أعلن وكيل وزارة الثقافة عيسى أمين بدء الموسم الثقافي لقطاع التراث الوطني بوزارة الثقافة، مؤكدا أن الموسم سيشهد عدة محاضرات ثقافية تتطرق إلى جوانب تراثية مهمة في المنطقة.

جاء ذلك خلال المحاضرة الأثرية التي نظمتها إدارة المتاحف بوزارة الثقافة بقاعة المحاضرات بمتحف البحرين الوطني بعنوان «تفاعلات العصر الحجري الحديث والنحاسي والبرونزي في منطقة البحر الأدنى من سومر إلى ملوحة عبر دلمون» التي حاضر فيها البروفيسور دانيال بوتس المتخصص في تدريس الآثار الشرق الأوسطية بجامعة سيدني باستراليا بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والآثار يفوق عددهم الـ 80 باحثاً من البحرين والمملكة العربية السعودية ومديري الإدارات والمقيمين في مملكة البحرين. وقال أمين إن الوزارة حريصة على استقطاب مثل هذه المحاضرات التي تشكل الوعي بالشأن الأثري، مؤكداً أن حضور أبناء الدول الشقيقة في المحاضرة يجسد مدى اهتمامهم بتاريخ وآثار دول مجلس التعاون. تطرق البروفيسور دانيال بوتس إلى عدة محاور أولها دراسة النشاطات البحرية التي كانت سائدة بين بلاد الرافدين، البحرين، شرق الجزيرة العربية ومنطقة وادي السند من 6000 ق.م وحتى الألفية الثانية قبل الميلاد. ثم انتقل إلى المحور الثاني ليناقش الأدلة الأثرية، والرسوم الأيقونية والكتابات المسمارية، والتي من شأنها أن تُساعدنا في فهم أنواع الحرف والمهن المائية المستخدمة وإمكانياتها. أما المحور الثالث فدار حول طريقة توزيع المواد المختلفة (حجر كلسي رقيق، المرمر، الأواني الفخارية، الأوزان الحجرية، الأختام، الخرز، العاج) لمعرفة الدليل المادي الذي يُسلط الضوء على هذه الحركة البحرية النشيطة. في حين تطرق في المحور الأخير إلى مثالين للحركة البحرية «القُصوى» في المحيط الهندي في تاريخ مُبكر، والتي تُبرهن مرة أخرى على القدرات الاستثنائية للبحارة القدامى في هذا الجزء من العالم.

يشار إلى أن البروفيسور دانيال بوتس لديه خبرة من خلال عمله السابق في المنطقة منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد الأميركية وعمل في البحوث الأثرية لمنطقة الجزيرة العربية. وألف بوتس أكثر من 200 كتاب والعديد من البحوث الأكاديمية، بما في ذلك الملخص الوحيد الذي صدر في جزءين حول «الآثار في منطقة الخليج العربي قبل الفترة الإسلامية»، كما ألّف العديد من الكتب والأعمال الأخرى حول الآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة والمسكوكات في المنطقة الشرقية للجزيرة العربية. يتمتع بوتس بسمعة علمية واحترام دولي كبير وقد دُعيَ مؤخرا كأستاذ زائر في معهد الدارسات العليا بجامعة برنستن الشهيرة.