العدد 2999 - الأحد 21 نوفمبر 2010م الموافق 15 ذي الحجة 1431هـ

البحرين تحتضن فعاليات مهرجان المسرح الطلابي الخليجي

الشيخة مي: الخليجيون ليسوا شعوباً نفطية مترفة... ومراكزهم الثقافية ليست هامشية

انطلقت يوم أمس (الأحد) في مملكة البحرين فعاليات المهرجان المسرحي الثاني الخليجي لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسط مشاركة واسعة، تصدرها حفل الافتتاح الذي تضمن لوحات فنية مميزة توسطت كلمات المشاركين.

ويقدم 15 فريقاً مسرحياً طلابياً من 15 جامعة خليجية عروضهم خلال المهرجان الذي يستمر إلى الخميس في ثلاث فترات: صباحاً في جامعة البحرين، وظهراً في مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات، ومساءً في الصالة الثقافية.

وخلال حفل الافتتاح شدد المتحدثون على قدرة المسرح على التعريف بحضارة منطقة الخليج، والإسهام في تعميق الروابط المشتركة بين شعوبها، مؤكدين أن هذا المهرجان يعبر بوضوح عن الزخم الثقافي الذي تعيشه دول الخليج.

ودعت راعي المهرجان وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى العمل على حمل اسم منطقة الخليج العربي إلى كل العالم، من خلال الأدوات الثقافية التي حققت وستحقق الكثير لبلدان المنطقة.

وأشارت الوزيرة في كلمة لها في حفل افتتاح المهرجان، إلى أن الفعاليات الثقافية الخليجية المتنوعة أثبتت للعالم أن شعوب الخليج ليست شعوباً نفطية مترفة، بل شعوبٌ قادرةٌ على المشاركة في صناعة المستقبل.

وقالت الوزيرة: «إنني سعيدة بهذا التجمع، وهو مظهر لأكبر تجمع عربي تشهده وتعيشه دولنا الخليجية الست التي تتجه نحو الثقافة بخطوات متسارعة». وأضافت «أحببت أن أكون معكم وأشارككم هذه الاحتفالية التي تعد جزءاً من حركة ثقافية خليجية نامية»، مشيرة إلى أنها تنظر بفرح كبير إلى اهتمام دول المنطقة بتزايد افتتاح مراكز ثقافية جديدة للشباب والشابات في أرجاء الخليج.

وأكملت «أن هذه المراكز ليست ترفاً أو أمراً هامشياً، فقد لقيت نهضة المنطقة الثقافية إشادة الآخرين حيث يرون المنشآت، والمسارح، والمتاحف، والمراكز التي يقصدها الزائرون». وأكدت الوزيرة في كلمتها التي تخللها التصفيق من الجمهور «لا تنمية ولا تقدم ولا اقتصاد من دون استخدام الأدوات الثقافية، والمسرح محور للثقافة إذ إنه أبو الفنون». ولفتت إلى أن «المسرحيات التي بدأت في المدارس نضجت في جامعة البحرين»، مشيرة إلى أن «ذلك ليس بغريب على الجامعة التي أسهمت بوضوح في الحركة الإبداعية في المملكة».

وقدمت شكرها إلى جامعة البحرين التي ساعدت على نيل البحرين جائزة الأسد الذهبي الأولى عن جناحها في معرض العمارة الدولي الثاني عشر في البندقية بإيطاليا، وذلك بالتعاون مع كلية الهندسة في الجامعة.

وتمنت الوزيرة للمهرجان النجاح تأسيساً على النجاح الذي حظي به المهرجان الأول في الكويت، الدولة التي قدمت - بحسبها - مسرحاً خليجياً بمستوى عالمي، مؤكدة قدرة «الجيل الجديد على حمل اسم المنطقة لكل العالم».

وتخللت الكلمات لوحات تمثيلية عبرت عن المسرح الطلابي ومكوناته، أخرجها ومثلها مسرحيون تخرجوا في مسرح جامعة البحرين وانطلقوا منه.


جناحي: للمرة الأولى أستشعر خشبة المسرح

من جهته، شدد رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي على أهمية أن «يرسخ هذا المهرجان وأمثاله في الجيل الشاب أسمى معاني الفن المستمَدَّة من أبي الفنون، وهو المسرح».

وقال في كلمة له خلال الحفل «إننا اليوم في تجمع خليجيٍّ شبابيٍّ فنيٍّ حميمٍ، وكلنا شوق لرؤية هذه الإبداعات تتمثلُ على خشبةِ المسرح» مسدياً الشكر لوزيرة الثقافة، على دعمها اللامحدود، وتسخيرها إمكانات الوزارة من أجل إنجاح هذا المهرجان، ومهنئاً الوزيرة بفوزها بجائزة مؤسسة الفكر العربي للإبداع المجتمعي.

وقال: «كم تحدثنا من على هذه المنصة في مناسبات عديدة، ولكنها بالنسبة لي، المرة الأولى التي أتحدث فيها من على المكان نفسه مستشعراً خشبة المسرح الذي تأسس منذ آلاف السنين، منذ الحضارات الإنسانية الكبرى(...) إذ ظلَّ المسرحُ مُلهماً على امتدادِ الحضارات... تعددتْ وُجُوهُهُ ومشاربُهْ، وظل حاجة أصيلة لتعبير الإنسان عن ذاته، وتشخيص طموحِهِ وأفكارِه».


الجامعة صنعت ألمع النجوم

وأضاف جناحي «من حسنِ الطالعِ أن تحتضنَ جامعةُ البحرينِ هذا الحدثَ الخليجيََّ المسرحيََّ الكبير، لأن البحرين عرفت المسرح أولَ ما عرِفَته من خلال المدارس والتعليم، وانتقل بعد ذلك إلى هذه الجامعة التي قدمت على مدى السنوات الكثير من الأعمال المسرحية التي أرسلت إلى الفن عدداً من ألمع نجومه، وأهم أسمائه من الشباب، الذين عاد عددٌ منهم اليوم إلى هذا المهرجان، مشاركاً ومنظماً وفاعلاً».

وتوجه الرئيس بالشكر إلى وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، الذي وضع الكثير من إمكانات الوزارة تحت تصرف هذا المهرجان، وكذلك رئيس هيئة شئون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، لتيسير سبل التغطية الإعلامية الكاملة والشاملة للمهرجان، وإلى جميع الجهات والشركات الداعمة والراعية لهذا الحدث الكبير، وإلى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تبنت هذا المهرجان مذ كان فكرة، وإلى اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، موصلاً شكره أيضاً إلى «كل من أسهم في إنجاحنا للوصول إلى اللحظة التي تنطلق منها هذه التظاهرة الفنية التي انتظرناها بكل الشوق والمحبة».

وأنهى رئيس الجامعة كلمته مخاطباً الطلبة: «أمامكم فنٌّ جميل، وجمهور، ولجانُ تحكيم، وفي انتظارِكم جوائز، ولكن تأكدوا، أنكم أنتم من يهدينا الجوائز بوجودِكم معنا اليوم، فأنتم أمام أكثر اللحظات بهجة وحماساً، لحظات ستمدُّ بينكم التعارف والودَّ والأمل في الآتي، وستعمِّر بينكم مشاريع تنجزونها معاً، وإمكانات تفتح بعضها على الآخر». وتابع «ادخلوا هذا المهرجان بروحكم الشبابية الوثابة، وعيونكم على الفوز بالمحبة والألفة، وأدهشونا، فالدهشة سبيلُ الآمال».


التويجري: نعلق آمالاً كبيرة على نجاح المهرجان

كذلك أكد مساعد مدير الإدارة التعليمية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون محمد التويجري، «دعم الأمانة ومساندتها للأنشطة الطلابية المشتركة»، مشيراً إلى أنها «بمثابة حافز لتعزيز وتعميق النشاطات الطلابية بين أبناء دول مجلس التعاون».

وقال التويجري: «نحتفل اليوم بانطلاق فعاليات المهرجان المسرحي الجامعي الثاني في رحاب جامعة البحرين لعرض نتاج طلبتنا المسرحي»، مشيراً إلى أن «الأمانة العامة تعلق آمالاً كبيرة على نجاح هذا المهرجان نظراً للإمكانات الكبيرة التي وفرتها جامعة البحرين ومنذ وقت مبكر». وتوقع أن «يحقق المهرجان الأهداف المرجوة منه».

وقدم المسئول الخليجي شكره لوزيرة الثقافة، ولوزير التربية والتعليم لدعمهما اللامحدود ولجامعة البحرين ولاسيما رئيسها وعميد شئون الطلبة فيها أسامة الجودر، على جهودهم في التنظيم والإعداد الجيد لهذا الحدث.

وكانت الجامعة بدأت قبل نحو عام استعداداتها للمهرجان، وشكلت في أبريل/ نيسان الماضي أكثر من 12 لجنة تنظيمية لضمان نجاح المهرجان.


الجودر: المسرح عبور من الذات إلى الجماعة

ومن جهته، رأى عميد شئون الطلبة في جامعة البحرين رئيس اللجنة التنظيمية أسامة الجودر أن المسرح «يقع في منتصف الطريق بين الكلمة والصورة، وبين الصوت والحركة، وبين الفن والفلسفة، دون تعارض بين هذه وتلك».

ووصف الجودر المسرح بأنه «عبور من الذات إلى الجماعة، ومن الفرد إلى المجتمع». وأوضح أن «جامعات دول المجلس تعمل على دعم المسرح من هذا المنطلق الرحب».

ونبَّه العميد إلى أن «جامعة البحرين أولت المسرح اهتماماً رائداً بين سائر الجامعات في دول المنطقة، فقد ولد مع ولادتها وتطور مع تطورها حتى أنشئ نادي المسرح الجامعي، وأصبح يشرف على واحدة من أهم مكونات الثقافة اللاصفية في الجامعة».

ونبه إلى أن «الدعم الذي لقيه المسرح الجامعي أثمر مسرحيات زادت على المئة، فازت بعضها في مسابقات عربية وخليجية، كما خرَّج المسرح الجامعي العديد من المبدعين والكتاب الذين صاروا علامات مضيئة في المسرح والأدب والإعلام».

وانتقل العميد للحديث عن الجهود التي بذلتها الجامعة لضمان «نجاح هذه الظاهرة الفريدة». واختتم كلمته قائلاً: «نعتز بأن يكون هذا الزخم الثقافي واحداً من مكاسب استضافة المهرجان»، مضيفاً أن «الأمنية تبقى مفتوحة ليس على ما يعد به المهرجان من جوائز فقط، وإنما على ما نؤمله في العروض من تعزيز حياتنا المشتركة وهويتنا العربية والإسلامية».


ثلاث مسرحيات اليوم ومثلها غداً

وتصدرت العروض يوم أمس مسرحية فريق جامعة الملك عبدالعزيز السعودية «حالي حالك» خشبة مسرح مركز تسهيلات البحرين للإعلام بالجامعة، وحكت المسرحية قصة جندي أصيب برصاصة في رأسه أفقدته الوعي طوال ستين سنة، وعندما بدأ يعود إلى وعيه تتقدم شركات عالمية لشراء الرصاصة بمبالغ خيالية ولكن إخراج الرصاصة سيعرض الجندي للموت. ووضعت قصة المسرحية سؤالاً محورياً تدور في فلكه عقدة النص، هو: هل يبيع أحفاد هذا الجندي الرصاصة؟

أما المسرحية الثانية فعرضها فريق جامعة الطائف، وحكت المسرحية التي عنوانها «عصف» قصة مجموعة تدور بينهم عدة مداخلات نفسية واجتماعية وذهنية وهم في طريق الوصول إلى الهدف المرجو من رحلتهم.

أما المسرحية الثالثة فقدمها فريق جامعة البحرين مساءً على مسرح الصالة الثقافية وعنوانها «صفحة 8»، وطرحت المسرحية العديد من المواضيع الاجتماعية الظاهرة على سطح مجتمعاتنا العربية والخليجية، خصوصاً تلك التي تلامس الإنسان العربي الخليجي. ومن المقرر أن تعرض ثلاث مسرحيات أخرى هي: «جنون كامل الدسم» لفريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومسرحية «اللحاد» التي يقدمها فريق جامعة الملك فيصل السعودية. أما المسرحية المسائية فيقدمها فريق جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعنوانها «لمن نتكلم؟».

العدد 2999 - الأحد 21 نوفمبر 2010م الموافق 15 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • أسماء بدر | 6:53 ص

      جميل الشيئ

      جداً جميل .. اتمنى للشباب التووفيق والعمل على التطوير المستمر ..

اقرأ ايضاً