العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ

«جازف... كي لا تموت وأنت واقف»

إبراهيم أبوسنة في بيت الشعر

ما كان للشاعر إبراهيم أبوسنة إلا أن يختم أمسيته بقصيدته الشهيرة التي لا يذكر إلا وتذكر بعده وقبله» جازف .... كي لا تموت وأنت واقف» هكذا في صوت خفيض ظل يتلاشى شيئاً فشيئاً إلى آخر الأمسية أخذ فعل الأمر يتكرر مرة بعد مرة جازف جازف كي لا تموت وأنت واقف.

كان ذلك في أمسية ضافية حضرها مجموعة من محبي الشعر في بيت الشاعر إبراهيم العريض، وبتنظيم من مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث، ضمن برنامجه الثقافي حيث استضاف بيت الشعر الشاعر إبراهيم أبو سنة ليلقي مجموعة من قصائده الشعرية. يقف أبوسنة ضمن صف شعراء الستينيات مع كل من عبدالمعطي حجازي، وعفيفي مطر، وصلاح عبدالصبور من سيّجوا لقصيدة التفعيلة سياجها ضمن الحراك الشعري للقصيدة الجديدة في مصر في حينها والذي ظل مخلصاً لتلك التخوم التي ولدت فيها قصيدته حتى اللحظة الراهنة.

تعالي إلى نزهة في الربيع

‏لنقطف بعض الأغاني التي أوشكت أن تضيع

ونطلق في الأفق ضوء الفراشات فوق

مرايا الجداول عبر الفضاء الوسيع‏

نحلّق مثل الطيور التي ألهمتها الحدائق

هذا الجنون البديع

‏دعيني أسافر في مقلتيك

إلى حيث تسطع شمس تولي

لتتركني في الصقيع‏

دعيني أحول هذا الحنين

إلى دفء صدرك

نكشف ما قد تواري

من الحب خلف الحصار المنيع‏

نروح إلى غابة في الجبال

ونمضي إلى شأننا وحدنا

لنحاول ما نستطيع

خذيني إلى بعض أسرارنا في الرياح

التي فرقتنا طويلاً

لنشتاق يوم الرجوع‏

تعالي لنشعل نجماً

ثوى في الغروب

ونطفئ نار الدموع‏

‏تعالي فلم يبقَ إلا المدى

حولنا خاوياً

ولم يبقَ إلا الجدار

وهذي الصدوع‏.‏

البحرُ موعدُنا

البحرُ موعِدُنا

وشاطئُنا العواصف

جازف

فقد بعُد القريب

ومات من ترجُوه

واشتدَّ المُخالف

لن يرحم الموجُ الجبان

ولن ينال الأمن خائف

القلب تسكنه المواويل الحزينة

والمدائن للصيارف

خلت الأماكن للقطيعة

من تُعادي أو تُحالف؟

جازف ولا تأمن لهذا الليل أن يمضي

ولا أن يُصلح الأشياء تالف

هذا طريق البحر

لا يُفضى لغير البحر

والمجهول قد يخفى لعارف

جازف

فإن سُدّت جميع طرائق الدُّنيا

أمامك فاقتحمها لا تقف

كي لا تموت وأنت واقف

النَّهرُ وملائِكةُ الأحزان

لست سطحاً من الموج لا ولا أنت فضَّة

إنَّما أنت مُهجةُ الأرض سالت ودهرٌ

من الهناءات والتَّعاسة والشَّوق

لحنٌ من العشق يرحلُ في الحُلم

حتَّى تموت المسافة

العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً