العدد 2995 - الأربعاء 17 نوفمبر 2010م الموافق 11 ذي الحجة 1431هـ

وَرْطَة الحَكيم

محمد عبدالله محمد Mohd.Abdulla [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أضاع عمّار الحكيم بوصلة الحدث في العراق. هكذا يقول عنه مَنْ عرفوه، ويرصده أيضاً العديد من المراقبين في الداخل والخارج. نافحَ الرجل ومِن خلفه مجلسه الأعلى الإسلامي من أجل أن لا يكون نوري المالكي رئيساً للوزراء، لكن غايته لم تتحقق بعد الاتفاق الأخير للكتل.

الحكيم كان يقول: إن المالكي جاء إلى الحُكم بالتوافق، وعليه أن يبقى فيه بالتوافق. ثم قال: إنه جاء لإنهاء أزمة (كانت بين حكومة الجعفري والقوى السُّنيّة والكُرديّة) وعليه أن لا يتحوّل هو ذاته إلى أزمة بعدما كان جزءاً من الحل. ثم قال: إن المالكي لا يريد أن يُغادر السلطة بعد أن قَبَعَ فيها أربعة أعوام، فكيف به عندما يبقى أربعة أعوام أخرى! إنه نُزُوع نحو البقاء الأبدي.

حسناً. هذه كانت نظرة الحكيم للمالكي، وهي في أصلها وفصلها وجهة نظر صحيحة، لكن قراءة دُفوعها ومراميها تبقى أمراً آخر، وقد لا يُطابق المُسْتَتِر فيها ما هو مُعلَن. إذاً المشكلة ليست هنا، وإنما في طريقة تعاطي الحكيم مع خصمه اللدود لكي لا يُصبح رئيساً للوزراء.

باعتقادي أن المشكلة بدأت عندما حرّك عمار الحكيم قناعته وموقفه السياسي ضد المالكي عبر متاريس الآخرين. في البداية أخذ حُجّة رفض الصّدريين للمالكي لكي يقول إنه يرفض حكومة لا يُشارك فيها التيار الصّدري. وبعدما أزال مقتدى الصدر فيتو الرفض للمالكي بعد فتوى الحائري والوساطة الإيرانية، قال إنه يرفض حكومة لا تشارك فيها القائمة العراقية.

اليوم إياد علاوي في الحكومة. والأكراد هم عرّابوها فضلاً عن عضويتهم فيها. وحزب الدعوة بشقّيه (المركز + تنظيم العراق) فيها، وتيار الإصلاح (الجعفري) والفضيلة (اليعقوبي) فيها. والأميركيون والأوروبيون راضون عنها والإيرانيون والسوريون والأتراك أيضاً، ولم يبقَ للحكيم سوى أن يُسَلِّم أو أن يُخاصم بلحمه الحي لا بلحوم الآخرين كما فعل طيلة ثمانية شهور إن أراد الخصومة فعلاً والتي تأتي في الوقت الضائع.

لكن المشكلة اليوم ليست في أن يُخاصِم الحكيم بلحمه أو بِلَحْم الآخرين، لأنها ببساطة لم تَعُد نافعة عبر عشرين مقعداً يناصفه فيها (زائداً واحد) هادي العامري زعيم منظمة بدر، والتي كادت أن تنشق عنه بتيار الولاية عندما اختارت المنظمة الائتلاف مع المالكي في أول مرة.

في هذه اللحظة تبدو الجردة مُرهقة للحكيم وهو يُختَبَر في أولى معاركه السياسية بعد رحيل والده، رغم اكتوائه بلافِح الإخفاق في الانتخابات النيابية الأخيرة. بوادر الجردة المُرهقة هي رفض الصدريين والدعوتيين تعيين الشيخ همّام حمودي نائباً لرئيس البرلمان. ثم جاء رفض المالكي توزير ثلاثة من أعضاء المجلس ليزيد من تلك الكُلفة في ظل فتور علاقة الحكيم بالجهات التي قد تضغط على المالكي لمنحه حصّة ما في الحكومة.

قبل أيام قال أمير الكناني أحد قيادات التيار الصدري فيه تعليقاً على رغبة المجلس الأعلى في نيابة أحد أعضائه رئاسة المجلس إن «توزيع المناصب سيتم حسب النقاط، وكل نقطة تساوي مقعدين برلمانيين». وهو ما يعني أن الحكيم له 4.5 نقاط فقط، أمام 20 نقطة للصدريين، و44.5 نقطة للمالكي، و45 نقطة لعلاوي، و28.5 للأكراد. وبالتالي أن المجلس هو أضعف الكتل السياسية إذا ما قِيسَت عطاءات المناصب بعدد النقاط، رغم تصريحاته الأخيرة والغريبة بأنه سيشارك (الآن) في الحكومة بعد أن تحقّقت مطالبه كلها!

في كلّ الأحوال، فإن التجارب السياسية عادة ما تكون مفيدة لأصحابها. لكن بعض التجارب تصبح أحياناً بمقاس الحياة أو الموت. فهي حين تنجح تصبح حياة، وحين تخفق لا تصبح إلاّ موتاً مُحقّقاً.

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"

العدد 2995 - الأربعاء 17 نوفمبر 2010م الموافق 11 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 1:02 م

      ملاحظة للمتداخل العاشر

      قائمة المجلس الأعلى شيء وقائمة منظمة بدر شيء آخر حتى ولو كانوا حلفاء بالضبط كما هو الحال بالنسبة لتحالف المستقلين بقيادة الشهرستاني مع الحكيم وقائمة عراقيون للنجيفي مع علاوي

    • زائر 10 | 10:27 ص

      الى زائر رقم 6

      المجلس الأعلى ومنظمة بدر هما تيار واحد وهو :
      تيار شهيد المحراب برئاسة
      (( السيد عمار الحكيم ))
      والسيد الحكيم هو السياسي الوحيد الذي نادى وينادي بالشراكه والخدمه في الحكومه القادمه حتى تبعه بقية السياسيين
      فلا مزايده على ثباته وقوته

    • زائر 9 | 9:34 ص

      فخار يكسر بعضه

      من الحكيم إلى المالكي الروباتات الإيرانية.

    • زائر 8 | 8:38 ص

      الحكيم

      يبدو ان لدي الحكيم ابعاداً غير واضحة لدي الجميع حيث أنه لم يقتنع حتى بالرأي الايراني ومن خلال متابعتي لخطابات السيد عمار يبدو أنه انسان رسالي بما في الكلمة من معنى ويتعبد بالعدالة ولايلعب السياسة كما يلعبها الباقين وعند يجب ان تكون الوسائل شريفة للوصول الى الاهداف

    • زائر 7 | 6:35 ص

      الى الجنوساني ( جنة الانسان - جن الانسان) مع التحية من الجدالحاجي

      ابراهيم الجنوساااااااني ، كم أكره صلافتك ، وحقدك الاسود الذي ينبعث من قلب تشوبه مسكرات النتانة والحنق ..
      لا ادري لم ايران تكون عندك ذلك البعبع الذي يجعلها شماعة لكل خطايا بني البشر ..
      فلو ان دودة عندك في قعر كوكب زحل مرضت ، لجئت بايران سببا لعلتها ..
      لا يجرك كرهك لأحدهم على أن تظلم ، اعدل ، فالعدل أقرب للتقوى ..
      أنبئك ان ولاية الفقيه ، هي نظرية قد أسس لها شيخنا حسين العصفور ، وقبره على مرمى حجر من قريتك جنة الانسان .. فهلا تعرفت على هذه النظرية واصولها وتاريخها .. وجب عليك القراءة كرة اخرى

    • زائر 6 | 6:05 ص

      تصحيح للمتداخل ((الرجاء عدم التضليل))

      المجلس الأعلى لديه تسعة مقاعد فقط وليس 21 كما ذكرت أما تكملة العشرين فهو لمنظمة بدر برئاسة هادي العامري

    • زائر 5 | 5:28 ص

      الى جنوساني العمي

      غصبا عنك وعلى أشكالك ولاية الفقيه ولو ما يعجبك كلامي

    • Ebrahim Ganusan | 4:56 ص

      الى رقم 3

      1_ نعم أنت ترددها كالببغاء بعدما تم غسل جمجمتك بها
      2_ أبعاد ولاية الفقية السيطرة والأستعباد بأسم الدين
      3_ كل وطن تحكمه المصالح مع الدول الأخرى
      4_ أكثر واكبر الفقهاء لم تثبت لديهم نظرية الولي الفقية
      5_ الكلام العلمي والنظري والعصري يرفض نظريات القرون والوسطى وعقلية الكهوف والأستعباد للعباد
      6_ الدليل على الخير الذي جرته ولاية الفقية على الشعب الإيراني بأن إيران رابع وخامس مصدر بترول واحتياطي وشعبها اغلبه يرزح تحت خط الفقر بسبب جنون العظمة وسياسة الولي الفقيه التوسعية

    • زائر 4 | 3:47 ص

      الرجاء عدم التضليل ...

      أقول للكاتب بإختصار:
      1-أول من دعى الى الطاوله المستديره هو الحكيم قبل 8أشهر حتى جمعهم البارزاني
      2-خط الحكيم هو خط أسلافه السابقين، ويسانده القيادات التي كانت مع شهيد المحراب ومع عبدالعزيز الحكيم
      3-المنهج الذي يسير عليه السيد الحكيم هو (حكومه شراكه وطنيه يكون متوافق عليها يرأسها شخص يستطيع تحقيق تطلعات الشعب وخدمتهم) ،وهم يعرفون أن المالكي غير أهل لذلك إلا بأخذ الضمانات منه
      4-نصب الحكيم من النقاط هو 10 نقاط من 21 مقعد وله من الأصوات 780 ألف أكثرمن الصدر

    • زائر 3 | 2:18 ص

      زائر (3) هل تعرف ماذ اتعني ولاية الفقيه ؟؟

      أكيد أنت فقط تردد هذا المصطلح كالببغاء فقط؟؟
      لانك لو عرفت الفقيه وأبعاد ولاية الفقيه لما تحدثت عنها وكأنها شئ سيء.
      أسأل نفسك ما هي الولايات المتحكمة بالوطن العربي.
      أسأل نفسك ما هو الفقيه, إقرأ عن مفهوم ولاية الفقيه، وماذا يعني ولاية الفقيه..
      إقرأ يا ذكي ... بعدها ستتكلم كلاما علميا.
      وإلا كيف يدم الجميل يا عبقري
      لو أن الفقيه الذي يخاف ربه ويعمل بما يرضي ربه ولي على امور المسلمين لكان الجميع بخير.
      فالمشكلة هي ليست ولاية الفقيه يا ذكي.

    • Ebrahim Ganusan | 1:12 ص

      الفتاوى الإيرانية هي التي تتحكم بعدم أستقرار العراق

      وبعدما أزال مقتدى الصدر فيتو الرفض للمالكي بعد فتوى الحائري والوساطة الإيرانية، ...................... وهنا لدينا كبيركم يدار بالريموت من خلف البحار , وكل بلد يخترقوا بأساليب ظروفه وأوضاعه حتى تمر مشاريع ولاية الفقيه

    • زائر 2 | 12:30 ص

      هذا ما علقت عليه في احد مقالا تك

      لقد سبق وعلقت انا في احد مواضيعك وقلت ان الخاسر الاكبر هو الحكيم وهاهو مقالك يثتب صحة وجهة نظري

    • زائر 1 | 12:29 ص

      الى الكاتب مع التحية

      لا أظن ان الحكيم ، ذو نفس سياسي وسخ ويتابع السياسة من منطلق نفسية قاصدة هوى دنيوي
      الحكيم صادق النية كاعمامه ، وهو صادق في كل كلمة وطالما صدقت نيته فان كل كلامك حوله منسوف
      الحكيم حكيم

اقرأ ايضاً