غالباًَ ما يعول أهالي المحافظة الجنوبية على المحافظ أكثر من ما هو على المجلس البلدي أو ممثليهم النيابيين! علماً بأن المحافظ ليس من صلاحيته أو مهامه وضع المخططات الخدمية أو سن القوانين التشريعية. كما أن النواب والأعضاء البلديين هم من تم اختيارهم, داعين الله أن تكون اختيارات الناخبين هذه المرة قادرة على تجاوز عدم التناغم الذي ظل بين ممثليهم بالفترات السابقة, كي تستطيع أن تحقق آمالهم وأمنياتهم دون استثناء أو استئثار, وكي لا نتهم بالمبالغة ففي المرات السابقة وفي مناسبات عدة اجتماعية وغيرها تم تجاوز دعوة النيابيين من قبل الخدميين, إلا من كان من ضمن القائمة أو التوجه والعكس صحيح ناهيك عن انتقائية دعوة الأهالي, ما أدى بالتالي إلى تقاعسهم في المشاركة لأية فعالية أو محفل متعلق بدوائرهم.

لماذا نستذكر ذلك؟

كي لا ينسى البعض بأن أهالي الدوائر الانتخابية تعد جزءاً من المجتمع الشامل في البلاد, ويعدوا كغيرهم من المجتمعات الذين يتشاركون همومهم واهتماماتهم كما أنها تعمل على تطوير هذه الشراكة ثقافياً بوعي مشترك, من خلاله يطبع المجتمع وأفراده بصفات مشتركة تشكل شخصية هذا المجتمع ودوره في المنظومة التطويرية, إذن لا مكان للتفاضل المناطقي أو القبلي أو العرقي على حساب الدوائر الأخرى. فما تحتاجه هذه المحافظة لا يقل عن طموح وتطلعات المحافظات الأخرى ولكننا نزيد عليهم ببعض الخصائص منها عدم التمكن من إنهاء البنية التحتية التي قد تصل إلى سنة 2015 حسب تصريح وزارة الأشغال قبل سنتين, هذا بجانب مشكلة الإسكان علماً بأن المحافظة تعد الأكبر من حيث المساحة! أما ما وصلت إليه مدينة الرفاع الشرقي، إذ بلغت نسبة المباني التي بحالة سيئة إلى ما نسبته 53 في المئة لعمر افتراضي (5-10) سنوات والمباني التي بحالة جيدة تصل نسبتها إلى 16 في المئة, وذلك حسب المسح الذي قامت به المحافظة قبل سنتين مشكورة.

إننا بحاجة إلى الالتفات من قبل أصحابي القرار، بالإضافة إلى العمل الدؤوب من قبل الأعضاء البلديين والمسئولين, كما إننا بحاجة كذلك لأن ينجح أصحاب القرار بتوفير مساحة أرض لنقل الورش والكراجات وسكن العمال من مدينة الرفاع الشرقي إلى أماكن مخصصه لذلك, كما نجح في خلق المساحات لشركة تطوير والمشاريع الاستثمارية العقارية على سبيل المثال لا الحصر رفاع فيوز ودرة البحرين وبانيم تري وغيرها.

إننا بحاجة لإسهام تلك المشاريع الاستثمارية بالاحتياجات المجتمعية التي تكلف الدولة الكثير مثل الإسهام في بناء البيوت الآيلة للسقوط, أسوة بإسهاماتها في دعم سباقات القدرة والدورات الرمضانية وغيرها من أنشطة رياضية.

إننا بحاجة إلى مركز شامل للخدمات الحكومية ومكتبة عامة ومواقف للسيارات خاصة بمنطقة سوق الرفاع, إننا بحاجة لكل تلك المخططات والمجسمات للمشاريع التي نسمع عنها ولم ترَ النور إلى الآن.

إننا نحسن الظن بمن سبق من مخرجاتنا السابقة التي تعلم بتلك المتطلبات منهم من سعى ومنهم من برر ولايزال يبرر.

إن السبيل لذلك هو العمل ثم العمل من قبل المجلس البلدي بالتنسيق مع النواب إن صدقت النوايا وتم تجاوز الخلافات والمصالح الضيقة التي لا تتعدى دوائرهم.

يعد طرح آمال وتطلعات وهموم المواطن من خلال الصحافة جزءاً من المشاركة المجتمعية تماماً كالمجالس الذي يتم فيها تداول هموم وأمنيات المنطقة, ولكن ما يميز الكتابة عرضها للمعوقات وطرح مقترحات الحلول خالية من التملق متجاوزة الطرح من أجل الفضفضة أو النيل من هذا الطرف على حساب ذاك.

إننا لا ننكر دور المجالس بالمحافظة عند تناولها قضايا المجتمع ولكن يجب أن نخرج من جلباب الفضفضة والنيل من الآخرين من قبل البعض في بعض الأحيان إما عن جهل أو سوء سلوك.

إننا بحاجة بأن نتناول قضايانا بشفافية وحيادية الطرح وعدم الحرج, فالمسئول يريد سماع مثل تلك الهموم والأمنيات وما أدل على ذلك سعة صدر محافظ الجنوبية, وهو يسمع هموم ومداخلات الكل دون مقاطعة بما فيها المقترحات التي قد تنمّ عن جهل في بعض الأمور.

لذلك نقول بأننا يجب أن نكون على قدر عالٍ من المسئولية الحقيقية وليس بمنادين بالشعارات فقط فنحن بحاجة إلى عمل بصدق وإخلاص وبحاجة إلى مجلس بلدي ونيابي يحقق طموحات المواطن الذي يستحق كذلك الإخلاص ممن هم ممثلون لهم تحت قبة البرلمان للمشاركة الصادقة في إصدار القرارات والقوانين لمصلحة الوطن والمواطن.