندي «الضعيف لا يمكن أن يسامح. التسامح سمة من سمات الأقوياء».
محمد ميرزا آل غانم
لاشك ان بعض الزعماء العرب يقومون بجهود متواصلة لاقناع الادارة الاميركية بضرورة حل المعضلة الفلسطينية مع «اسرائيل»، وذلك بعد أن فشلوا أنفسهم في حلها مباشرة مع «اسرائيل» دون وسيط أجنبى، الا ان من يسمع تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية أو تصريحات أي مسئول في الادارة الاميركية لا يجد فيها سوى وعود انتخابية بحتة تشبه تماما وعود أوباما أثناء حملته الدعائية قبل انتخابات الرئاسة الاميركية، كل تصريحاتهم وعود انتخابية وبيع كلام، هذه الوعود ربما تدغدغ احاسيس العرب وتهدئ مشاعرهم المعادية وكأن تلك التصريحات مهدئ أو مخدر قد أدمن العرب تعاطيه، بينما لم تؤثر مثل هذه التصريحات على «اسرائيل»التي تمسك بكل خيوط صنع القرار الاميركي.
لقد شاهدنا حال السلطة الفلسطينية التي اعترفت باسرائيل وتنازلت عن حقوق الفلسطينيين ماذا حققت؟ لا شيء... فقط مصالح شخصية اغنت جيوب هؤلاء واصبحوا يركضون وراء مزيد من المصالح الشخصية ومظاهر السلطة، وطبقا للوضع الراهن ستجد لا محادثات مع حكومة وحدة فلسطينية تضم «حماس» قبل ان تعترف بكل الشروط المعروفة واولها الاعتراف باسرائيل ويهوديتها والتخلي عن المقاومة (الارهاب بالمفهوم الاميركي - الاسرائيلى). يبدو اننا قد تفاءلنا كثيرا عند قدوم الادارة الاميركية الجديدة تحت زعامة باراك أوباما، وأصبح لدى البعض ما يشبه اليقين بأن أميركا تحت قيادة أوباما ستحقق السلام في كل أرجاء العالم وأن التغيير نحو الأفضل قد بات قريبا جدا، وأن القضية الفلسطينية قد اقتربت من الحل النهائي، لكن يبدو بوضوح ان أميركا هي «اسرائيل» لكن تحت قناع العم سام!
أحمد مصطفى الغر
الكلمة سكين ذو حدين بأحدهما نبني صرح الحضارة الإنسانية ونساهم في توفير السعادة للناس والرفاهية لهم، وبالآخر نقضي على كل المعالم الشامخة في تراث هذا الإنسان وحضارته كما تقضي على وجوده بالذات.
الكلمة إذا كانت واعية هادفة منطلقة من إرادة خيّرة ونفس صالحة وبفكر سليم تستطيع أنّ توجه الناس نحو الخير والبناء فتهدي التائه وتردّ الضال وتأخذ بيد الجيران إلى شاطئ الأمن والسلامة. وأما إذا كانت الكلمة فاسدة طائشة غير مسئولة، إذا كانت منطلقة من رؤية منحرفة ونفس ملتوية وروح ماكرة، فإنّها بدون شك تقضي على كل صلاح وسعادة، وتنشر الخراب والدمار في ربوع البلاد وبين العباد.
والإسلام عندما يأتي إلى الكلمة يجعل لها الدور الكبير والمهمة العظمى ويضمنها أعمق المعاني وأسلمها، إنّه يريد من هذا الإنسان أنّ يكون صالح المنطق، مهذب الكلام، فلا فحش ولا لغو ولا عبث بل الجدية المثمرة ذات الأهداف الربانية التي تزرع في نفوس الناس الخير والسعادة.
فإنّ المسلم ليس في قاموسه إلا الألفاظ الطيبة ذات المدلول الطيب، ولذا لا يفحش في كلامه ولا يتجاوز الأدب في منطقه ولا يقول إلا الحق في حديثه، ومن خرج عن ذلك وتعدّاه فليس حديثه من مقولات الإسلام... ومن أقوال الرسول (ص):»إنّ من أشر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه».
الأذن هذه اللاقطة العجيبة ذات التركيب البديع، أبدعها الله تعالى لهذا الإنسان كي يصل بها إلى مرضاته، يسمع بها المسموح به، قرآناً... حديثاً... موعظة... كل ما يقرّب من الله ويصلح هذه النفس ويهذبها، إنّها الجهاز الذي ينقل المعلومات فيبدّل كيان هذا الإنسان ووضعه ويحوله من صف إلى صف آخر ومن جهة إلى جهة أخرى، إذا سمع فكرة ذات قيمة رسالية وتفاعل معها فقد تحوّله إلى ملاك كما أنّه إذا سمع فكرة هدامة ملحدة قد تحوله إلى مجرم وقاطع طريق.
إنّ هذا الجهاز - الأذن - هو الذي نقل كلتا الفكرتين ومن هنا نرى الإسلام كيف منع من سماع بعض الأمور التي قد تحوّل الإنسان عن وضعه الطبيعي إلى وضع شاذ يخرج به عن الاتزان والهدوء، فحفلات الفسق والطرب المتعارفة عند أهلها بما تتضمنه من خفة وميوعة وتهدّل وانحلال، منع الإسلام من إقامتها، وهكذا غيرها من مجالس المفسدين لأنّ هذه الأذن ستنقل ما تسمع وعن طريقها سيتأثر الإنسان ويتهتك.
فهذه الأذن يجب أنّ تكون مفتاح الخير والهدى، عن طريقها يتلقى الإنسان ما يصلحه ويسعده ويقرّبه من الله تعالى، ولا يجوز أنّ يعطلها عن دورها المرسوم لها... ما أقبح الإنسان وأشد معاندته للحق إذا رفض أنّ يستمع للحديث ويناقشه بهدوء بعقل وروية.
إنّ علينا أنّ نستمع إلى داعي الله، ونصغي إلى كلمة الحق ونبقي في أنفسنا الشعور الذي يقبل الحقيقة مهما كانت مرة وقاسية ومن أي إنسان صدرت، وفي أي زمن صدرت. قال تعالى: «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون» (الأعراف: 204).
هل سألت نفسك يوماً ما هي اللغة التي سنحاسب بها؟ وما نوع اللغة التي سنعاقب بها؟ هل هي لغة عامة تشترك بها كل الخلائق أم كل واحد حسب لغته؟
حضّر الجواب لسؤال رب الأرباب عند استحضارك وسؤالك، لأنه في ذاك اليوم لا لغات و بلا كلمات ولا معاني ولا أماني، لأن المخاطب هي الروح الواعية والناظر هي البصيرة وليست العين الباصرة، وعليه لا تخف من الخلل في الترجمة والمساءلة، بل الكمبيوتر الأكبر يكفيك مؤونة ذلك فلا تشغل بالك...
- روي عدي بن حاتم أن رسول الله (ص) قال: ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أؤتك مالاً؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً؟ فليقولن: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة.
- نعم، الترجمة مباشرة كي لا يلقي الإنسان معاذير عدم الفهم والتوضيح بل الترجمة فورية، فالكل يفهم والكل يعي ما تقول لهذا كان من أسماء يوم القيامة يوم الفضيحة.
منى الحايكي
أتعلم؟! أنت رحلت وسافرت حروفي معك
ولم يبقَ لي شيء لأصفه بين أوراقي البيضاء
وكأن كل تلك الكلمات، الأغاني التي ينشدها قلبي إليك
هجرت حبري تماماً كما هجرتني
وأصبحت مشاعري ذابلة خرساء!
شوهتها جراحك التي أثقلتني.
سيدي... سيد قلبي الحزين
سيد العشق الدفين
أتعلم؟ بت أعرف أن العالم كله يبصر
وأنا هي من كانت عمياء
وكأن هيامي فيك... أخذني لعالم ثانٍ
صرت أنا والجنون واحداً
أصبحت روحي عيوني أنفاسي في هذه الحياة
كلها لك فداء
ويبقى سؤال واحد... سؤال يراودني
هل تستحق كل ذلك؟
أأنصف قلبي أنا بإهدائك كل هذا العناء؟
غدرت بي... طعنتني... حملتني الاهات وكسرتني
غرست تلك الجروح فيَّ... ولم تعش لحظة مما عشته
من شقاء!
سيدي... سيد دموعي الجارفة سيد آلامي النازفة
أتعلم؟! دقات قلبي تنخفض... نبض عمري يختفي... ومجنونتك الآن تحتضر...ألا تسعفني؟!
دمرت حناني... فطرت عواطفي... ولوثت انت فيَّ كل صفاء!
دموعي تتراقص... وروحي تئن دون صوت... أي ببساطة
أنت قتلتني، سلبت فرحتي... سرقت دنياي
وعيت عزّة نفسي أن ترضخ للبكاء
سيدي... سيد حلمي المنهار
سيد فكري المحتار
أتعلم؟ أتعلم أم لا تعلم؟
علمتك وعلمتني... اختبرتك... امتحنتك
ولم تدرك صعوبة امتحاني
لم تطرق... لم تنادِ... دخلت مدرسة قلبي دون إذني
انجبرت روحي إليك... استقر عالمي بين عينيك
وأنا أجدت التعليم حين انصهرت عواطفي حواليك
لتزلزل قلبك بأبجديه الغزل
بمعنى آخر (معشوقي)... أنا وقلبي كنا في هذه الدنيا شعراء
إلا انت... لم تفهم مشاعري...عصفت طريق كياني
وقادتني رياحك إلى حكم القضاء!
سيدي... سيد روحي الضائعة
سيد نفسي الجائعة
أتعلم؟ صفعتني الدنيا بذكرى قاسية... دفنت بين مواجعي أياماً مؤلمة
بهت فيها شوقي... ونشزت كل الألحان بمعزوفة «حبي»
ها أنا أعاني وأعاني
كنا شعراء يا قلبي... شعراء... وصرنا الآن جهلاء
سيدي... سيد حرفي الفريد
سيد حبري العنيد
أتعلم؟! مازالت أناملي تحرك ذاك القلم
مازلت أحاول لأحيي أملاً بسيط يسطع أمام عيني
ولكن تعال وانظر... تأمل هذه الخطوط المتتالية... وتمعن
أترى أوراقاً فاضية... أسطراً خالية؟
قلت لك... انت ترحل وتسافر حروفي معك... ولا يبقى لي شيء لأصفه بين
أوراقي البيضـــاء
نستني تماماً... كما انت نسيتني
انت رحــلت وبقيت أوراقي هنا
جرداء
فاطمة سلمان عبدالله
العدد 3003 - الخميس 25 نوفمبر 2010م الموافق 19 ذي الحجة 1431هـ
تسلم ايدك اخي خالد
بصراحة الموضوع في وقته
لعل احدهم يصحو من سباته العميق
الكلمة , السمع , لغة الحساب
جزاكِ الله الخير اختي منى الحايكي .. أعجبتني كتاباتك كثيراً وخاصةً لغة الحساب ..
الى الامام دائماً نحو التميز =)
حلوة
حلوة قصيدة اتعلم
يا حبييبي بقرة بني اسرائيل فيهل حكمة
الله ابقدرته جعل البقرة عند امرأة عجوز وولدها وجعلهما بقدرته عز وجل يبيعان البقرة بغالي السعر ليعاقب بني اسرائيل على بخلهم لأنهم لم يكونوا يريدون ذبح بقرة عادية تباخلا فأجبرهم الله على ذبح بقرة وزنها ذهبا، فهل تستيع أن تقول لي الحكمة من رقم هاتف بمليون أو تيس بمليونين؟ استشهادك بقصة البقرة في القضية التي طرحعا الكاتب استشهاد خاطئ يحوي كثير من المغالطات
الحجي
عزيزي خالد قمبر ... دول الخليج خيرها لغيرها .. وما خفيا كان اعظم
لا تتعجب بقرة بني اسرائيل بيعت بوزنا ذهبا؟؟؟
لا تتعجب بقرة بني اسرائيل بيعت بوزنا ذهبا؟؟؟