بعد شهور من التجاذبات والمخاوف الأمنية، انطلق العرس الخليجي في الجمهورية اليمنية، وسط آمال وتأملات بأن يترك منتخبنا الوطني بصمة في هذه الدورة، لا أن يخرج بخفي حنين كما حصل في الدورة الماضية التي لم نخرج منها سوى بانتصار واحد في الدور التمهيدي، وهو الذي حقق بداية ليست بالسيئة بالتعادل أمس مع حامل اللقب المنتخب العماني، غير أن الآمال تنصب هذه المرة على تحقيق ما هو أفضل من المركز المفضل للمنتخب وهو المركز الثاني، وبنسب متفاوتة نظرا لدرجة التشاؤم والتفاؤل التي تسود الشارع البحريني العارف بخفايا منتخبه لكرة القدم الذي أصبح الكثيرون من المحبين له يقطعون الشك باليقين، بأن لديه من الفرص الكبيرة الممكنة التي تمكنه من مزاحمة الفرق المتقدمة على المراكز الأولى في المجموع العام للمنتخبات الثمانية.
لو وضعنا هذا التشاؤم في جهة، وقمنا بتحليل منطقي لفرص منتخبنا في تحقيق بطولة هذا العام، لوجدنا أن نسبة 10 في المئة هي التي تتسيد جميع الاستفتاءات التي تؤكدها مطالعات الشباب البحريني المتابع لمنتخبه، ولذلك أسبابه بالتأكيد، فهناك الإعداد المتواضع الذي لا يصلح حتى لدورة دولية ودية، فكيف تصلح لبطولة هي الأهم بالنسبة إلى كل مواطن خليجي وتمثل «كأس عالم فريد من نوعه لنا»، وهناك المباريات الودية التي لعبها المنتخب ودرجة الاستفادة القصوى منها.
نتمنى أن يواصل المنتخب مشاركته بالشكل الذي ظهر عليه في الشوط الثاني، وفيه وجه إنذارا للجميع بوجود منتخب اسمه البحرين، قادر على المنافسة، وأن يلعب مدربنا الوطني بأوراقه المعتمدة وبالهجوم لا غير، لأن المنتخب كما ظهر لديه من الإمكانات ما توفر له المنافسة.
مع اقتراب مشاركة البعثة البحرينية في منافسات الدورة الآسيوية الـ 16 المقامة حاليا في غوانزهو من النهاية، يتمنى كلّ بحريني أن يكتب لاعبونا أسماءهم واسم بلدهم في لائحة الفائزين، وخصوصا أنّ الفرصة سانحة للاعبينا ولاسيما في ألعاب القوى، وأنا هنا أقصد الأخوة المستوردين من الخارج؛ لتحقيق هذا الغرض وهو الفوز بميدالية ذهبية أولمبية وآسيوية وعربية وكل البطولات التي تشارك فيها البحرين.
كل الأمور متوافرة حقيقة لأن يحقق هؤلاء ميداليات ملونة، ولأنّ البحرين قامت باستيرادهم من أجل تحقيق غايتها في الفوز بالذهب في كل المحافل فإنّ هؤلاء العدائين من واجبهم أنْ يؤدوا أمانتهم بشرف كبير وصدق نية، وهي رفع علم البحرين عاليا في سماء بكين.
أمّا في حال إخفاقهم فإنّ الأسئلة الكثيرة التي كانت تطرح سابقا من غياب أسماء هؤلاء عن المنصات في الملتقيات العالمية لألعاب القوى، ستعود للطرح من جديد، وسيكون السؤال الأكبر، ماذا حقق هؤلاء أكثر من ميداليات ذهبية لا تعد على أصابع اليد الواحدة ومنذ سنوات، وكأنهم أمسوا غير قادرينَ على إعادة الإنجاز من جديد، وهذا يحتم على المؤسسة المسئولة الأولى عن تجنيس هؤلاء أنْ تقوم بدورها في الرقابة والثواب والعقاب، أم أنها غير قادرة على تحقيق هذا المبدأ مع هؤلاء، بعكس اللاعبين البحرينيين كما هو المعتاد في مسابقات أخرى؟!
ما حدث في الدورة الآسيوية من إخفاقات وفشل ذريع لأكثر من مستورد، أعاد حبل الاستغراب من جديد ليلتف حول أعناق هؤلاء، فتلك لاعبتا سباق الموانع جعلتا البحرين أضحوكة العالم بسباق ولا أروع في الضحك، مع عدم قدرتهما على تجاوز الموانع المائية للسباق وبشكل مضحك تماما، وذاك المسمى بالبطل يوسف كمال، تحول من كونه بطلا، فأصبح سرابا بحلوله في المركز قبل الأخير، نعم قبل الأخير وهو حامل لقب ميدالية السباق.
نتمنى يا إخوان أن يكون التجنيس المقبل في منتهى الدقة ولاسيما أنكم لا تعون على ما يبدو الطرق الصحيحة للتجنيس الرياضي السليم وأهمها قدرة اللاعب المستورد على العطاء والبذل، وليس فقط الأخذ.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3001 - الثلثاء 23 نوفمبر 2010م الموافق 17 ذي الحجة 1431هـ