العدد 3000 - الإثنين 22 نوفمبر 2010م الموافق 16 ذي الحجة 1431هـ

خيارات المنبر الديمقراطي التقدمي في المرحلة الحالية

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لم يعد خافياً على احد أن البعض وجد نفسه في أزمة سياسية تفاقمت بعد انتخابات 2010م، وعليه بدأ يلوح بآخر أوراقه بأن تجربة السداسي لن تعود، هو الآن مطالب أكثر من غيره من القوى السياسية باتخاذ موقف سياسي وطني بعيدا عن ردة الفعل.

وعند الحديث عن المشكلات التي تمر بها الجمعيات السياسية، فإنه يجب الاعتراف بحق الاختلاف، وتقدير التاريخ المشرف لجميع المناضلين. ولو أخذنا «جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي» مثالاً للعطاء الوطني، فسنجد أنها تأسست في العام 2001م، بعد بدء الإصلاحات السياسية في البحرين، وهي الوريث التنظيمي والفكري لجبهة التحرير الوطني البحرانية التي تأسست العام 1955 بوصفها أول تنظيم سياسي اشتراكي يدافع عن الطبقة العاملة، تعرض أعضاؤه للملاحقة. وبعد الاستقلال في 1971 وفي أول انتخابات برلمانية تشهدها البحرين في 1972 قاطعت جبهة التحرير متضامنة مع الجبهة الشعبية - تولد منه جمعية وعد - المجلس التأسيسي الذي وضع دستور دولة البحرين العام 1973م. لكنهما اختلفتا في الدخول للبرلمان في العام 1973، إذ شاركت جبهة التحرير الوطني وشكلت كتلة الشعب بثمانية نواب، بينما قاطعته الجبهة الشعبية.

وبعد حل المجلس الوطني العام 1975م وجهت الحكومة حملة للتنكيل بالجبهتين، ما ساهم ذلك في اشتراكهما في صيغة تحالف. وعزز من ذلك التقارب انهيار الاتحاد السوفياتي، والضغوط السياسية والأمنية في الخليج على اثر الحرب العراقية الإيرانية، إذ أسسا لجنة تنسيق انتهت العام 1998م، وبدأ التحالف يقترب من القوى المعارضة الإسلامية الشيعية في البحرين وخاصة مع انتفاضة التسعينيات، ومع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى في البحرين دعت جبهة التحرير أنصارها إلى التصويت بنعم على ميثاق العمل الوطني، في هذه المرحلة جرت لقاءات بين ممثلي الجبهتين لتشكيل تنظيم مشترك عبر مشروع «التجمع الوطني الديمقراطي»، إذ تبنت الجبهة الشعبية بقوة هذا المشروع وتقدمت بوثيقة مكتوبة عنه، في حين تحفظت عليه جبهة التحرير، وحدث تجاذب بين الطرفين، انبرى فيه أنصار جبهة التحرير بعقد اجتماع تأسيسي «لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي»، ومنها افترق الجمع، إذ استقرت الجبهة الشعبية في «جمعية العمل» واستقرت جبهة التحرير في «المنبر التقدمي».

يصنف المنبر الديمقراطي التقدمي من المعارضة البحرينية ضمن التحالف السداسي، الذي انفك بمشاركة المنبر في الانتخابات النيابية في العام 2002 على رغم اعتراضها على كيفية إصدار الدستور. وصل لها ثلاثة أعضاء في المجلس، وبعد دخول المعارضة في الانتخابات عاد التحالف السداسي مرة أخرى ودخل الجميع في انتخابات العام 2006م ولم يصل احد منهم إلى المجلس سوى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.

وفي العام 2010م، أشار الأمين العام للمنبر «إلى أن هذه مهمة الوفاق في إقناع جمهورها كونها جمعية كبيرة ولها كلمة بين مريديها ولديها القدرة لإقناع الجمهور بالحاجة للعمل الوطني الموحد والمشترك»، مشيرا في الوقت ذاته الى انه لا يتحمل أي توافق أو تنازل عن توجهاته المعارضة لفكر الوفاق، إذ يقول «لو تنازلت الوفاق لنا عن دائرة ما وطلبت ألا نخالفها في قانون الأحوال الشخصية فلن نوافق على الإطلاق».

«الوفاق» لم تتنازل عن أية دائرة مغلقة لأي من حلفائها، لذا بدأ المنبر يلوح بخيار التيار الديمقراطي وهذا وفقا لما جاء في إحدى بياناته «طموحنا أن ينزل التيار الديمقراطي موحداً وضمن قائمة وحدة وطنية»، لم يستطع المنبر النزول ضمن قائمة ديمقراطية كما يسميها أو توافق مع الوفاق، جعلته ينزل في دوائر محسومة للوفاق، فقد نزل الأمين العام للمنبر في الدائرة الثامنة في المحافظة الشمالية، وأحد قياداته في الدائرة الثانية في محافظة العاصمة ضمن ما يسمى بقائمة البديل الوطني.

إخفاق المنبر في انتخابات 2010م وحدوث تنافس انتخابي بينه وبين جمعية الوفاق، جعلته في وضع حرج وبدأ يراجع أوراقه من جديد، والتصريحات الأخيرة لنائب الأمين العام للجمعية تعتبر دليلاً واضحاً على حدوث تجاذبات بين قيادات الجمعية على الخروج من التحالف السداسي، إذ يشير الى «أن جمعيته تدرس بجديّة عدم الاستمرار في التحالف السداسي»، منوها إلى أن السبب يرجع الى أن «العلاقات بين التحالف السداسي لم تعد مجزية في الإطار السابق، وأن المجاملات التي طغت على طبيعة التحالف السداسي لا يجب أن تتكرر بنفس الصورة والرتم» لذا يرى «أن معطيات العمل السياسي سواء قبل أو بعد أو أثناء الانتخابات فرضت واقعا جديدا يجب التعامل معه بصورة مختلفة ولا يمكن تجاوز هذا الواقع الجديد» وبتصوري ان الواقع الجديد الذي تدعو إليه المنبر وتعول عليه بحسب ما أشار إليه نائب الأمين العام «الخيار الذي أمامنا والذي ندعو له هو الخيار الوطني الديمقراطي للقوى الديمقراطية والوطنية وهو الخيار المرجح أمامنا وهو خيار الوطن».

المنبر ينظر الى المعارضة بشكل مختلف حالياً، ويقسمها إلى ما هو ديني ولا ديني، وذلك منطلق من رد فعل من جراء الانتخابات وليس نتيجة لمراجعة متأنية، لأن العمل الوطني الجاد لا ينطلق أبدا من تمثيل نيابي، فالبرلمان احدى أدوات العمل السياسي ومن الغبن اختزال العمل السياسي بداخله فالعمل السياسي الوطني ساحة فسيحة واسعة تضم الجميع والبرامج متعددة، والتعامل مع القوى السياسية جزء لا يتجزأ منه.

ان الجميع ينظر الى خيارات جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، مستنداً الى تاريخ نضالي، ومتأمل في ان تكون الخيارات في سياقات تعزز ذلك النضال.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3000 - الإثنين 22 نوفمبر 2010م الموافق 16 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:50 ص

      كوني حقانيه

      الاخت الكاتبه كوني حقانيه ولا تخلطين الاوراق المنبر التقدمي لما صرح بفك السداسى ليس على كرسى البرلمان ولكن على الحملة الشرسةالتى قام بها قيادة الوفاق وجماعتهم من تشويه لسمعة المناضلين الذين ترشحوا ضد الوفاق لو كانت المنافسه شريفه لما وصل لا خليل ولا فيروز ولعلمك بأن الكل كان يقول بأن النازلينا اقوياء ولهم حضور قوى ولكن تكفير الاخرين وتشويه السمعه هو ما يعترض عليه المنبر وليس المنافسه الشريفه (كوني حقانيه)

    • زائر 15 | 2:17 م

      لا الوفاق و لا غيرها

      قاطعتُ الإنتخابات ولم أصوت لأي جمعية أو أفراد، جميعهم -كلٍّ بطريقته و خطّه- يشتركون في السعي للمنصب والسيارات والتقاعد الجائر، وينسون ناخبيهم بعد الفوز مباشرة، وتصبح(طقته و طقة ال....واحد) كما يقول المثل، وينشغلون بتوزيع المناصب داخل البرلمان، بعدها يطرحون و يناقشون أموراً تافهة و يتركون القضايا الجوهرية، فيفتح المواطن البحريني عينه ليجد نفسه محاطاً بمجموعة من القوانين الجائرة التي مررها هؤلاء النواب المرفهون لأنها لا تضرهم، بل تضر المواطن، والمواطن(في الطقاق) طالما أخذوا صوته ووصلوا به.

    • زائر 14 | 1:27 م

      لا داعي للمزايدات

      ما قرأته للكاتبة الفاضلة والتعليقات على المقال تعكس حجم الخلاف وتبرئة أي طرف سواء كان الوفاق أو المنبر الديموقراطي هو أمر غير واقعي والحديث عن أن الاختلاف بين الجمعيتين حرام أو أن ننزه طرف ونتهم طرف آخر أو اتهام طرف أنه ممالئ للحكومة كل ذلك فيه إجحاف، يا سادة يا كرام متى نتخلص من عواطفنا ونزعة التقديس والشخصانية ونفهم الأمور في سياقها السياسي ويجب أن لا يخرج أي طرف مهما بلغت حدة الخلاف عن قواعد الخلاف السياسي فللجميع كرامته كشخص ومواطن كامل الحقوق أيا كان هذا الشخص كبيراً كان أم كبيراً

    • زائر 13 | 12:12 م

      الاختلاف لايصنع الخلاف بل السلوك غير الرزين هو المرض الذي ينبغي تشخيصه

      الكاتبة المحترمة لايمكن مشاطرتك الراي في شان ما اشرتي اليه حول الثوابت الخلافية التي جعلت المنبر يراجع قضايا تحالفاته وليس الامر مرتطب بتصنيف نوعية الاطراف السياسية بين ديني واخر او نتيجة عدم فوز المنبر في الانتخابات فطول مراحل نضاله اعتمد المنبر كوريث لجبهة التحرير مسارات متعددة حتى عندما حقق مناضليه الانتصار في برلمان السبعين كانت خياراته النضالية متداخلة لتحقيق المنجز الوطني.
      الاختلاف ياختي لايصنع الخلاف ما يصنع الخلاف المسلك غير الرزين وغير العاقل الذي يتجاوز الخطوط الحمر في العمل الوطني

    • زائر 12 | 4:56 ص

      الي الزائر رقم 7

      عزيزي عنالمزيدات والكلام الغير مسؤؤل ... احترم تضحيا ت الاخريين وبدون مزيدات علينا ..من يخلتف معكم فهو حكومه ..لاتزايد علي .. ابو خالد احمد الشملان واحمد الذوادي والاستاذ حسين نصرالله والشهيد الشاعر سعيد العويناتي والدكتور هاشم العلوي والقافله تطول ......

    • زائر 11 | 4:16 ص

      من الافضل للمعارضة الصادقة خروج المعارضة بالقشمره

      المنبر يغازل الحكومة لمجلس الشوري واذا كان يهدد بالخروج من المعارضة فهذا افضل للمعارضة وخساره له لانه طيلة الفتره السابقة كان يتقشمر مع الحكومة ولا يمكن نسميها معارضة

    • زائر 9 | 1:09 ص

      الشارع على كيفه

      اما ان تتنازل لي عن دائرتك او انسحب من التحالف؟ هل هو لعب اطفال؟ ولماذا تصر المنبر على التنافس مع دوائر الوفاق؟ بين فترة واخرى يقولون بأن شعبيتهم تزيد، لماذا مثلا لا يتنافسون مع الأصالة او وعد؟ هل الوفاق هي الطوفة الهبيطه؟ منذ الدستور الجديد وحتى الان، ماذا فعلت جمعية المنبر للوطن وماهي اجندتها؟ تكاد ان تكون جمعية موالية اكثر من معارضة.. اما التهديد بالأنسحاب فلن يرضخ احد لمطالبكم، مع رحمتناعلى شهداء المنبر.. افيقوا قليلا، الشارع يختار على كيفه

    • زائر 8 | 12:29 ص

      فك التحالف قرار سليم

      "المنبر ينظر الى المعارضة بشكل مختلف حالياً، ويقسمها إلى ما هو ديني ولا ديني، وذلك منطلق من رد فعل من جراء الانتخابات وليس نتيجة لمراجعة متأنية، "
      كيف للمنبر التقدمي أن يجلس على طاولة واحدة مع من خونه وسقطه لأجل كرسي برلماني زائل؟
      الوفاق تستغل المعارضة كغطاء لستر عورتها الطائفية و أجندتها الخاصة.
      حسناً ما أقدمت عليه كلاً من المنبر التقدمي و التجمع القومي.

    • زائر 7 | 11:55 م

      مع التحية للمنبر

      الخط الاشتراكي بمسمى ديمقراطي ونزعه ليبرالية لا اسلامية يجعل الناس تنفض من حولكم بل وتخاف الالتفاف حولكم!

    • زائر 6 | 11:14 م

      اقلب القدره على فمها، تطلع البنت لأمها

      واضح الانحياز فيك وفي مقال
      وكما قال اجودي التسويف فيه.
      فهو لا يحمل العمق الحقيقي للموضوع
      ولا يمتاز بالصدق على رغم التنقل في الأزمنة
      وخاصة في ما يخص العملية الانتخابية وأبعادها وإفرازاتها من نتائج سلبية وإيجابية.
      يحتاج هذا المقال المهين لفئة في مجتمعنا
      المراجعة من قبلكم
      والاعتذار...

      تحياتي صادق...

    • زائر 4 | 9:05 م

      أجودي// هذا كذبكم البراق

      امين عام التقدمي لم يطلب احد من الوفاق بأن تقنع قاعدتها فالرفض اتى من قيادات الوفاق لا الشارع الوفاقي كما تحاولين اشاعته!! وما تحوالين إيصاله فيهِ الكثير من التزوير والتشويه والتسويف. وليس فيه شيءٌ من العفوية... 

    • زائر 2 | 8:51 م

      أجودي// التاريخ يتكلم

      منذ 2002 و 2006 و 2010
      والمنبر التقدمي يتعرض لممارسات شتى
      من تهويش وتشويش وتحريض على قاياداته الاشراف الأطهار.
      فبعد كل هذه السنون وهذه التجارب
      مع من يدعي حليف
      يكون منه كل هذا؟
      فهذهِ انتِ
      وانتِ صحافية في هذه الصحيفة الغراء
      ولم تنصفين في مقالك
      بل بان انحيازك الواضح للوفاق
      وهذا ليس غريب
      لأنكِ وفاقيه.

اقرأ ايضاً