تعدد لهجات أهل البحرين يعبّر عن عمق ثقافي وتاريخي يستحق أن يفسح له المجال لأن يتنفس في الإذاعة والتلفزيون الرسمي ولاسيما أن البحرين اعتمدت العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 12 أغسطس/ آب 2006، والمادة 27 من هذا العهد تقول «لا يجوز، في الدول التي توجد فيها أقليات إثنية أو دينية أو لغوية، أن يحرم الأشخاص المنتسبون إلى الأقليات المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائره أو استخدام لغتهم، بالاشتراك مع الأعضاء الآخرين في جماعتهم».
ولكن عندما نتابع المسموح له في الوسائل الرسمية هو جزء صغير من ثقافة البحرين، ومن المفترض أن تفتخر الحكومة أن لديها شعبا متنوعا وتمتد جذوره في التاريخ، وكثير من البلدان تبحث عن جذور لها وبعض الأحيان تخترعها إذا لم تجد أن لديها تاريخا، أما نحن في البحرين فلدينا تاريخ من أفضل ما يتوافر في المنطقة ولكنه مندثر، وهذا مخالف لجميع الأعراف والآن مخالف أيضا للعهد الدولي الذي أعلنت البحرين أنها تلتزم به منذ 2006.
الغريب أن هناك من يحاول تحريف التراث والتاريخ، وهذا مخجل ومحاولة فاشلة من الأساس لأن تواريخ الأمم محفوظة في أهم المراكز الوثائقية في العالم، والبحرين لديها تاريخ محفوظ والأفضل أن تستفيد منه الحكومة في برامجها لتطوير السياحة التراثية والثقافية والآثار التي تتحدث عن صورة جميلة للبحرين، وجزء من التشكيلة الجميلة هي لهجات البحرين المختلفة، وقد كانت أطروحة الدكتوراه لأحد الباحثين البحرينيين (وهو مهدي التاجر) عن هذا الموضوع.
كما أن اللهجات في البحرين ليست متنافرة لو فسح لها المجال أن تعبّر عن نفسها، بل إنها بالإمكان أن تتكامل مع بعضها البعض لتعيطنا نمطا راقيا ومظهرا مدنيا للمجتمع بعيدا عن الجزئيات التي تخص فئة دون غيرها، فالثقافات الإنسانية تزداد قوة عندما تلتقي مع بعضها البعض ويمكنها أن تسهم في تنمية الثقافة وتطوير اللهجات إلى مساحة مشتركة ومتقاربة تفخر بها جميع فئات المجتمع.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ
صلوح
اتمنى اعطا الفرصة للهجات كلها