العدد 2989 - الخميس 11 نوفمبر 2010م الموافق 05 ذي الحجة 1431هـ

«وعد»... الأكثر مهابة في الشارع

هاني الريس comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي بحريني

بصرف النظر عن الخسارة (المتوقعة) التي تعرض لها مرشحو جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) في الانتخابات النيابية الأخيرة، والتي شكلت ضربة موجعة لتيار اليسار الديمقراطي وقوى التغيير في البلاد، فإنها استطاعت في غضون شهور قليلة، قبل معركة الانتخابات وخلالها، أن تكسب الكثير من المناصرين والمؤازرين، وتضاهي أقوى التيارات السياسية التي حصدت الكثير من أصوات الناخبين في المعارك الانتخابية الماضية، بسبب الاصطفافات الطائفية والمذهبية، التي باعت الناس أوهاماً وبضاعة طائفية مرذولة، والتي بذلت كافة الجهود والإمكانيات، لإضعاف الخيار الديمقراطي الحر وصوت الآخر المنشود على المستوى الوطني، وأن تحسب لها مختلف التيارات والقوى الطائفية والفئوية الضيقة المحدودة التي تحكمت بمصير المذاهب والطوائف البحرينية على مدى عقود طويلة من الزمن، وفي جميع المناسبات الانتخابية وغيرها، حسابات الأقوياء المنافسين والفائزين في المستقبل.

«وعد» خسرت هذه الانتخابات، ليس لأنها اختارت طريق المشاركة على رغم أنف تيار المقاطعة في صفوفها وبين الجماهير، بل لأنها كانت تمثل مشروع ووعد الوحدة الوطنية والتغيير الحقيقي والجوهري في مجتمع لايزال يعاني الأمرين من صنوف الحرمان ومن طغيان مستوى الطائفية وانتشار الفساد والمحسوبية وانعدام تكافؤ الفرص الاجتماعية والعمل والقهر الفكري، حيث يصر البعض على الاستمرار في نهج الماضي المؤلم، وحيث المقصود إقصاء اليسار الديمقراطي عن لعب أي دور سياسي واجتماعي فاعل على الساحة البحرينية.

ولعل وقوف آلاف المواطنين من مختلف الفئات والتيارات والطوائف، وراء قائمة «وعد» الثلاثية للانتخابات بقيادة الأمين العام إبراهيم شريف السيد، ومنيرة فخرو، وسامي سيادي، ودعمهم لها في صناديق الاقتراع في دوائرهم الانتخابية، أو عبر المساهمة في الدفاع عن برنامجها الوطني المختلف، الذي حاول كسر المحرمات وقواعد الصمت على الفساد وانتهاك الحريات وتقبل الأمر الواقع، هو مفتاح قبول القواعد الشعبية بالخيار السياسي والاجتماعي الآخر، الذي لا يربطه رابط المذهبية والطائفية المقيتة، والذي يعد المواطن البحريني بمستقبل أفضل في ظل شراكة وطنية واحدة موحدة وعدالة اجتماعية وحقوق سياسية مشروعة وتعايش سلمي بكرامة وأمن.

أمام هذه النتائج الواضحة برغم «الخسارة المؤلمة» سيكون لجمعية «وعد» تأثير مهم في الشارع البحريني خلال المراحل المقبلة، وخصوصاً بعد أن تنجلي زهوة «الانتصارات» ويوضع نواب البرلمان على المحك، حيث المطلوب الوفاء بالوعود الانتخابية الرنانة وتجسيدها على أرض الواقع، فقد بدأ يتجلى هذا التأثير في عدة مناسبات حول تطلعات «وعد» في طرح الحوافز الجديدة الملهمة، التي تعكس رغبة الغالبية الساحقة من المواطنين الذين يشعرون أن تطلعاتهم وأحلامهم ما عاد ممكن تحقيقها في ظل استمرار النزعة الطائفية، ووجود مؤسسات صنع القرار المعروفة بقوة الإرادة السياسية، التي أرست بعض التقاليد الموهمة وبعض الظروف المناسبة لعدم امتلاك قوى المعارضة الديمقراطية قوة كافية مطلوبة لطرح مشروع الخيار الآخر لسياسات الإصلاح المتعثرة التي تنتهج حالياً.

«وعد» التي كسبت هذا الزخم الهائل من جماهير شعب البحرين، وأتيحت لها فرصة تاريخية لاستقطاب المزيد من هم في المستقبل، مطالبة اليوم بمبادرات أكثر قوة وإندفاعاً وجاذبية، تحقق أحلام الشعب وتطلعاته لحياة أفضل، وتحميه من نزعة الطائفية البغيضة، وهي من دون شك تستحق الثقة الشعبية، كونها تعتمد أسلوباً سياسياً هدفه تغيير الصورة السياسية الراهنة لاحقاً، أكثر من أي مجلس نيابي محكوم بشروط وظروف السياسات والأنظمة القائمة في البلاد، وهو ما يعزز سلوكها ومواقفها في الشارع كمعارضة قوية من خارج قبة البرلمان، ويقوي حظوظها للفوز بمكاسب كثيرة في انتخابات العام 2014، إذا ما استمرت على هذا المنوال وقدمت المزيد من التضحيات.

إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"

العدد 2989 - الخميس 11 نوفمبر 2010م الموافق 05 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:36 م

      الى زائر=12-

      من متى كان ل-وعد اصوات في باربار الا اذا زكتهم المرجعية لان حتى التيار الاخر المعروف تاريخيا بوجوده في باربار من المحتمل لا يعطيهم اصوات

    • زائر 15 | 3:29 م

      الوفاق تكسب رهان الشارع

      مع احترامي لجميع كوادر وعد واحد واحد يا ريس , منهم شريف والسيد والدرازي وفخرو اكيد وسيادي وغيرهم , نحترمهم واحد واحد , بس ورقة الشارع ورهان الشارع كسبته الوفاق بكوادرها ونوابها , ويعطيكم الف عافيه

    • زائر 14 | 1:05 م

      رشحوا وعد في باربار

      المرة القادمة خل مرشحي وعد يرشحون في دائرة من دوائر الوفاق..
      ولتزكيهم المرجعية !

    • زائر 13 | 12:51 م

      زائر 1 و 4 و 9

      زائر 1 و 9، والله إنكم مخدوعين، و من ها اللي يروحون ورا المشايخ من غير ما يسألون وين.
      الزائر 4 وعد كلنا نعرف سبب خسارتها، و لا تفتي على كيفك. أعضاء وعد فيهم تمسك عجيب بالحق والعدل، و ما يغيرهم ولا يغريهم شي. لكن الإسلاميين شيعة و سنة قبلوا اللي رفضته وعد الليرالية، والله فشيلة . و شرفاء وعد ما تحالفوا ولا قبلوا ايادي أعداء العروبة. و على ذكر العروبة يا عروبي آقول لك: قبل الرسالة قل لي من همُ العربُ؟ و أي مجدٍ بنى لهم أمٌ و أبُ؟ إن العروبةَ بالإسلام عزتها، فإن تولى فلا عزٌ و لا عربُ

    • زائر 11 | 10:44 ص

      وطنية او انتهازبة حقيرة

      وقد بين الدكتور علي أن المنبر ساهمت بشكل فعال في إسقاط مرشحي وعد وحرمانهم من الوصول إلى البرلمان بعد إقدامها طوعاً على سحب مترشحيها من بعض الدوائر التي نزلت فيها وعد تقديماً منها للمصلحة الوطنية على التواجد في البرلمان حيث ضمنت تلك الخطوة عدم تشتيت الأصوات لصالح مرشحي وعد الذين خسروا بالفعل مقاعد تلك الدوائر لصالح مترشحين يتوافقون في الأفكار مع جمعية المنبر

    • زائر 9 | 7:23 ص

      دز الوفاق

      ويش كسبت وعد يا ولد عمك. كله فاشوش يا أخونا. شيل أصوات الوفاق وشوف ويش بيظل لوعد، قلنا ليكم ألف مرة لا صوت يعلو على الوفاق، طوختنوها صراحة اللي يسمعكم يقول وعد مول مكتسحة والحقيقة كلهم جم واحد تدزهم الوفاق دز ولا في فايدة بعد

    • زائر 8 | 5:53 ص

      شكرأ اخي الكاتب

      اخي فعلأ ان وعد لم تتمكن من الوصل الى البرلمان الاأنها أخذة لها حيزأ كبيرأ بين الجماهير وذالك لمالهاؤلأء المرشحين من كفائةعالية ومصداقيةكبيرة اظاعها البعض منا على الجميع للأسف فهاؤلأءهم الاحق ولأكن؟؟؟أمامانتمناه فأقول الي أخوتى ابراهيم شريف :وىسامي سيادي :وأخص هنا العزيزة د منيرة فخرو:لأتهنو ولأتحزنو فأنالله معكم, وتذكرو أنكم موجودون في كل محفل بالقرية والمدينة وعلى لسان كل شريف وغيور........ومن أجلكم فصلت النظارةوتعلمت الكمبيوتر رغم معانقتي الستين

    • زائر 7 | 5:30 ص

      انتصرت وعد

      هناك الكثير من الشعب يحب وعد وفرسانها لذلك نقول لمرشحيها المنيرة الأميرة وابراهيم شريف الشريف وسامي سيادي نحن نحبكم في الله وأن الظلم الذي حل بكم لن يزيدنا إلا اصرارا على التحشيد لهذا الحزب السياسي الذي يضم بين ثناياياه أناسا شرفاء لا يخافون في الحق لومة لائم - لذلك سنبادر من الآن للترويج لوعد الموعودة بالنصر المؤزر.

    • زائر 6 | 4:09 ص

      تستحق الثقة

      فعلا أن وعد تستحق الثقة لانها خملت هموم الشارع ونتمنى لها النجاح في الانتخابات القامة انشاء الله .............

    • زائر 5 | 2:39 ص

      صدقت ولاكن

      اول مره موضوعك من داخل البحرين

    • زائر 4 | 1:57 ص

      وعد لم تخسر بسبب الطائفيه

      وعد لم تخسر بسبب الطائفيه .. وعد خسرت بسبب أن شعب البحرين الأبي لا يقبل بأن يصوت لمن يتحالف مع مزدري العروبه و الجمهور الذي كان سيصوت لوعد عروبي الهوى فكيف تريد منه أن يصوت لم يتحالف مع من يقبل أيادي غير عربيه !!!! متى يصحوا قيادي وعد من النوم و يعلموا أن تحالفهم مع حلفاء إيران و أبنائها في البحرين يضر بهم ؟

    • زائر 3 | 1:28 ص

      وقت العمل

      بعد كل هذه الشهور من الكلام والتحليلات المختلفة..آن للجميع ان يقللوا الكلام والبدء بالعمل الجاد... شبعنا من الكلام.. اللي فاز يعرف بماذا فاز واللي خسر يعرف مالذي خسر

    • زائر 2 | 12:20 ص

      وعد

      وعد بالتنسيق مع القوى الاخرى سواء التى فازت أو لم تفز وحتى مع السلفية والمستقلين قادرين جميعا أن يكسروا حواجز كثيره ويحققوا منجزات للوطن المهم أن الكل يتقبل الكل وبلا عقد وتنظيرات سياسية ودينية

    • زائر 1 | 10:51 م

      "أقول حر يقول تر"

      باين ان الكاتب ينظر للمشهد السياسي في البلاد من خلال قوطي لوبه "مازا".

اقرأ ايضاً