توفيت الأحد الماضي (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2010) المربية الفاضلة سلوى العمران، وهي كانت من رواد التعليم في البحرين، وممن ساهم في تأسيس اللبنات الأولى للنهضة التعليمية الحديثة، وذلك من خلال عملها الدؤوب مع رفيق حياتها، أستاذ الأجيال المرحوم أحمد العمران المتوفى في العام 2007، والذي كان أول وزير للتربية والتعليم (بعد الاستقلال) حتى العام 1972، وكان قبل ذلك قد تولى مسئولية «إدارة المعارف» منذ العام 1945، وزوجته الراحلة كانت مساعدته التنفيذية من 1950 حتى 1956.
التعليم في البحرين كان متقدماً وذلك لأن الذين وضعوا اللبنات الأولى كانوا عصاميين من أمثال أحمد العمران، وزوجته سلوى العمران... ومن أمثال سعيد طبارة، مؤسس التعليم الصناعي في أربعينيات القرن الماضي.
ولو عدنا إلى حياة زوجها، المربي الكبير الأستاذ أحمد العمران فسنجد أنه كان من أوائل من التحق بمدرسة الهداية الخليفية بالمحرق منذ تأسيسها فى العام 1919، كما التحق بالنادي الأدبي في المحرق منذ تأسيسه في العام 1920، وباشر بكتابة عدة مؤلفات، وفي العام 1928 كان ضمن أول بعثة لأبناء البحرين للدراسة في الجامعة الأميركية فى بيروت، عاد بعدها في العام 1930 ليعمل مدرساً، وليلتحق في 1942 بالجامعة الأميركية في طهران، وليعود في العام 1934 للعمل في الدولة، ومن ثم ليتولى إدارة المعارف.
تأثير البيئة المتطورة في لبنان، والجامعة الأميركية في بيروت، كان واضحاً منذ البداية، وقد اعتمدت البحرين الأساليب الحديثة في التعليم، من خلال التواصل مع المجلس الثقافي البريطاني، بالتالي فقد توافر عند التأسيس رجال ونساء في الريادة، لديهم تعليم وتدريب متطور انطلق من لبنان، ومن ثم اعتمدت أفضل أساليب التعليم، التي نعمت بها البحرين طوال العقود الماضية.
وفي الفترة الحالية، فقد دشن سمو ولي العهد مشروع تطوير التعليم، وعدداً من المشروعات التي يتم تنفيذها حالياً، فيما يتعلق بتدريب المعلمين، وطرح برامج «بوليتكنيك»، كانت لدينا في السابق وتخلينا عنها، ثم نعود إليها ونحن واعون بأهميتها، وكيف أنها صنعت الأجيال المقتدرة في فترات كانت أكثر صعوبة. نستذكر أسباب قوتنا عندما نفقد أحد رواد الوطن، والفقيدة سلوى العمران، كانت من أولئك الرواد. مع زوجها الراحل، ممن أعطوا البحرين سمعتها الراقية، وممن ساهموا بشكل مباشر في تربية وتعليم الأجيال.
في نهاية 2007 أعلنت عائلة الراحل أحمد العمران عن جائزة باسمه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكان مما قاله وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي في حفل خاص آنذاك: «إنّ البحرين فقدت برحيل العمران رمزاً من رموز التربية والتعليم ورائداً من روادها الذين سيذكرهم التاريخ بالكثير من التقدير والاحترام... فلا يمكن أن يتوقف باحث في تاريخ التعليم في بلادنا من دون ذكر دور الراحل في خدمة وطنه وأهله أكثر من 5 عقود من الزمن»... وفي هذا السجل الذهبي للتعليم يدخل اسم المرحومة سلوى العمران.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3001 - الثلثاء 23 نوفمبر 2010م الموافق 17 ذي الحجة 1431هـ
عفوا
عفوا دكتور التاريخ خطأ ام التبس الامر علي؟ في الصفحة الرئيسية هذا الشهر و في مقالكم شهر للوراء!؟
زمن ولى من غير رجعة
لو يرجع الزمن بنا الى ايام العمران لكان خيرا لنا فقد كانت البساطة والطهر والنقاء .. اما الان فوجب علينا الصمت وانهتى المطاف اه يا وطني كلما تذكرت القديم تسيل الدموع غزيرة كان المدراس طاهرة مدرسيها طاهرين مدرائها طاهرين طلابها طاهرين منهاجها طاهرة والان علينا ان نسكت
إنا لله وإنا إليه راجعون
جميل جدا الترحم على موتانا المسلمين وجميل جدا ذكر كلمة التعليم، وجميل جدا أيضاً اتباع أساليب التعليم المتطورة، والأجمل والأنفع بل الأوجب الأولى هو تعلم العلم النافع في الدنيا وفي الاخرة ولا علمَ أنفَع ولا علمَ أجلَّ ولا أجدى واحسن وأفضل وأكمل أبدا من علم رسول الله ( ص ) وعمله ذاك العلم المقرون بالعمل الصالح الذي نفع الرسولَ وآله والمؤمنين ومَن آمَن وعمل به، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، ومع كل عمل المؤمنين هذا هم يرجون رحمته ويرجون شفاعة نبيه، اللهم ارحمنا بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.
حب البحرين الصادق
كتاباتكم يا دكتور تفيض حباً صادقاً للبحرين ، كيف لا وأنت ابنها البار الاصيل ، وكأني ببعض البائسين الذين يرصدون ما تكتب ، سيكتبون عنها انها كتابات ( تقية ) لينم ذلك عن جهل فظيع وعقد نفسية تظهر واضحة جلية في كل ما يكتبون !
صباح خير دكتور
شكرا على المقال الرائع، مقال فيه شموخ وعزه من اجل الوطن،
تحية واجلاال الى رواد مسيرة التعليم في البحرين و المنطقة الى الاستاذ احمد العمران ورفيقة دربه