استعرضت موسوعة البحرين التاريخية التي أشرف عليها الباحث التاريخي محمد حسن كمال الدين وشاركه في التأليف مجموعة من الأكاديميين والباحثين في تاريخ البحرين هم ( منصور سرحان، علي أحمد هلال، تمام همام تمام، سالم النويدري، خالد محمد السندي وعبدالله خليفة الغانم).
وقد وثقت الموسوعة أسماء مناطق البحرين التاريخية والتي لايزال الكثير منها مأهولاً ويحمل نفس التسمية، وتستعرض «فضاءات الوسط» حلقات عن تلك المناطق التي تمثل عمقاً تاريخياً ووجهاً حضارياً للبحرين.
تعد الجزيرة الثالثة في أرخبيل البحرين من حيث الحجم والأهمية. تقع خارج الساحل الشرقي لجزيرة البحرين، وكانت تفصلها عنها قناة ضحلة ضيقة من الناحية الجنوبية الغربية. ويبلغ طول جزيرة سترة أربعة أميال ونصف من الشمال إلى الجنوب، وهي مخروطية الشكل من الشمال، ويبلغ عرضها من الجهة الجنوبية ميلاً ونصفاً. وتتكون من عدة قرى، أكبرها (الخارجية)، ومنها: (واديان - مركوبان - مهزة - سفالة - القرية - أبو العيش - حالة أم البيض)، وقد قسمت هذه القرى إلى مجمعات سكنية، أعطي كل منها رقماً. ومن أشهر عيونها: (الروحى - مهزة - عبدان - بويز). وسترة اشتهرت بالنخيل، وجود الأسماك، وصناعة المديد.
قال في وصفها (السيدعبدالجليل الطباطبائي) خلال رحلته إليها:
حتى قدمنا باعتجال (سترة)
والله مسبل علينا ستره
ترى بها النخيل باسقات
من كل نوع لذ للجناة
فيها ينابيع المياه جرت
في برها وبحرها تفجرت
ويقع في (سترة) مصنع تكرير النفط، المنشأ العام 1935، وخزانات النفط، وعدد من المصانع الحديثة. وامتازت (سترة) منذ القدم بعمائها ورجال الفكرة والثقافة فيها، ومن أولئك:
• الشيخ الفيلسوف أحمد بن سعادة (ق7هـ).
• تلميذة الشيخ علي بن سليمان (ق7هـ).
• الشيخ عبدالله بن ثابت (ق10هـ).
• فقيه سترة الكبير ومرجعها العام الشيخ عبدالله بن عباس آل رمضان التغلبي توفي سنة 1270هـ - 1553م.
وفي سترة مساجد كثيرة، تجلّ عن الحصر. ومن المؤسسات الثقافية والاجتماعية الحديثة في (سترة):
• نادي سترة الثقافي والرياضي (1953م)
• مركز سترة الاجتماعي (1988م)
• صندوق سترة الخيري (1993م)
• وقد مرت (سترة) في تاريخها بوقائع دامية، من ذلك ما حكاه (ابن مقرب عن المعركة التي هزم (العيونيون) فيها حاكم (قيس) فقال:
ويوم (سترة) منا كان صاحبه
لاقت به شامة والحاشك الرقما
وفي العام 1230هـ - 1814م، كانت (دولة الإمام في سترة)، حيث هزم فيها (آل خليفة) حاكم (مسقط)، الذي غزا يومئذ. ولعل السبب في تسمية هذه الجزيرة (سترة) أو (الستار) في بعض المصادر لكونها محاطة بستار كبير من النخيل. وفي (معجم البلدان) جاء في (سترة) ما يلي:
السترة: ما استترت به من شيء كائن ما كان، وهو أيضاً الستار، والستار ناحية بالبحرين ذات قرى لبني امرئ القيس بن زيد مناة.
قرية على الساحل الشرقي، على بعد ميل ونصف من الطرف الشمالي لجزيرة (سترة). والقرية - كغالب قرى البحرين - تشتهر بالبساتين، والنخيل، والعيون الجارية، وأهلها فلاحون وصيادو سمك. وقد اشتهرت جزيرة (سترة) بجودة أسماكها خاصة (الصافي)، وأجود أسماك (سترة)، ما يصيده أهل (سفالة)، وقد كانت لهم طرق مميزة في صيده، وفي هذه القرية حظائر عديدة لصيد (الروبيان). ومساجدها صغيرة، متواضعة في بنائها وتصميمها، منها: (مسجد الشيخ إبراهيم). ومعنى (سفالة) في لسان العرب: أنها نقيض العلو، ويقال: قعد في سفالة الريح وعلاوتها، فالعلاوة: من حيث تهب، والسفالة: ما كان بإزاء ذلك.
وعلاوة الريح: بأن تكون فوق الصيد، وأما سفالتها: فأن تكون تحت الصيد لا تستقبل الريح. ومن المعلوم، أن أهل سفالة، كما بيّنا، يحترفون الصيد البحري.
وربما سميت (سفالة) أيضاً: لأنها آخر قرية في جنوب (سترة)، وكان أهلها يسمون جهة الجنوب بالسافلي، وجهة الشمال بالعالي.
قرية على بعد مئتي ياردة في الجنوب الشرقي من (قلعة المنامة).
وكان فيها الكثير من الدواليب، التي تسقى بالغرافات، وأهلها يعملون في فلاحتها. وفي دواليبها ينابيع تروي النخيل والمزروعات الأخرى، وتعرف بأسمائها. ومن أشهر ينابيعها: (المنَجَّة). وفيها مسجد قديم يعرف باسم (مسجد المبارك). و(سقية): تصغير (سقية)، وهي النخل الذي يسقى بالدوالي. وفي (معجم البلدان): سقية: تصغير سقية، وهي بئر قديمة كانت بمكة.
قرية قديمة خرجت، تقع على الساحل في الجنوب من جزيرة (سترة)، وقربها رأس يعرف (رأس سلبة). وقد ذكرها المبارك في (ماضي البحرين) باسم (السلباء). وفي (دليل الخليج) موضع باسم (سلبة) على الساحل الشرقي للبحرين، يبعد ثلاثة أميال ونصف عن شرقي الرفاع الشرقي، وهذه أقرب القرى إلى (شبافة). وفي اللغة: نخل سلب: لا حمل عليه: وشجرة سلب: إذا تناثر ورقها. والسلب: ضرب م الشجر، ينبت متناسقاً، ويطول فيؤخذ ويمل ثم يشقق، فتخرج منه مشاقة كالليف، واحدته (سلبة)، وهو من أجود ما يتخذ منه الحبال.
قرية تقع في الجهة الغربية من (مدينة عيسى)، يفصلها (شارع الشيخ سلمان). وهي من المناطق التي تعج اليوم بالمشاريع الصناعية والاقتصادية على اختلافها. ويقع إلى الشرق منها ما يعرف قديماً (ردم الكوري)، وفي جنوبها قرية (عالي). وكانت ذات بساتين كثيرة، ومياه غزيرة، وأهلها فلاحون. وقربها موقع أثري قديم، مما يلي قرية (القبيط) المتاخمة.
وفي الناحية الجنوبية الشرقية منها سهل صخري ممتد حتى مدينة الرفاع. ومن أهم عيونها: (عين الضحايا - عين سلمان). وفيها مساجد أثرية قديمة، كمسجد (الشيخ مفلح). وهذه القرية ذات تاريخ علمي عريق، حافل بأهل العلم والأدب، ومن أبرز أعلامها الذين مازالت أضرحتهم ماثلة للعيان في هذه القرية:
• الشيخ مفلح بن حسن الصيمري، المتوفى في حدود سنة 900هـ - 1494م.
• الشيخ نصير الدين، حسين بن مفلح الصيمري، المتوفى العام 933هـ - 1526م .
• الشيخ عبدالله بن حسين الصيمري، كان حياً سنة 955هـ - 1548م .
• الشيخ محمد بن عبدالله آل رمضان، المتوفى عام 1240هـ - 1824م.
ولعل أصل تسمية هذه القرية: (بلاد سلمان)، لوجود عين باسم (عين سلمان)، كما رأينا، فحرفتها الأعاجم إلى (سلماباد).
من ضواحي (المنامة) التي جرى تعميرها في عهد المغفور له بإذن الله تعالى (الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة) المتوفى العام 1961م. وموقعها في الجهة الجنوبية من العاصمة. ومن أهم معالمها: مستشفى السلمانية، وزارة الصحة وحديقة السلمانية. وفيها الأحياء الحديثة، والمباني والعمارات ذات النمط الجديد.
العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ