في الأسبوع الماضي أمر وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بمحاكمة ضابط وأربعة أفراد من الشرطة أمام المحكمة العسكرية لاعتدائهم على احد الموقوفين.
وبحسب الوكيل المساعد للشئون القانونية بوزارة الداخلية فانه بناء على شكوى تقدم بها والد احد المقبوض عليهم في إحدى القضايا الجنائية (سرقة بالإكراه أي باستخدام العنف) ذكر فيها تعرض نجله للاعتداء من قبل أفراد الشرطة بأحد مراكز الشرطة.
النيابة العسكرية بالشئون القانونية بالوزارة تولت التحقيق على الفور في نفس يوم تقديم الشكوى حيث تم سؤال المقبوض عليه تفصيلا وتم عرضه على الطبيب الشرعي لإثبات ما به من إصابات وسببها وأسفر الكشف الطبي للطبيب الشرعي الذي تم إجراؤه إثر البلاغ بعد حوالي خمسة أيام من تاريخ الواقعة الواردة بالشكوى عن وجود بعض الإصابات عبارة عن آثار لصعق كهربي وسحجات بالكتفين والساق اليمنى على النحو الوارد بالتقرير الطبي والتي جاءت متفقة مع ما قرره المقبوض عليه.
وبحسب وزارة الداخلية فانه «تم استدعاء الضابط وأفراد الشرطة المسئولين وتم استجوابهم فيما نسب إليهم ومواجهتهم بما ورد بالشكوى، حيث أفادوا أن المقبوض عليه تهجم عليهم ووجه عبارات تشكل إهانة لهم أثناء تأدية وظيفتهم».
ووفقا لبيان الوزارة أيضاً فانه لدى الانتهاء من التحقيقات وتوافر الأدلة على حصول ذلك الاعتداء فقد أمر وزير الداخلية بإحالتهم على الفور إلى المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الكبرى».
من دون أدنى ريب، فان هذه الحادثة ورغم وجهها المظلم المتمثل في تجاوز بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية لحدود صلاحياتهم القانونية من خلال اللجوء الى التعذيب، فان الوجه المشرق الآخر لها يتمثل في نقطتين رئيسيتين: الاقرار الرسمي بوجود بعض الانتهاكات الخارجة عن اطار القانون (الاقرار باستخدام الصعق الكهربائي واحداث تشوهات على جسد المقبوض عليهم)، والنقطة الأخرى والأهم هي المبادرة بالتحقيق في الحادثة ومتابعة ملابستها وتقديم المسئولين عن هذا الانتهاك للمحاكمة.
إن مثل هذا التصريح يعد خطوة مهمة في الطريق الصحيح، وتستحق من الجميع الثناء والتقدير والتشجيع ولكن نأمل أن تستكمل بخطوات أخرى مهمة أيضاً ومنها الاستماع إلى كل الادعاءات بوجود حالات التعذيب في البحرين، كتلك التي تحدث عنها بعض الموقوفين على ذمة القضايا الأمنية، فقد تحدثوا بصراحة أمام القضاء عن تعرض بعضهم لانتهاكات مختلفة.
اليوم، وضعنا في البحرين مختلف عن السابق، لأن المطالبة بتجريم التعذيب تستند إلى مواد دستورية واضحة وترتكز كذلك على الكم الكبير من المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها البحرين، كما أن المملكة فازت بعضوية المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقدمت تقريرها متضمناً التزامات كثيرة وتقديم تعهدات طوعية، ولكن لاتزال الالتزامات والتعهدات بعيدة عن التطبيق في حالات كثيرة.
المنظمات الدولية تحدثت عن مزاعم التعذيب في البحرين، فقبل أيام عدة دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية للتحقيق في مزاعم جديدة حول تعرض أشخاص اعتقلتهم بتهمة الارهاب.
المنظمة طالبت كذلك بإجراء تحقيق سريع ومستقل في ادعاءات التعذيب، واتخاذ خطوات لحماية المتهمين الثلاثة والعشرين من التعرض لانتهاكات أخرى. ورغم أن وزارة الداخلية قد شكلت لجنة داخلية لحقوق الانسان الا ان اللجنة لم يتم تفعيلها على النحو المرجو حتى الآن، ولاتزال بحاجة الى فتح خط ساخن لتعزيز نظام الشكاوى الخاص بتلقي دعاوى التعذيب والتحقيق فيها.
البحرين أقدمت على خطوات جريئة ومهمة في مجال حقوق الإنسان، فمن الناحية النظرية تعد البحرين من الدول القليلة في المنطقة التي صادقت على غالبية الاتفاقيات الدولية المناهضة للتعذيب، ولكن من الناحية العملية فانه لم يجر العمل على مواءمة التشريعات الوطنية مع تلك الاتفاقيات، فلا يوجد قانون وطني يجرم التعذيب، ولا توجد آليات تنفيذية واضحة للاتفاقيات الدولية، كما أن الدولة لا تتعامل بالسرعة والجدية الكاملة مع مزاعم التعذيب التي تثار بين الحين والآخر عدا بعض الحالات.
وزير الداخلية لديه توجهات إصلاحية واضحة، ومنذ تسلمه لمهامه سعى لتغيير الصورة النمطية عن الوزارة، وبدأ في الانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني، وفي مقدمتها الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان التي دخلت في شراكة مهمة مع الوزارة. ولكن جمعية حقوق الإنسان تم تقليم أظافرها وتجميد نشاطها الفعلي بعد حل مجلس إدارتها المنتخب، ولاتزال الجهات المعنية بهذا الملف تتهرب من مسئولياتها تجاه الجمعية، فتارة يُعين موظف حكومي للهيمنة على الجمعية وأحيانا يتم ملاحقة مجلس ادارة الجمعية قضائياً وفي أحيان أخرى يتم الاساءة الى الجمعية في وسائل الاعلام بأشكال شتى.
ان بقاء جمعية حقوق الانسان (خارج نطاق التغطية) يعني أن هناك ثمة تراجعاً حقيقياً في التعامل مع ملف حقوق الإنسان. ولابد من مراجعة التوجه الرسمي في الملف الحقوقي عموماً، وملف جمعية حقوق الانسان المجمدة باشعار رسمي خصوصاً.
بالأمس التقى نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في واشنطن مع نائب رئيس منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومن رايتس وتش» جو ستورك، حيث تم استعراض العلاقات والتعاون بين الجهات المختصة بحقوق الإنسان في البحرين ومراقبة حقوق الإنسان. وستورك تعرض لمضايقات في زيارته الأخيرة للبحرين وتم تقييد حركة نشاطه، ربما يكون ذلك على خلفية انزعاج بعض الجهات من تقريره بعنوانه المثير «التعذيب في البحرين... يبعث من جديد»، رغم أنه على تواصل فعال ومستمر مع الجهات الرسمية.
بالرغم من كل ذلك، لست متشائماً، فيمكن اصلاح التراجع الحالي في أوضاع حقوق الانسان اذا وجدت الإرادة القوية لذلك.
لقد وصلنا في مطلع الألفية لدرجات متقدمة من الحرية والشفافية وسيادة القانون، وذاك التوجه أكسب البحرين حضوراً دولياً وسمعة طيبة في كل أنحاء العالم... ولكن ثمة تجاوزات لاحقة قد حدثت ينبغي تصحيحها لتعود البحرين في القاطرة الحقوقية الطموحة التي بدأتها مع مشروع الانفتاح السياسي وفي أبرزها الابتعاد عن ممارسات الماضي... إنني على ثقة من أن الدولة والمجتمع كلاهما لا يريدان أن يبعث التعذيب من جديد.
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2996 - الخميس 18 نوفمبر 2010م الموافق 12 ذي الحجة 1431هـ
الصعك الكهربائي
لاأعرف أذا كان الصعق الكهربائى هوا يعتبر من الامور العادية حتى يسمح باستعماله في المراكز والي كل من ثارة اعصابه لأتفه الاسباب أماأنه اذات تعذيب ممنوعه يختص باستعمالها للىمتخصيصن عند الظرورة والا كيف أستعمل في مركز شرطةلسبب تافه أم اننا تطورنا في مماررسات التعذيب هناك فأصبح الصعق الكهربائي طبيعي لنسمح باستعماله في المراكز؟ ......
بنت البحرين
حرااااااااااااااااااااااااام عليكم الي يدخل عندكم سالم مايطلع الا مكسر يامعوق او اعمى او اصمخ وش دي الحااالة كفوا من التعذييب وين حقوق المواطن ؟
الشمس واضحة بل وحارقة!!!
يا اخ محمد الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال فالرجاء ضع حديثك في المسار الموضوعي افضل
الموضوع يستحق المطالعة والاهتمام
وستورك تعرض لمضايقات في زيارته الأخيرة للبحرين وتم تقييد حركة نشاطه، ربما يكون ذلك على خلفية انزعاج بعض الجهات من تقريره بعنوانه المثير «التعذيب في البحرين... يبعث من جديد»، رغم أنه على تواصل فعال ومستمر مع الجهات الرسمية
إنني على ثقة من أن الدولة والمجتمع كلاهما لا يريدان أن يبعث التعذيب من جديد.
كيف الموأمة بين هذا التناقض بين الفقرتين يا اخينا العزيز حيدر بين المضايقات ولا يريدان أن يبعث؟؟؟
وعموما الموضوع يستحق المطالعة والاهتمام وانا من المتابعين لموضوعاتك يا حيدرة .
الكاتب والتعذيب المزعوم من وزارة الداخلية والحادثة لا تثبت
مقالك يا سيدي مكافئة ممنوحة لوزارة الداخلية ، لأن جنابها احالت افرادا من عندها للمحاكمة ،بتهمة التعذيب لرجل اتهم بأنه سارق ,,
الغريب في الامر ان الوزارة اقرت بتعذيب افرادها لمتهم سرق وتبرير التعذيب انه تعدى على منتسبيها
ولكنك تقول ان الجهات الخارجية تزعم ، ان هناك تعذيب وكأن الحادثة لا تغني عن ذلك شيئاً ، فانا أسالك ان كان من اتهم بالتعدي على ضابط قد عذب واستحق الصعق والسجح فما بالك ممن يقولون للدولة انك ظالمة او تتعدين حدودك ، ماذا سيكون مصيرهم غير هذا ؟
مقالك مهترئ ويحتاج لاعادة صياغة
مجرد وقت ....؟؟
الحاصل في هذه القضيه هو كالتالي ... انتم يا من تقولن انه لا يوجد تحقيق حسب ما تدعون هاي الوزاره تحقق بزعم وجود تعذيب .. يعني بالبحراني اتقولون ان احنا ما نحقق ولا نعترف بس ترانا نحقق ولا يوجد عنصريه هذا كلام وزاره الداخليه للأيحاء امام الرأي العام اننا نعمل .. ولكن الغريب انهم اعترفو بوجود تعذيب ويا سبحان الله بالصعق الكهربائي .....
شكرا اخي حيدر وشكرا وزير الداخلية
هذا شيء سيئ لو وجه مشرق اذا ما استمرت المحاكمة ونشرت تفاصيلها في الصحافة المحلية واقرار الداخلية بوجود تعذيب شيء يحسب الى وزير الداخلية ويشكر عليه ولكن نطالب بوضع خطة عمل لإنهاء التعذيب في الامور الامنية والجنائية
عانينا من التعذيب في التسعينات وما زلت انا اتعالج من آثار التعذيب ولكن كل هذا يهون عندما ترى بسمة الحرية على قلم الصحفي فشكرا للجميع صحافة ووزير الداخلية ولكن استمر في هذا النهج ولك منا كل المحبة والتقدير رغم آلامنا
سترة
وماذا عن نقاط التفتيش على مداخل القرى بدون مبرر يدكر الا يعتبر تضييق على انسان وعلى حقوقه واهانة المواطن
بعد وش عندك
واجد متفائل ان احترام حقوق الانسان ليس
مشيم العرب إنما نتمتم بها ونجامل بها الغرب
كي يبقى راضيا عنى
حدث العاقل بما لا يليق .
لماذا هذا الاندفاع وراء خبر وزارة الداخلية بهذع السرعة . ليس لهذه الواقعة من أصل.
الخبر له هدف واضح وهو إظهار الداخلية على أنها جهة حريصة على تطبيق القانون ومنه حماية المعتقل من التعذيب و الإكراه على الاعتراف، وإذا لا حظتم التوقيت ترون أنه جاء بعد محاكمة المعتقلين ( الخلية المزعومة ) واعترافهم بحدوث تعذيب رهيب لهم وسمعه يعض النواب وممثلي بعض الدول الكبرى , فكان لزاماً على الداخلية أن تختلق قضية لتثبت بها أنه لا تعذيب في السجون وأنها تراقب المعتقلين أثناء التحقيقات.