كثيرٌ من الناس وُلِدُوا وهم أيتام فاقدين لأحد الأبوين أو كليهما. وكثيرٌ منهم تيتّموا وهم أطفالٌ أو يافِعون. زَمَنيّة «تَيَتُّمِهِم» تختلف، لكنهم جميعاً عاشوا حالة اليُتْم. ومعاناة «تَيَتُّمِهِم» أيضاً تختلف لكنهم يتفقون في أنهم ذاقوا مرارة اليُتم وإن بمراتب ودرجات متباينة.
بالتأكيد مَنْ فَقَدَ الأبَوَيْن معاً سيكون الأشدّ بينهم. ومَنْ فَقَدَ أمّه سيكون في مرتبة تالية في المعاناة. ومَنْ فَقَدَ أباه سيكون في مرتبة ثالثة. وما بين النموذج الأول والأخير تقسو الحياة على هؤلاء بما لا يتصوّره أحد ممن عاش في كنفِ والدَيْه عزيزاً، يُحَنُّ على طفولته ويُسْهَر على راحته، ويُسأل عن حاله، ويُرْبَتُ على كتفيه، ويُعْطَى أكله وشربه ودواءه ومالَه بانتظام ودقَّة.
أما اليتيم، فنسيانه جائعاً أو عطشاناً أو محتاجاً فواردة وبقوّة. فهو وإن كان يُرْعَى من أحد جَدّيْه أو أخواله أو أعمامه يبقى الاهتمام به نابعاً من العَطْف المُحَيَّنِ بموقف ما يُذكِّر من يرعاه بضرورة الرعاية وواجبها. أما الانتظام والحرص عليها فلا تُمْلِيه التربية اليومية للأولاد المباشرين والتي لا تُنسيها عادة ظروف الحياة، أكانَت قاسية أو ناعِمة؛ باعتبارها الأصل في العلاقة بينهما.
يُضرَب اليتيم في مدرسته ويَعتَدِي عليه أقرانه فلا يجد أحداً يلجأ إليه. وحين يُهَان أو يُعَيَّر أو تُنتَهَك حقوقه الشخصية يبلع الإهانة والتعيير والانتهاك لوحده دون أن يعينه على ذلك أحد. أقصى ما يفعله هو البكاء وحيداً في رُكْنٍ واطِئ وكأنه في تِيْه. وربما يُصبح لحماً طرياً يلتهمه الآخرون، ومثالاً للقسوة عليه كلما وجده أقرانه مكشوف الظهر لا يلوي على شيء.
ليس ذلك وحده فقط. فقد يسْمعُ اليتيم كلاماً هو كالسُّم المُنقَّع يسري بين حلقه ولهَاتِه. فعندما تُذكَر قُدَّامه لفظة الأم وحنانها وصبرها على أبنائها في السهر والحُمّى والتوصية بضرورة الاعتناء بها في عيدها في الوقت الذي هو فاقد لأمه ولريحها، أو لفظة الأبوّة وسَنَدِيّة الأب لأطفاله في الشدائد والمخاطر وهو يتيم الأب، فإن ذلك ما لا يحتمله أحد في عُمره الغَضْ.
مناسبة الحديث هو الوقوف على أوضاع الطلاب اليتامى في مدارسنا الابتدائية وربما في غيرها أيضاً. فالعديد من المناهج الدراسية تحتوي على نصوص تعليمية تتحدّث عن الأم والأب والأسرة بطريقة عاطفية تلامس أوتار القلب. وهي نصوص في أغلبها (إن لم تكن جميعها) إجباريّة وليست اختيارية، الأمر الذي يعني أن تدريسها للطلاب أمر واجب، تحوّطاً لإمكانية مجيئها في الامتحانات الفصلية والنهائية. لذا فإن المُعلِّمين يبذلون أقصى جهود التعليم وإيصال الفكرة للطلاب بالصّورة والتعبير اللازِمَيْن، ليبقى الطالب اليتيم مستمعاً للحديث ولكن بقلب مكسور، وخيال محدود، وبأحلام لن تتحقق له لأن أبطالها قد غادروا عنه الحياة.
ما يُرجى من وزارة التربية والتعليم، هو أن تعيد النّظر في إلزامية تلك النصوص، وجعلها اختيارية، لكي يستطيع المعلّمون أن يتكيّفوا معها بالصورة التي لا تؤلم أولئك الطلاب المَكلُومِيْن. ولا أعتقد أن هذا الأمر بعَصِيٍّ على المعنيين بشئون المناهج في الوزارة، أو أنهم قادرين على اجتراح بدائل تُؤدّي الرسالة ولكن بطريقة أخرى.
كما أن الرجاء الآخر هو لكلّ مُعَلِّمٍ ومُعلِّمَة بمدارسنا العامرة، وهو ألا تغيب عنهم رعايتهم المُضاعفَة لطلابهم اليتامى. فليدقّقوا في الوضع الاجتماعي لطلابهم، فإن وجدوا فيهم من هو مَكْلُومٌ لفقد أحد والديه أو كليهما فلا يقسوا عليه أكثر مما هو فيه من مُصاب، بذكرهم الأم أو الأب وحنانهما ودفء حضنيهما. فمراعاة ذلك هو من صميم الحِسّ الديني، وقبله الحِسّ الإنساني النَّاظِم لعلاقات البشر.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 2988 - الأربعاء 10 نوفمبر 2010م الموافق 04 ذي الحجة 1431هـ
أخي الحبيب شكراً
أخي الأستاذ محمد: هذا الموضوع من أروع وأقوى المواضيع التي تناولتها منذ دخولك بلاط صاحبة الجلالة. نعم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع التي تمسنا مباشرةً، لا مواضيع عن إيران وقادتها و زعمائها رغم إحترامنا لها و لهم. جزاك الله خيراً أخي العزيز، وفي إنتظار المزيد من هذه المواضيع التي تمس شغاف القلب.
وزارة التربية هيا
أضم صوتي لصوت جميع الأخوة بضرورة اعتناء وزارة التربية بالموضوع
شكرا لكل من يحمل هم الأيتام
ارجو ان يعطى الموضوع أهمية أكبر ... و وضع قانون يجرم جرح مشاعر الأيتام ... و معاقبة من يجرح مشاعره
شكرا لكل من يهتم بالأيتام
و بالنسبة الى الاخت التي لم يراعى إحساسها في تأجيل إمتحان منتصف الفصل ... أتمنى من الأخ محمد كاتب المقال ان يتواصل مع الأخت او الأخت تتواصل معه من أجل تسليط الضوء على هذه المشكلة
شكرا الى كل من يهتم بالأيتام
مقال رائع و أكثر من رائع
شكرا الى الاب الروحي الى الأيتام السيد محمد حسين فضل الله ... و أتذكر له مقولة " لو اجبرني الزمني من أجل ان أخرج الى الشارع و امد يدي الى اليتيم ... لفعلت ذلك "
و ايضا شكرا الى ملك مملكة البحرين على لمسته الأبوية و إنشاءه " المؤسسة الملكية الخيرية من تقديم الخدمات الى الأيتام
رائع جداً
مقال في الصميم يا ابوعبدالله
ونتمنى حقاً من وزارة التربية النظر في هذا الأمر بشدة
فعلا موضوع مهم
اذكر انه في إحدى المرات كنت اراجع قصيدة عن الأم لطالبة في المرحلة الإبتدائية وكانت قد فقدت الأب و الأم معا منذ الصغر.شيئ يعور القلب
الخبراء
الخبراء التربويون بوزارة التربية والتعليم يجب أن يعالجوا هذا الأمر
اخي محمد لقد قتلتني ولم تبكيني فقط لانك حفرت بسكين قلمك قلبي المفجوع منذ ان ابصرت عيناي دنيا لا عرفت منها الا القسوة
الف رحمه تنزل عليكم يا خيلاني الاحبة لكم مني كل الحب والتقدير ياخالي حجي محمد وحجي حسن لقد ربيتماني وانا الوحيد المكسور عملتموني احب واكثر من عيالكم لكم الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالي الف رحمة تنزل عليكم واسكنكم فسيح جنانه والله لن تغيبوا ولم تغيبوا لحظة عني انتم فكري انتم الروح التى اعيشها واتنفس الزهيق والرهيق من ثنايا روائحكم العطرة انتما والخالة الجدة الحبيبة الخالة أمينة الف رحمة تنزل عليكم جميعا وها دموعي تدرف بعقدي الستيني بفضلكم يا احبتي يا اعز واطهر واشرف الناس يرحمكم الله
ما يحس بالوجع الا من ينصفع
آآآآآآآآآآآآه والله ويش اقول اليكم مهما كبر الابن او البنت فهم بحاجة ماسه للوالدين
فاليرحمك الله يا ابي وليرحمك الله ايها الأب الروحي السيد محمد حسين فضل الله وهنا يكمن اليتم الحقيقي عندما تلجأ الى مرجع في كل صغيرة وكبيرة في حياتك و يعطيك من وقته الثمين ليجيب على تسألاتك.
من آيات اليتيم
الضحى (آية:9): فاما اليتيم فلا تقهر
الماعون (آية:2): فذلك الذي يدع اليتيم
الفجر (آية:17): كلا بل لا تكرمون اليتيم
الاسراء (آية:34): ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا
الانعام (آية:152): ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن
شكرا اخي
أخي الكريم
أختي اليتيمة تتعرض لألوان من التجريح من معلمتها .. فقد توفي الوالدة رحمة الله عليه قبل امتحانات المنتصف، وكانت حالتنا النفسية تعبة جدآ .. فكانت أختي تطلب تأجيل أداء الإمتحان .. وكثيرات تعاطفن معها .. غلا أن واحدة منهن قالت لأختي وبالحرف الواحد وباعترافها (محد مات ابوه الا انتي، بتقدمين الامتحان مع البنات وإلا بخلي لج صفر !!)
والكثيرات من أمثلها من لا تأخذهن الشفقة ولا الرحمة
بنت جنوب لبنان
أبا الأيتام
يا ترتيلةَ القرآن
ويا قلباً أحاطَ العلمَ والإيمان
ويا فجراً تطوفُ بعينهِ الثّكلى
دموعٌ من تسابيح طوتها سورةُ الإنسان
أبا الأيتامِ
الأخلاق السمحة
للأسف فإن بعض الأشخاص لا تعنيهم ابدا مسائل مراعاة مشاعر الآخرين المهم لديهم ان يقولوا ما يريدون قوله حتى ولو خلفوا وارءهم النياح والبكاء وهده احدى ضرورات العودة إلى الدين والأخلاق السمحة
وصايا القرآن
مقال رائع رغم انه يقطع القلب ويدمع العين
وصايا القرآن في اليتيم دليل على ضرورة مراعاته
great artical
Dear Mohd,
I would like to brig to your attention that this issue must be rasied since longe time in Bahrain's school as there are a lot of orphons sufuring from this kind of subject.
Good luck and take care and thank you for ing the Ministry of Education about orphen sufurnes.
Regards,
Nazma Qadi