العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ

العرضة البحرينية في العيد

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تُعتبر العرضة البحرينية من أقدم الفنون الشعبية التي ما زالت محتفظة بتراثها الأصيل، وقد أولت مملكة البحرين الاهتمام الشديد بهذا الفن المتوارث عن الأجداد.

وعلى رغم حب الناس للعرضة البحرينية، إلا أنه في الآونة الأخيرة ومع اجتياح الغزو العمراني «الشققي» للمناطق السكنية، خفتت العرضة، وأصبحنا لا نراها إلا من خلال شاشة التلفاز.

لابد لأبنائنا من معرفة أصول العرضة البحرينية، وكما لابد لهم تعلّم أسباب العرضة وماهيتها وكيفية أدائها، حتى لا تذهب مع الريح كبعض الفنون التي انقرضت من أرض البحرين.

وللعرضة البحرينية مزاياها الخاصة، فهي معروفة بأنّها رقصة للرجال قبيل الحرب، وعُرفت في شبه الجزيرة العربية، وقدمت مع المهاجرين إلى الدول المجاورة لنجد.

وقد اشتهر الكثير من أبناء البحرين في كتابة قصائد العرضة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عيسى بن علي آل خليفة والشيخ خالد بن محمد آل خليفة، وعلي بن أحمد السادة، ومبارك بن عمرو العمّاري، ويوسف بن يعقوب الخالدي. وقد لا يعلم بعض شبابنا عن أنواع العرضات الموجودة في البحرين، وهي كالآتي:

• عرضة الميدان.

• عرضة المشي.

• العرضة البداوية.

لقد أحيا آباؤنا هذا الفن من خلال فرحة العيد، فما أن تنتهي صلاة العصر، حتى ترفرف قلوبنا شوقاً لسماع الرجال وهم يؤدونها ويردّدون كلماتها ذات المعاني العميقة، التي لا تخلو من الوطنية وحب الأرض والولاء للحاكم، وقد شهدت أرض البحرين الكثير من العرضات والصولات والجولات.

ليس صعباً علينا تعويد أطفالنا على هذه العادات والفنون الجميلة، إذ أنّها تراث يجب أن نتوارثه جيلاً بعد جيل، حتى تبقى سمات مجتمعاتنا العربية موجودة بشكلها الجميل، وحتى نستشعر طعم العيد.

وقد أعجبنا بما قامت به إحدى مدارس البنين في مدينة الحد، بالتعاون مع عرضة شباب الحد، لتعليم الطلبة فنون العرضة البحرينية، استعداداً للعيد الوطني، حتى يؤدّونها ولاءً لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وعلى صعيد آخر هناك فن «الليوة»، الذي أخذ الشباب البحريني بإحيائه مرّة أخرى، من أجل الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى، بل حتى في ليالي «القرقاعون».

ويحضرني اليوم ما قامت به «فرقة بودوّاس» لفن «الليوة»، في أول يوم من عيد الأضحى المبارك، عندما مرّت بالأحياء والفرجان، تُدخل الفرحة على البيوت البحرينية، وكان ما لم يكن بالحسبان، بأن فتحت البيوت أبوابها، ابتهاجاً وفرحة بهذا الفن، الذي يُشعر البحرينيين بالأمل والسعادة.

نتمنى من الحكومة دعم هذين الفنّين، سواء مادياً أو معنوياً، كما نتمنى من وزارة التربية والتعليم التعاون مع وزارة الثقافة، لإحياء هذه الفنون داخل مدارس البحرين وخارجها. ومباركٌ عيدكم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:20 ص

      يبقون فلوس

      في البديع وكما تفضلتي كانت الساحات محط انظار الجميع بعد صلاة العصر فقد كانت والمرادة من فنون الترفيه البرىء وكان الجميع يشارك تطوعا ودون مقابل.
      الان اغلب الشباب انتسبوا لجمعية العرضة والتي لا تقدم إلا هذا الفن إلا من خلال دعوة واتفاق على مبلغ معين.
      ولاندري من المسئول الان عن غياب هذا الفن عن ساحاتنا الشعبية هل هي جمعية العرضة ام هي وزارة الثقافة !!

اقرأ ايضاً